التمسك بالأمل.. طوق نجاة موجود أمام عيوننا.. ولكن أحياناً تغطى دموع الألم العيون.. وتدمى القلوب.. فتحدث ستاراً يخفى ضوء الأمل.. والشعاع الذى انعم به الله سبحانه وتعالى على العباد.. يظلون حائرين.. يصيبهم القلق.. وتنطبق على صدورهم حجارة الصمت.. ذلك لأنهم تجاهلوا حقائق الكون.. الذى يعيشون فيه.. رغم أنها كلها علامات مؤثرة وحافزة.. أعنى هنا على سبيل المثال.. دروس الحكمة الجاهزة لمن يتأمل الشروق والغروب وما بينهما من تغيرات ومتغيرات تؤكد للإنسان أنه من المستحيل بقاء الحال على ما هو.. دون فرج قادم.. أو امتحان آت.
هذه الدروس التى تمكن القلوب فتضيف إليها تجارب الإنسان على مدى الزمان والمكان ومنها أسئلة مشروعة تداولها الأجيال منها.. هل سمعت يوماً أن إنساناً سقط من على الحصيرة أو رمال الأرض فكسر ظهره؟!
الإجابة.. لا.. اعلموا.. أن الدنيا أيامها تدور.. فعش فى صفاء ونقاء.. ساعتها جزاء النفس الطيبة أن يصلها كل الهناء والسرور.. وأعز ما يبقى هو الوداد الدائم.. لا المناصب والقصور لأن أيام العمر بعد الرحيل ستصبح هباء منثوراً.. وتنتقل من رحلة الفناء إلى رحلة البقاء وتحصد ما قدمت يداك من خير وشرور.
ولنتذكر دائماً.. أن الحياة رحلة قصيرة فيها نجاح وفيها فشل.. أفراح وسرور وأتراح وأحزان.. وبالإرادة القوية تهزم الصعاب والآلام.. فمقابلتك فى وجه بابتسامة يحتسبها الله لك.. صدقة.. وإفشاء السلام يجلب المحبة.
ولا توجد أزمات وابتلاءات إلا سبقتها اختبارات.. فإذا اجتزتها فزت بهدية رب السموات لتنعم بأعالى الجنات.. فاصبر صبراً جميلاً.. وقل: حسبنا الله ونعم الوكيل تتفتح لك الأبواب المغلقة.
تعالوا نعُد إلى نصائح لقمان الحكيم لابنه: يا بني.. ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان بالله: «أخاً.. صادقاً» فإنما مثله كمثل «شجرة».. إن جلست فى ظلها أظلت.. وإن أخذت منها أطعمتك وإن لم تنفعك لم تضرك.. فاتخذ صديقاً صادقاً.. وكن مؤمناً بالقضاء والقدر.. لا تجزع ولا تضجر لأن كل شيء يسير بقضاء.. ولن ينفع حذر من قدر.. لكن خذ بالأسباب وتوكل على الله.. وكن على يقين أن الخير قادم لا محالة.. والبداية دائماً بنفس طيبة.. وقلب نقى ووجه بشوش.
>>>
يارب.. إنا نسألك أن تجعل كل أيامنا رحمة وعطاء.. وامنحنا فرحة وقناعة ورضا باليقين.. وأبعد عنا الأحزان.. وارفع شأننا فى الأرض والسماء.. وارزقنا صحبة الشرفاء الأوفياء.. وبارك لنا فى الأهل والأحباب.. اللهم آمين.