و«ليه يا زمان».. والإبداع لا يموت أبدًا
ولا حديث فى العالم الآن إلا عن محاولة الاغتيال الفاشلة التى تعرض لها المرشح الجمهورى للانتخابات الأمريكية دونالد ترامب أثناء مؤتمره الانتخابى فى ولاية بنسلفانيا.
فترامب الذى خرج من المحاولة بإصابة من جراء رصاصة اخترقت جدار أذنه حصد تعاطفًا شعبيًا هائلاً منحه تقدمًا هائلاً فى السباق الانتخابى وصل إلى نسبة تفوق على منافسه الرئيس الحالى بايدن بسبعين فى المئة.
وترامب الذى خرج من المؤتمر رافعًا يديه وملوحًا للناخبين ومعبرًا عن صموده لمحاولة الاغتيال كان مثالاً على القدرة على مواجهة الأزمات والتعامل معها بصلابة حتى أنه كان يدعو الحرس الخاص إلى مساعدته فى الحصول على حذائه قبل أن يتوجه معهم إلى سيارة التأمين «دعونى أخذ حذائي»..!. وقد لا نعرف قبل عدة أشهر تفاصيل وحقيقة ما حدث فى عملية الاغتيال وقد لا نعرف أبدًا كما حدث فى حوادث اغتيال سابقة لرؤساء أمريكيين إلا أن المؤكد أن محاولة الاغتيال الفاشلة تدفع بدونالد ترامب إلى البيت الأبيض.. وأن الرجل قد أصبح رئيسًا إلا إذا كانت للقوى الخفية التى تحكم العالم محاولة أخرى من أى نوع آخر.. مازالوا لا يريدونه رئيسًا لأمريكا..!
> > >
ونترك أمريكا وغرائبها.. والأمن العاجز عن تأمين مرشح رئاسى بحيث تمكن القاتل من صعود بناية قريبة والتمركز فوقها بسلاح آلى وكان فى مقدوره اغتيال ترامب بسهولة إلى حديث آخر يتعلق بحوارتنا اليومية وعصير القصب الذى يقولون إن فيه «سم قاتل» وأننا منذ سنوات وسنوات نشرب عصيرًا يحمل سمومًا فطرية تمثل بؤرة ومنشأ للأورام السرطانية.
الدكتور مجدى نزيه استشارى التثقيف الإعلامى والغذائى تحدث فى برنامج تليفزيونى حديثًا لا يستند إلى أية دراسات علمية أو أسانيد أو معلومات دقيقة عن عصير القصب وقال إن عيدان القصب يكون بها أغلفة يتواجد أسفلها بودرة سوداء عبارة سموم فطرية هى منشأ للأورام السرطانية وبالتالى يجب تنظيف عيدان القصب جيدًا قبل أن يتم «عصره»..!
والحديث على هذا النحو مخيف ولا يوجد له أساس من الواقع ومعظم محلات تقديم عصير القصب تقوم بـ»تقشير» العيدان بالسكين قبل أن تدخل المعصرة.. ولم نسمع من قبل حديثًا عن سموم فطرية أو سوداء تحيط بعيدان القصب.. ولا ما يشير إلى أن هذه البودرة السوداء بها سموم فطرية.. وقد يكون ما قاله الدكتور نزيه صحيحًا ولكن نريد ما يثبت ذلك وما يدعمه فقد أصبحنًا نتشكك فى كل شيء نأكله أو نشربه..!
> > >
ومحافظ الدقهلية اللواء طارق مرزوق أصبح حديثًا للسوشيال ميديا بجولاته التفقدية فى المحافظة وبتواجده فى كل مكان.. والمحافظ ذهب إلى مدينة جمصة وقابل رئيس مجلس المدينة وتحدث إليه منتقدًا حالة النظافة «ولا كأن أى حد بينزل بمقشة واحدة»..!
ويا سيادة المحافظ.. بعض عمال النظافة بينزلوا بالمقشات لكن ليس للنظافة وإنما لاغراض أخرى وكلنا عارفينها وشايفينها..!
> > >
وقابلت الدكتور محمود عزت العلايلى فى عام 2013 أثناء حوارات البحث عن معالم للطريق بعد أحداث يناير عام 2011 والتى كانت سببًا فى الضبابية واختلاط الأوراق وضياع بوصلة التوجه والتوجيه.. واكتشفت أن نجل الممثل الكبير الراحل عزت العلايلى هو من المهتمين والمهمومين بالشأن العام منذ أحداث يناير وأن طبيب الأسنان الشاب ، كانت لديه رؤية واهتمامات سياسية ناضجة وأنه منشغل بالوطن وقضاياه.. وأعجبنى أسلوبه الهاديء والمتواضع فى الحوار وعرض وجهة النظر.. ولم أقابله بعد هذا العام إلا فى مناسبات متفرقة عن بعد.. وأمس قرأت خبر وفاته بعد صراع مع المرض.. مع سرطان الرئة اللعين الذى قضى عليه فى وقت قصير.. يرحمك الله.
> > >
وقبل عدة سنوات وفى عام 1987 فإن مصر كلها كانت تنتظر المسلسل اليومى ليالى الحلمية.. مصر كلها كانت تعيش أحداث المسلسل وتتفاعل معه.. وتمضى سنوات وسنوات والمسلسل مازال باقيًا فى الأذهان ومازال «تتر» المسلسل يتردد ليذكرنا بالزمن الذى مضى والسنوات التى انقضت ولن تعود وبالإبداع الذى سيظل خالدًا لأن الكلمات كانت معبرة.. والمعانى كانت متجددة.. ومحمد الحلو الذى غنى تتر المسلسل أصبح بعدها «حلوًا» وتكفيه هذه الأغنية لتظل حلاوته باقية.. والمؤلف سيد حجاب قال فيها كل شيء.. والملحن ميشيل المصرى كان فى لحنه مبدعًا ومن اختمار الحلم يجى النهار يقوم غريب الدار لأهل وسكن.. وليه يا زمان ما سبتناش أبرياء وواخدنا ليه فى طريق مافهوش رجوع أقسى همومنا يفجر السخرية وأصفى ضحكة تتوه فى بحر الدموع، ولفين ياخدنا الأنين لليالى مالهاش عينين ولفين ياخدنا الحنين لواحة الحيرانين، ما تسرسبيش ياسنينا من بين ايدينا ولا تنتهيش دا احنا يدوب ابتدينا.. وآه.. آه يا سنين عمرنا.. وآه يازمان.. ليه ما سبتناش أبرياء.. ليه.. وليه.. وليه..!
> > >
ويا رب.. أدعوك دعاء لا أعرف كيف أرتبه فأنت تبصر الفؤاد وتلمس حاجة قلبى يدك، فاللهم أيامًا كما أحب وحالا إلى ما هو أفضل وهما لا يبقى قائما على صدرى وفرحة ليس لها انتهاء، اللهم أمنياتى التى أنتظرها، اللهم طوق قلبى بعقود من الرضا والراحة والفرح.
> > >
وأخيرًا:
> بقاء يسرك أو رحيل يعزك.
> وأنت وما يليق بك.. حلم، مكان، كلمات وحتى أشخاص.
> وأحيانا نحتاج نكون كأشجار الخريف، ندع كل ما يؤلمنا يتساقط من داخلنا لنفسح المجال لربيع قادم.
> والقوة ليست دائمًا فيما نفعل ونقول؟
ولكن كثيرًا ما تكون القوة فيما نصمت عنه وما نتركه بإرادتنا.