من حق مصر الحفاظ على أراضيها.. وثوابتها التاريخية وحماية أمنها القومى
مَن الذى يجب أن يحترس من مَن؟ هل إسرائيل من مصر أم مصر من إسرائيل..؟ لوسألنا أى متابع للأحداث الجارية فى المنطقة لجاءت إجابته دون تردد لصالح الدولة المصرية فى ظل استمرار البلطجة الإسرائيلية فى المنطقة خاصة وأن مصر هى من تقف كالسد المنيع أمام مشروع تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية رغم الضغوط الهائلة التى تتعرض لها وبالتالى ليس غريبا أن تزداد التحرشات الإسرائيلية ضد مصر والحديث عن تعاظم قوة الجيش المصرى ومايسببه ذلك من قلق فى الأوساط الإسرائيلية.
وفى محاولة للضغط على مصر خرجت أصوات إسرائيلية تتهم مصر بانتهاك اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين بسبب انتشار المزيد من القوات فى سيناء.. لن أقول إن إسرائيل تنتهك أيضا اتفاقية السلام لن أبرر ذلك بذلك لكن أقول وأؤكد أن البلطجة الإسرائيلية التى تمارسها فى المنطقة هى المسئول الأول والأخير عن حالة التوتر والتأهب الأمنى الذى تعيشه دول الشرق الأوسط.. إذن إسرائيل هى سبب هذا التوتر والتصعيد فكيف تطالب بشئ هى أصلا المتسببة فيه..؟ أوليس من حق مصر حماية أمنها القومى فى ظل سياسة إسرائيل التوسعية؟
من حق مصر الحفاظ على أراضيها وثوابتها التاريخية وحماية أمنها القومى طالما أنها لاتهدد أحدًا.. ومن حق مصر تحديث جيشها وأسطولها البحرى والجوى وحماية حدودها لمواجهة الأخطار المحدقة بها وهذا الأمر من المفروض ألا يضير أحدًا لا إسرائيل ولا غيرها.. ومن حق مصر أيضا أن تكون على أهبة الاستعداد لمواجهة أى خطر محتمل خاصة وأن الحديث الإسرائيلى الأخير عن القوات المصرية فى سيناء تزامن مع قرار جيش الاحتلال بإخلاء سكان مدينة رفح الفلسطينية كما تزامن أيضا مع إعلان وزارة الدفاع الأمريكية إرسال حاملة طائرات ثانية والمزيد من الأسلحة إلى المنطقة مما ينذر بقرب نشوب حرب إقليمية لايعرف مداها أحد وإسرائيل فيها من بين المتضررين.
على إسرائيل إذن أن تتوقف عن سياسة البلطجة والجرائم البشعة التى ترتكبها قوات الاحتلال فى غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والتخلى عن سياسة التوسع فى المنطقة إن كانت حقا ترغب فى العيش فى سلام مع دول المنطقة ودون ذلك سيبقى التوتر والحذر
موقف مصر الرافض للتهجير وتصفية القضية الفلسطينية لن يتزحزح قيد أنملة ورسالة المصريين فى صلاة عيد الفطر وصلت لكل من يهمه الأمر.. وعلى إسرائيل أن تختار ما بين الحرب أو السلام؟