يقيناً الرسالة وصلت إلى كل من يهمه الأمر، لذلك فمن المهم أن نروى للأبناء والأجيال الجديدة حكاية هذا الوطن العظيم، وقصص كفاحه وانتصاراته وأمجاده، وكيف تخطى الصعاب والمستحيل، وتحدى الظروف، وامتلك الإرادة، لتحقيق النصر، واستعادة الأرض والإمكانيات رغم فارق الإمكانيات الذى لم يمنع جيش عظيم تحلى بإرادة النصر، وعقيدة النصر أو الشهادة ليسطر أمجاداً يحفظها التاريخ، لتكون دروساً وعبراً على مر الأجيال.
فى ظنى أن أبناءنا وشبابنا فى حاجة شديدة للتعرف أكثر، وبكافة الوسائل على شرف هذا الوطن وإرادته، وحكايته فى المدارس والجامعات، فى الإعلام والدراما.
فى قلب القوة والقدرة، حيث اصطفاف أو تفتيش الحرب بالفرقة السادسة المدرعة واحدة من أقوى تشكيلات الجيش الثانى الميدانى بقواتنا المسلحة الباسلة وهى فى منتهى الجاهزية والاستعداد التام، لتنفيذ الأمر بأى مهمة تكلف بها وفى حينها، إنها قمة الجاهزية والكفاءة، مزودة بأعلى درجات التدريب، ومتسلحة بأحدث منظومات القتال، تدرك تماماً مهامها فى حماية الوطن وأرضه وأمنه القومى ومصالحه القومية، بشرف وعزة دون غطرسة فى تجسيد حقيقى لعقيدة مصر وقواتها المسلحة فى حكمة القوة الرشيدة التى تدافع ولا تعتدي، التى تحمى وتصون ولا تهاجم الآخرين دون سبب.
فى قلب القوة والقدرة الرادعة، والاستعداد والجاهزية، وبين قلعة الوطنية والشرف والفداء، وقف الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة، يتحدث بشموخ وثقة واطمئنان ويبعث برسائل للداخل والخارج، مفادها أن مصر حاربت قبل 51 عاماً من أجل الحق والعدل، واستعادة الأرض والكرامة وأن يسود الأمن والاستقرار والسلام، فتلك هى مهمة القوات المسلحة العظيمة فى حماية أرض الوطن وحدوده ومقدراته، اختارت السلام كخيار استراتيجي، سلام الأقوياء، النابع والمرتكز على القوة والقدرة، والثقة فى الله والنفس لذلك جاءت كلمة الرئيس السيسى شاملة فى رسائلها، مجسدة القوة وقدرة الدولة المصرية، وجيشها العظيم ومعبرة عن مبادئها، فالقوة لا تعنى الغطرسة، والإسراف فى القتل والدمار والخراب، ولكن لحماية الحق والسلام.
ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى فى رحاب القوة والقدرة والجاهزية، يجب أن يكون سياقاً لبناء الوعي، يستوجب على الجميع، أن يتبادله بالنقاش والبحث، والحوار وفى الجامعات وفى الأوساط الشبابية، لأن الرئيس، عبَّر عن مبادئ وسياسات وأهداف ومقاصد الدولة المصرية، وتعتبر وفلسفة ما حدث قبل 15 عاماً، وما جرى أيضاً منذ 2011 وحتى يومنا هذا فى ظل ما يجرى فى المنطقة من متغيرات حادة، واضطرابات وصراعات تهدد أمن واستقرار المنطقة وتنذر بحرب شاملة أو إقليمية، من شأنها أن تأكل الأخضر واليابس، وتعطل مسارات البناء والتنمية التى هى غاية الشعوب لذلك يجب أن تتوقف عند الرسائل المهمة لبناء الوعي، وتشكيل الوجدان وبناء جسور الفهم الصحيح، والتجسيد الحقيقى لمعانى وأهداف السياسات والإجراءات، والجهود المصرية على كافة الأصعدة، وكيف نجحت رؤية الرئيس السيسى التى بدأت منذ 11 عاماً فى حماية والحفاظ على الدولة المصرية فى أتون هذه الصراعات الإقليمية، كما نجحت رؤية القيادة المصرية فى حرب أكتوبر فى تحقيق النصر والسلام وسبقت عصرها، باستشراف حقيقى للمستقبل، وهو ما يمثل العبقرية فى الرؤيتين.
رؤية الرئيسين السادات والسيسي، لتبقى الدولة المصرية، فى أوج قوتها وتكون نموذجاً ومثلاً يحتذى به فى بناء القوة والقدرة والسلام واستشراف المستقبل، لذلك أتوقف عند بعض النقاط فى كلمة الرئيس السيسى خلال تفتيش الحرب بالفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميدانى التى جاءت لاستدعاء الماضى بكل أمجاده، وأيضاً الحاضر فى توقيته وزمانه ومكانه.
أولاً: امتلاك إرادة القتال والنصر، يعوِّض فارق الإمكانيات، ونجاح الجيش المصرى فى عبور محنة 1967 فى زمن قياسى لم يزد على 6 سنوات من أجل تحرير الأرض واسترداد الكرامة كان نموذجاً لقوة وصلابة الإرادة، ووضوح الهدف لذلك يظل نصر أكتوبر من أهم وأقوى أسلحة الردع المصرية، فالجيش الذى استطاع فى ظل هذه الظروف والإمكانيات أن يسطِّر هذا النصر العظيم، هو قادر على تحقيق ذلك مرات ومرات.. وإرادة القتال والنصر، لم تقتصر على الجيش فقط بل كانت إرادة الشعب.
ثانياً: الرئيس السادات، سبق عصره باستشراف عبقرى للمستقبل فقد قاتل وانتصر، وحقق الهدف فى استعادة الأرض، فالحرب هى الاستثناء والسلام هو القاعدة، لذلك اتجه نحو السلام عن ثقة وقوة وقدرة ونصر.
ثالثاً: الدولة المصرية وجيشها ومؤسساتها ليس لها أى أجندة خفية ضد أحد فى تجسيد حقيقى أنها دولة شريفة، وجيش شريف.. اختار السلام المرتكز على القوة، وأن الحرب هى استثناء للدفاع عن الحق.
رابعاً: موقـف مصـر من القضيـة الفلسـطينية ثابت لا يتغير ولا يتزحزح وهو موقف عادل.. فالشعب الفلسطينى لديه حقوق مشروعة فى أن يعيش فى دولة مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
خامساً: موقف مصر أيضاً محدد وواضح لم يتغير منذ العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، فى 8 أكتوبر من العام الماضى ويتمثل فى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، ودخول المساعدات الإنسانية لغزة فى ظل المعاناة الكارثية التى يعيشها سكان القطاع.
سادساً: القوات المسلحة، هى قوة رشيدة لحماية الأمن القومى وحماية الشعب والأرض والحدود تتمتع بأعلى الدرجات الأخلاقية والإنسانية والتوازن فى تعاملها بعيداً عن غطرسة القوة فى الأداء أو التصرف سواء فى الداخل أو الخارج، تجسيد حقيقى وترجمة نموذجية لسياسة الدولة المصرية فى التوازن والاعتدال وعدم إذكاء الصراعات وهذه عقيدة القوات المسلحة، وهو ما يعكس شرف العسكرية المصرية ومكانتها وحرصها على الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية حدود الدولة.
سابعاً: الرئيس أكد على مبدأ وجودى لبقاء الدولة المصرية والحفاظ عليها، قائلاً: طالما أن القوات المسلحة يقظة ومنتبهة ومستعدة ومدربة وأمينة وشريفة فلا مجال للخوف أبداً، وهى رسالة متجددة أصبحت دستوراً لحماية الأوطان فمن يملك جيشاً وطنياً قوياً، يملك أمناً واستقراراً وسلاماً.
تحيا مصر