يطرح البعض أحياناً سؤالاً مهماً.. ماذا لدى مصر حتى تحاك لها المؤامرات وتستهدف بالمخططات وتتعرض لاستهداف وحصار وحملات شرسة للأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه.. لماذا تركز قوى الشر والهيمنة على إلحاق الأذى وتطويق واستدراج مصر إلى مستنقعات الاضعاف والاستنزاف؟ وماذا يزعج قوى الشر والمؤامرة من قوة مصر وتنامى قدراتها ونجاحاتها واستعادتها لدورها وثقلها ومكانتها وأن تصبح قوى إقليمية عظمى فى المنطقة.. ولماذا يقض مشروع مصر الوطنى لتحقيق التقدم الذى يمضى بوتيرة سريعة وقوية مضاجع قوى الشر؟ ما الذى يرونه فى مصر.. ولا يراه غير المؤمنين بنظرية المؤامرة عليها.. والذين رغم كل ما يجرى حول مصر من صراعات وحرائق مشتعلة فى كافة الاتجاهات الإستراتيجية.. وما يحدث لها منذ 2011 من فوضى وإرهاب وتصدير أزمات.. إلا أنهم ينكرون المؤامرة؟
الغريب ان هؤلاء لا يقرأون الواقع جيداً.. فرغم ان مصر تشهد تهديدات ومخاطر غير مسبوقة ولم تتعرض لها طوال تاريخها.. فلم يسبق لمصر ان تتعرض كافة حدودها من جميع الاتجاهات الإستراتيجية لهذه التوترات والصراعات والحرائق المشتعلة.. فلا يمكن لأحد عاقل أن يتوقع ما حدث فى ليبيا والسودان.. ولا يتصور أو يتوقع ما يحدث فى قطاع غزة.. وما يدور فى المنطقة وما تتعرض له مقدرات مصر ومواردها لمحاولات العبث والابتزاز أو تهديد ثرواتها.. ولا يمكن لعقل بشر أن يتخيل هذه الحملات المستعرة من الأكاذيب والشائعات والتشويه والتحريض والتشكيك على مدار أكثر من 11 عاماً متواصلة دون توقف.. ناهيك عن تخليق وتصنيع صراعات وأزمات دولية وإقليمية لها بطبيعة الحال تداعياتها على مصر أمنياً واقتصادياً.
الحقيقة ان الإجابة على مثل هذه التساؤلات سهلة وبسيطة ولا تخطئها العين على الاطلاق.. خاصة أننا أمام استهداف غير عادى وغير طبيعى للدولة المصرية.. ونشاط عدائى مكثف وتهديدات تطوق حدودها من كل اتجاه.. لذلك فهو أمر جدير بالتوقف أمامه وأعتبره مجالاً مهماً للفهم والوعى الوطني.. من أجل مزيد من التماسك والاصطفاف والالتفاف خلف القيادة السياسية.. وهى أهم أسلحة المواجهة والنصر لأنها قيادة وطنية حكيمة.. تتمتع بأعلى درجات الإخلاص للوطن.. والحكمة فى كيفية العبور بسفينته إلى بر الأمان.
أولاً: قوى الشر لم ولن تنسى أن مصر هى الدولة الوحيدة التى نجت من براثن مخطط الشيطان فى الربيع العربى المشئوم.. ونجحت فى اجهاض المؤامرة وتعطيل المخطط.. وهدفه إسقاط الدولة المصرية.. وتقسيمها واضعافها واخراجها من معادلة القوة الإقليمية والتخلص من الشوكة التى تقف فى حلق المخطط.. وعملت المؤامرة على وسائل مختلفة.. إحداث الوقيعة بين الجيش والشعب.. وهو ما لم ينجح وأيضاً تحويل مصر إلى ساحة حرب أهلية يتقاتل فيها المصريون.. وذلك بزرع وتمكين سرطان الفتنة الإخواني.. وهو ما لم ينجح أيضاً بفضل ثورة 30 يونيو العظيمة التى عزلت الإخوان الإرهابية واقتلعت جذورها من أرض مصر الطيبة وقضت على الإرهاب الذى قادته الجماعة الخبيثة وطهرت البلاد من آثامه وآثامها.. لذلك تحاول قوى الشر وتحديداً المخطط «الصهيو- أمريكي» ومحاولة تنفيذه بأهداف متعددة أبرزها تحقيق أحلام الصهاينة المريضة وخزعبلاتهم التلمودية بانشاء إسرائيل الكبرى لتبدأ بالتخلص من الفلسطينيين فى قطاع غزة ودفعهم إلى الحدود المصرية من أجل توطينهم فى سيناء.. على حساب الأراضى والأمن القومى المصري.. وهو الأمر الذى وافق عليه الرئيس الإخوانى الأسبق محمد مرسي.. وكشفه وفضحه الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية وهو سر الدعم الأمريكى والصهيونى وباقى أطراف المؤامرة لنظام الإخوان.
مع رفض (مصر- السيسي) الحاسم والقاطع لهذا المخطط ونجاح مصر فى تطهير سيناء وتنميتها وتعميرها باتت أحلام الصهاينة تتحطم.. لذلك هناك محاولات وضغوط واستدراج وابتزاز وحصار وإغراءات لمصر.. رفضتها جميعاً بل ذهبت لأكثر من ذلك ووضعت خطوطاً حمراء.. وأعلنها الرئيس السيسى القائد الوطنى الشريف.. «يا سيناء تبقى مصرية يا نموت على أرضها» ثم حسم الأمر بقوله «لن يحدث» ومن ضمن أهداف المؤامرة على مصر والمنطقة هو رغبة قوى الشر والهيمنة فى الحفاظ على النظام العالمى القديم والقائم على ازدواجية المعايير ونهب وسلب موارد وثروات الشعوب.. وتأجيج الصراعات والحروب واشعال الحرائق فى دول المنطقة.. والقائم على اللاأخلاقية والظلم والمؤامرات.. ومد نفوذه وقطع الطريق على المتطلعين إلى نظام عالمى جديد أكثر عدلاً وإنسانية وإخلاصاً.
ثانياً: تنامى القوة والقدرة المصرية وصعود الدولة المصرية كقوة إقليمية عظمى ورقم مهم فى المعادلة الدولية بالنسبة لقوى الشر تهديد حقيقى ومباشر لمخططاتهم ومؤامراتهم وأهدافهم وتقف حجر عثرة أمامها.. لذلك يعملون على محاولات اضعاف مصر واستدراجها واستنزافها واستفزازها وتطويقها.
ثالثاً: مصر دولة ذات سيادة.. تمتلك القوة والقدرة وتقف على أرض شديدة الصلابة.. وفشلت قوى الشر فى فرض كل ما يخالف ثوابتها ومبادئها.. وتتمسك مصر باستقلالية قرارها الوطني.. كما أنها رفضت وبشكل قاطع مبدأ الاستقطاب أو الانحياز لحساب معسكر ضد المعسكر الآخر.. فهى دولة منفتحة تتبنى علاقات متوازنة ومتزنة تبحث عن مصالحها مع الجميع وتربطها علاقات شراكة إستراتيجية مع كافة القوى الكبرى فى العالم حتى وان بدت بينهم صراعات أو حروب أو نزاعات أو منافسات.. لذلك فإن حرص مصر على استقلال قرارها الوطنى ورفضها التبعية أو الاستقطاب أو الإملاءات أو حتى الابتزاز يعرضها دائماً للاستهداف… وللحديث بقية
تحيا مصر