تحدثت فى المقال السابق عن أسباب استهداف قوى الشر لمصر.. وممارسة الضغوط عليها.. ومحاصرتها بالأزمات وتطويقها بالصراعات فى دول الجوار.. وذكرت ثلاثة أسباب.. سواء وقوف مصر حجر عثرة أمام مشروع الشيطان وتعطيله.. والمخطط الصهيو – أمريكي.. وإجهاض المؤامرة فى ثورة 30 يونيو العظيمة.. كما أن مصر تحقق قفزات وطفرات فى مجال بناء وامتلاك القوة والقدرة التى تحول دون المساس بأمنها القومى وتروع كل من يفكر بالاعتداء على أرضها وسيادتها.. خاصة أن مصر تقودها قيادة وطنية استثنائية تتمتع بأعلى درجات الشموخ والطموح والحكمة واستشراف المستقبل وقراءة مبكرة لما يحدث الآن فى ظل محاولات مستمرة للتحرش بمصر واستفزازها لكنها تتمسك بأقصى درجات ضبط النفس والصبر والاتزان الاستراتيجى النابع من قوة وثقة ورغبة حقيقية فى ترسيخ السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة.
«مصر – السيسي» قوة إقليمية عظمي.. تصعد بثقة نحو المقدمة على كافة الأصعدة على طريق القدرة الشاملة والمؤثرة سواء الاقتصادية أو الحضارية.. والتقدم.. والعسكرية والاصطفاف الشعبي.. بما يحقق أهداف وغايات الأمة المصرية.
قوى الشر تدرك أنه مع تنامى قوة مصر وصعودها فإن مشروعاتها ومخططاتها ومحاولات رسم وصياغة المنطقة لصالح الكيان الصهيونى والأهداف الاستعمارية ومصالح قوى النفوذ والهيمنة.. فى خطر لذلك تكثف من نشاطها العدائى غير المباشر ضد القاهرة.. فمن العجيب أن تتحول كافة الاتجاهات مصادر للخطر والتهديد سواء فى السودان وليبيا.. وهما عمق الأمن القومى المصري.. وكذلك ما يجرى على الحدود المصرية – الفلسطينية وحرب الإبادة التى يشنها جيش الاحتلال الصهيونى بهدف إخلاء غزة من سكانها.. والقضاء على كافة مقومات الحياة.. وبالتالى تصفية القضية الفلسطينية ومن ثم تحقيق المشروع الصهيو – أمريكى فى توطين الفلسطينيين فى سيناء وما يمثله من خطر داهم على الأمن القومى المصرى وتوتير الحدود ونقل مركز المقاومة وانطلاقها من مصر.. ومن ثم أيضاً.. خلق صراع مع مصر.. وهو ما ترفضه مصر بشكل قاطع وحاسم.. وتعتبر من الاقتراب من أرضها وسيادتها.. دونه الرقاب.. وأمن قومى لن تتهاون ولن تفرط فى حمايته.
قوة مصر وتقدمها.. وصعودها وقوة جيشها العظيم.. وكونه أقوى جيوش المنطقة وأحد أقوى الجيوش فى العالم.. هو مصدر جنون قوى الشر.. التى تستميت من أجل تنفيذ المخطط الشيطاني.. لصالح الكيان الصهيوني.. وأيضاً استمرار وتوسيع الهيمنة.. والنفوذ والسطو على مقدرات المنطقة ودولها.. وإجهاض أية محاولات للقوى الأخرى الساعية إلى بناء نظام عالمى جديد يقضى على الهيمنة.. ويحقق العدالة.. ويتخلص من لصوصية قوى الشر.. وازدواجية معاييرها.
من هنا تقف مصر العظيمة.. وجيشها الوطنى العظيم والصلب أمام مشروعات الشيطان الصهيو – أمريكى التى افشلتها مصر على مدار السنوات الماضية.. لذلك فالهدف سيناء.. لكن مصر وبنجاح كبير.. تسطر ملحمة سياسية ودبلوماسية رسخت فى العقل الجمعى العالمى الحقوق المشروعة للفلسطينيين.. وحقهم فى إقامة دولتهم المستقلة وأيضاً المخططات الصهيونية التى تستهدف القضية الفلسطينية.. ومصر والمنطقة.. لذلك فإن السبب الرابع لاستهداف مصر يتلخص فى الآتي:
رابعاً: مصر لديها مشروع وطنى عملاق لتحقيق التقدم.. يجرى برؤية وإرادة ويحقق طفرات وقفزات غير مسبوقة نحو الاكتمال وامتلاك القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة بما يحصنها ويحمى ويعزز الجدار الصلب لأمنها القومى بالمفهوم الشامل.. من هنا نشطت قوى الشر فى محاولات تعطيل وضرب هذا المشروع.. من خلال استهداف مصر بتصدير وتصنيع الأزمات ومحاولات تطويقها بأزمات وحرائق فى الدول المجاورة.
مصر دولة قوية وقادرة وعفية وتمتلك قوة الردع بلا حدود.. وتستطيع رد الصاع صاعين.. ولا تجرؤ أى قوة على المساس بأمنها القومي.. لديها أقوى جيش فى المنطقة.. وأحد أقوى جيوش العالم.. لكن قراراتها المصيرية وفق حسابات دقيقة وتقديرات مواقف تأخذ فى الحسبان كافة البدائل والمعطيات بما يحقق المصلحة الوطنية.. لذلك فإن قيادتها تمتلك الحكمة.. وعدم التهور والاندفاع فى اتخاذ أى قرار طالما أن التهديد القائم يظل غير مباشر.. بمعنى أنه لم يمس أرضها وسيادتها.. ولا يوجد استهداف مباشر لخطوطها الحمراء.. لذلك أقول إنه من القوة حماية القوة.. ومن المهم أن تمتلك القوة لكن الأعظم أن تحميها وتصونها ولا تهدرها.
مصر جاهزة لكل الاحتمالات والسيناريوهات والخيارات.. لكنها أكثر ذكاء وحكمة من الجميع.. تدرك أن هناك أهدافاً شيطانية تسعى لاستدراجها وتقويض قوتها وتعطيل مسيرتها وتدمير مشروعها الوطني.. وطالما أن التهديد يظل بعيداً عن الأرض والسيادة والمصالح الوطنية.. فإن التعامل يكون بأوراق سياسية ودبلوماسية لاستئصال هذا التهديد.. وإذا كان التهديد يطال وبشكل مباشر الأمن القومى والأرض بمعنى الاعتداء المباشر فإن الأمر هنا يختلف ويستلزم الردع والحسم وقطع دابر التهديد.. لذلك فإن الاحتفاظ بالقوة والقدرة والردع دون مغامرات أو استجابة لاستدراج أو إهدار للقدرات طالما كانت التهديدات بعيدة غير مباشرة فإنه السبيل الوحيد لردع قوى الشر والعبور بأمان وسلام إلى بر السلامة.
القوة والقدرة المصرية.. تدرك جيداً أولوياتها وخياراتها.. ولا تخضع لعواطف أو اندفاع ولكن بما يحقق سلامة الأرض والحفاظ على الأمن القومى المصري.
تحيا مصر