أعلن الكاتب أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام عن عقد مؤتمر بعنوان «مستقبل الدراما فى مصر» فى أبريل 2025.
وقال «المسلمانى» إن عقد المؤتمر يأتى استجابة لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسى التى طرحها فى حديثه بحفل إفطار القوات المسلحة، والتى تقضى بضرورة تعزيز القيم فى صناعة الدراما والسينما، وضرورة مواجهة موجات العنف والجريمة وتعاطى المخدرات، وإشعال الصراع المجتمعى، وترويج الابتذال اللفظى والانحراف السلوكى، وتدمير قيم العائلة.
هذا هو نص الخبر المنشور عن استجابة المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام لدعوة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى للاهتمام بالدراما وبالتحديد الاهتمام بالإيجابيات التى تم تجاهلها من بعض القنوات فى السنوات الماضية بشكل كان له بالغ الأثر على أخلاق الشارع المصرى وتشويه الصورة الذهنية للمواطن المصرى أمام العالم ..
استجاب الرئيس كالعادة وكان توجيهه هو المنقذ من وضع سيئ وصلنا إليه فعلا وقولا فى مجال الدراما بعد أن أصبح كل المعروض منها هو مسلسلات العوالم والرقص والعرى والبلطجة والمخدرات .. حتى أصبح شبابنا الآن فى مهب الريح لأنهم لم يجدوا قدوة محترمة يتمثلون بها فى أخلاقها ومثلها .. لم يجدوا المثل الأعلى الذى يعجبون به ويتمنون أن يصبحوا مثله .. باختصار فقد جيل الشباب القدوة .. وبالتالى لم يجد أمامه إلا نمبر وان ليصبح قدوتهم .. ولم يجدوا نموذجا سوى نموذج البلطجى الذى ينتصر فى كل الأحوال وهو فى الغالب تاجر مخدرات أو متعاط لها .. وفى الحالتين أصبح هذا النموذج هو القدوة لهم بعيدا عن القيم والاحترام.
أصبحت الدراما تصور المصريين جميعا على أن رجالهم بلطجية أو تجار مخدرات أو منحرفين أو مدمنين.. واقتصرت صورة المرأة المصرية على صورة نأسف أن يكون هذا هو المعروض منها فى دراما يفترض فيها أنها تنقل الواقع ولكنها فى الحقيقة تحاول فرض واقع مخالف على المصريين وعلى العالم كله .. صورة المرأة المنحرفة أو البلطجية أو التى تتحدث بطريقة لا نعرفها فى مصر حتى ولو كان هناك نماذج لها لكنها ليست هى السمة الغالبة التى يريدون أن تكون هى الظاهرة بقوة على الشاشة وتنتشر فى المجتمع.
إن نظرة واحدة للشارع المصرى الآن تؤكد أننا دفعنا وسندفع ثمنا باهظا لعقول حاولت فرض رؤيتها الشاذة على المجتمع لتظهره على غير حقيقته وللأسف الشديد نجحوا فى التأثير على عقول كثير من الشباب ليصبح قدوتهم أشخاصاً أقل ما يقال عنهم إنهم لا يمثلون مصر ولا المصريين.
انتصر الرئيس لمصر .. للقيم .. للأخلاق .. للحق .. وهنا يبقى السؤال .. ماذا لو لم يقم الرئيس بالتوجيه للاهتمام بالنماذج الإيجابية لأنه من الطبيعى أنه ليس كل المجتمع منحرفا أو بلطجيا أو فاسدا بطبيعة الحال .. هل كان هؤلاء سيبقون على وضعهم فى نشر الفساد وتشويه صورة مصر بهذا الشكل المهين؟ هل كانوا سيكملون مسيرتهم فى هدم كل قيمة وكل احترام فى مصر؟ هل كانوا سيستمرون فى نشر سوءاتهم على الملأ وتجاهل القامات المصرية الحقيقية والنماذج المشرفة..؟ هل كانوا سيستمرون فى تجاهل أعمال وطنية ثبت نجاحها بكل قوة وأظهرت بطولات وأمجاد الجيش والشرطة والنماذج المصرية الناجحة فى مجالات كثيرة..؟
باختصار شديد نحن أمام أزمة حقيقية نواجهها وسنواجهها فى الفترة القادمة فى محاولات إعادة ضبط الأمور لأجيال فقدت البوصلة الوطنية وفقدت الهوية الوطنية أمام سيل الأفلام والمسلسلات التى نشرت فكرا أقل ما يوصف به أنه ضد الوطن ..