يحسب للرئيس السيسى منذ توليه مسئولية ادارة البلاد انه يتعامل مع المشكلات المزمنة والمتوارثة على مدار عقود طويلة بالدولة المصرية بأسلوب وضع الحلول الجذرية والحاسمة لها من خلال خطط يعمل على تنفيذها دون تراجع أو توقف تحت أى ظروف تتعرض لها البلاد سواء من الداخل أو الخارج ولنا نماذج كثيرة فى هذا الإطار ولكن ما يهمنا هنا كيفية تعامله مع التحديات المائية.
تلك المقدمة كانت ضرورية ونحن نتحدث عن تعامل القيادة السياسية مع التحديات المائية التى تواجه البلاد فقد تعرض شمال البلاد بمحافظتى الإسكندرية والبحيرة نهاية عام 2015 الى موجة عنيفة من السيول تطلبت إجراءات حاسمة وسريعة للتعامل مع آثارها وعقب ذلك ايضاً تعرض مدينة رأس غارب لسيول عنيفة قطعت الطريق وعليه كان قراره بتنفيذ خطة شاملة للتعامل مع السيول التى تتعرض لها بعض المحافظات وحماية الاستثمارات الوطنية والخاصة من اخطار السيول على مدار اكثر من 50 عاما أو اكثر .
وإذا انتقلنا الى التعامل مع تناقص نصيب الفرد من المياه وفقا لمقياس الأمم المتحدة –اوضح ان مصر تعانى من الفقر المائى وتناقص نصيب هذا الفرد – كانت قرارات الرئيس تصب فى وضع الخطط والمشروعات اللازمة لمواجهة تزايد الطلب على المياه وتخصيص الاستثمارات المطلوبة لتنفيذها دون تقاعس وتعددت المشروعات القومية فى هذا الاتجاه هنا سوف نتناول نموذجا بسيطا لهذه الفكرة المعنية بإعادة استخدام المياه العادمة وتعظيم العائد من كل قطرة مياه بهدف تحقيق الامن المائى وتعظيم العائد من قطرة المياه كمنظومة واحدة متكاملة تشمل عناصر إدارة وتوزيع المياه كافة بالإضافة لاعادة استخدام المياه العادمة بمواقع غرب الدلتا لصالح تحقيق الأمن المائى من خلال تنفيذ مشروع ترعة الحمام الجديدة بمنطقة غرب الدلتا.
المشروع كما تشير الأوراق عبارة عن اقامة محطة معالجة لمياه الصرف الزراعى بمنطقة الحمام بالساحل الشمالى بطاقة 6 ملايين م3 من المياه يومياً حيث سيتم تجميع ونقل مياه المصارف الزراعية بمنطقة شمال الدلتا إلى محطة المعالجة بالحمام عن طريق شق مسار بطول 120 كم وذلك ضمن استراتيجية الدولة للتوسع فى الرقعة الزراعية على مستوى الجمهورية وتطوير منطقة الصحراء الغربية من خلال الاستفادة من مياه الصرف الزراعى بمصارف العموم وغرب النوبارية والقلعة والخيرى فى غرب الدلتا ونقلها الى المحطة الجديدة «الحمام» وتم الانتهاء من تنفيذ ما يقارب من 58٪ من المسار الناقل لمياه الصرف الزراعى لمحطة الحمام بطاقة 7.50 مليون متر مكعب/ يوم.
المشروع يتكون من 12 محطة رفع ومسار ناقل بطول 174 كيلو مترا عبارة عن مسار مكشوف بطول 92 كيلو مترا ومسار مواسير بطول ٢٢ كيلو مترا بالإضافة الى إعادة تأهيل مجار مائية قائمة بطول 60 كيلومترا لخدمة اكبر مشروع قومى زراعى فى تاريخ مصر الحديث «الدلتا الجديدة» الذى يأتى ضمن الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة ممثلة فى جميع الوزارات المعنية لمواجهة التحديات المائية الناتجة عن محدودية الموارد المائية من خلال تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى فى مجال إعادة استخدام مياه لتحقيق الأمن الغذائى مثل مشروعات بحر البقر والحمام والمحسمة.
خارج النص:
ان اصرار القيادة السياسية على مواجهة المشاكل المزمنة للبلاد فى مختلف مجالات التنمية تعكس رؤيته الحقيقية لمفهوم الجمهورية الجديدة وبدأنا نشعر بثمارها مع مرور الوقت وبعد الانتهاء من بعضها.