أكد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الجيبوتى إسماعيل عمر جيله رفضهما تهديد أمن وحرية الملاحة فى البحر الأحمر، هذا الشريان التجارى الدولى الحيوي، وضرورة الالتزام بمبادئ ومرتكزات الأمن الإقليمي.. واتفقا على المسئولية الحصرية، للدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، فى حوكمة هذا الممر الملاحى الدولى المهم وتأمينه.
وأعلن الرئيس- فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره الجيبوتى، عقب القمة التى عقدها الزعيمان أمس بقصر الرئاسة الجيبوتى- عن تأسيس مجلس الأعمال المصرى- الجيبوتى المشترك، مشيرا إلى أنه تباحث مع أخيه الرئيس الجيبوتى بشأن تنفيذ مشروعات بالشراكة بين القطاعين العام والخاص المصرى والجيبوتي، مثل إقامة مركز لوجيستى للشركات المصرية فى المنطقة الحرة فى جيبوتي، بالإضافة إلى مشروع توسيع ميناء الحاويات فى «دوراله»، والدراسات الجارية لتشييد طرق لربط ميناء جيبوتى بشبكة الطرق فى جيبوتى وفى المنطقة؛ بما يعزز من حركة التجارة البرية.
أضاف الرئيس السيسى أنه اتفق مع أخيه الرئيس «عمر جيله» على تعزيز مسار العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية خلال الفترة المقبلة؛ من خلال خطوات جادة وعملية، كما اتفقا على تدشين مقر بنك «مصر- جيبوتي» فى غضون أيام، وقال الرئيس السيسى: «وجهنا بمراجعة الأطر التعاهدية السابقة، ذات الصلة بتنمية وحماية الاستثمارات بين البلدين.
واستهل السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، كلمته، بالإعراب عن سعادته بلقاء أخيه الرئيس «جيله»؛ فى زيارته الثانية إلى جيبوتي؛ هذا البلد العزيز، الذى يحتل مكانة خاصة كبيرة فى وجدان كل مصري.
وأكد الرئيس السيسى امتنانه وتقديره لدولة جيبوتى الشقيقة؛ لما لمسه من مظاهر الود والترحاب الصادق خلال هذه الزيارة؛ «وقال: هذا يجعلنى أشعر بأننى فى وطنى؛ وسط أهلى وأشقائي».. لقد أتيت اليوم، محملا من الشعب المصرى، برسالة اعتزاز بالروابط التاريخية، وعلاقة الشراكة الإستراتيجية، التى تجمع بين مصر وجيبوتي، ولا يفوتنى أن أهنئ جيبوتي- قيادة وشعبا- على النجاح الدبلوماسى المستحق، بفوز السيد محمود على يوسف، بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، متمنيا له كل التوفيق؛ فى مهمته الجليلة».
وأشار الرئيس السيسى إلى أنه عقد مباحثات مكثفة، مع الرئيس «جيله»، تناولا خلالها مجالات التعاون الثنائي، فى مختلف القطاعات ذات الأولوية للبلدين الشقيقين.
الرئيس السيسى ونظيره الجيبوتى، اتفقا أيضًا على إطلاق برنامج طموح ومشترك؛ لتحقيق أمن الطاقة فى جيبوتى؛ يتضمن عددا من المشروعات، تتعلق بتأهيل شـبكة الكهرباء الوطنية، ومشروع محطة الطاقة الشمسية فى قرية «عمر جكع»، المقرر تدشينه رسميا فى غضون أيام، وإنشاء وتوسعة محطات طاقة شمسية وطاقة رياح، فى مناطق مختلفة بجيبوتى.
وقال الرئيس السيسى خلال المؤتمر: أكدت على التزام مصر، بنقل خبراتها المتميزة لأشقائنا فى جيبوتى؛ من أجل تحقيق أمن الطاقة؛ لهذا البلد الشقيق، كما اتفقنا على أهمية تشجيع الاستثمارات بين البلدين، لاسيما فى مجال الموانئ والمناطق الحرة.
كما تم الاتفاق على ضرورة تعزيز مسار العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية خلال الفترة المقبلة من خلال خطوات جادة وعملية.. والبناء على التعاون القائم، فى مجال بناء القدرات وتأهيل الكوادر الوطنية.
وأوضح أنه ناقش مع نظيره الجيبوتى فرص التعاون القائم بقطاع الصحة والدواء، وشهدا توقيع عدد من مذكرات التفاهم، لتعزيز التعاون المشترك فى مجالات التعليم العالي، والشباب والرياضة، والإعلام .. ونؤمن بأنه لا تزال هناك، آفاق أوسع للتعاون بين البلدين.
كما تباحث الزعيمان بشكل مكثف حول الأوضاع الحالية التى تشهدها منطقة القرن الإفريقى والبحر الأحمر.. وفى هذا الصدد قال الرئيس السيسى: أكدنا على ضرورة دعم الجهود المبذولة، لتدعيم ركائز الأمن والاستقرار فى الصومال الشقيق، وصيانة وحدته، وتكامل وسلامة أراضيه، كما أكدنا رفض أية محاولات، تهدد وحدة وسيادة السودان الشقيق وسلامة أراضيه؛ بما فى ذلك رفض أى مساع لتشكيل حكومة موازية، وضرورة الحفاظ على المؤسسات الوطنية للدولة، وتعزيز نفاذية المساعدات الإنسانية إلى كل المناطق.
وقال الرئيس السيسى: بحثنا أيضا التحديات المشتركة التى تواجه بلدينا فى البحر الأحمر؛ حيث أكدنا رفض تهديد أمن وحرية الملاحة، فى هذا الشريان التجارى الدولى الحيوي، وضرورة الالتزام بمبادئ ومرتكزات الأمن الإقليمي.. واتفقنا على المسئولية الحصرية، للدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، فى حوكمة هذا الممر الملاحى الدولى المهم وتأمينه.
المباحثات تناولت أيضًا القضية الفلسطينية، حيث قال الرئيس السيسى إنه جرى التأكيد على الموقف العربى الثابت، بحتمية التوصل إلى تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية؛ استنادا إلى حل الدولتين، وحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها «القدس الشرقية»، والرفض التام لتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، تحت أى مسمي، مع الاستعداد للتعاون مع جميع الشركاء الدوليين؛ لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة.
وفى الختام، جدد الرئيس السيسي- لنظيره الجيبوتى وشعب بلاده العزيز- الإعراب عن جزيل الشكر والتقدير، على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، مؤكدا اعتزاز مصر العميق، بالعلاقات الأخوية والإستراتيجية مع بلدكم الشقيق، معربا عن تطلعه لمواصلة اللقاءات والمشاورات الأخوية؛ بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين.
وكان الرئيس السيسى قد التقى أمس نظيره الجيبوتى الرئيس إسماعيل عمر جيله، بقصر الرئاسة الجيبوتى، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس، وقال السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية: إن اللقاء شمل جلسة مباحثات ثنائية عقبتها جلسة موسعة بحضور وفدى البلدين، ثم المشاركة فى مؤدبة غداء أقامها الرئيس الجيبوتى على شرف السيد الرئيس السيسى، كما شهد الرئيسان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.
بيان مشترك بين مصر وجيبوتى:
تأكيد الارتقاء بحجم التبادل التجارى.. وإشادة بالتعاون فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف
تجدد العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة يعد خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار
أكد البيان المشترك عن جلسة المباحثات التى عقدها الرئيس عبدالفتاح السيسى مع نظيره الجيبوتى الرئيس إسماعيل عمر جيلة أنه انطلاقًا من العلاقات التاريخية الراسخة والأواصر الأخوية الوثيقة بين جمهورية جيبوتى وجمهورية مصر العربية وشعبيهما الشقيقين..
قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، بزيارة عمل إلى جمهورية جيبوتى يوم الأربعاء الموافق 23 إبريل 2025، وذلك فى إطار مواصلة جهود تطوير علاقات الشراكة الإستراتيجية بين البلدين الشقيقين فى شتى المجالات، وقد تضمنت المباحثات عددًا من الملفات أولها:
أولًا: العلاقات الثنائية:
حيث عقد الرئيسان مشاورات سياسية موسّعة أكدا خلالها على عمق العلاقات الأخوية والتاريخية والإستراتيجية التى تربط بين البلدين وشعبيهما، وما تمليه هذه العلاقات على الطرفين من التزام بمواصلة العمل على الارتقاء بالتعاون بينهما فى مختلف المجالات، فضلًا عن الاستمرار فى تعزيز التنسيق حول الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأبرز الرئيسان الجهود المبذولة لتعميق التعاون الثنائى فى مجالات عديدة، من بينها؛ الدفاع، والأمن، ومكافحة الفكر المتطرف، والإعلام، والطاقة، والتجارة، والاقتصاد، والاتصالات، والزراعة، والرى والموارد المائية، والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة، والصحة، والتضامن الاجتماعي، والسياحة، والشباب، والرياضة.
وشدد الرئيسان على الدور المحورى لكل من مصر وجيبوتى فى محيطهما الإقليمى والدولي، وعبر السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن تهنئة مصر لجيبوتى بفوز وزير خارجيتها السابق محمود على يوسف بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، الأمر الذى يعكس ثقل الدبلوماسية الجيبوتية والقدرات المتميزة لكوادرها، متمنيًا له كل النجاح والسداد فى مهمته الهامة والنبيلة فى خدمة القارة الإفريقية العزيزة وشعوبها.
كما جدد الرئيس الجيبوتى إسماعيل عمر جيله، التأكيد على دعم جيبوتى لمرشح مصر وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي، الدكتور خالد العناني، لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» خلال الانتخابات المقرر عقدها فى أكتوبر 2025.
وأشاد الرئيسان كذلك بالتعاون القائم بين البلدين فى قطاع الكهرباء والطاقة، لاسيما الطاقة الجديدة والمتجددة، وأكدا على أهمية مواصلة تعزيز التعاون فى هذا القطاع من أجل تحقيق أمن الطاقة فى جيبوتي، وأعلنا عن إطلاق مبادرة مشتركة فى هذا الصدد.
وفى هذا الإطار، تم الاتفاق على وضع حجر الأساس لمشروع توريد وتركيب محطة الطاقة الشمسية فى قرية «عمر جكع» بمنطقة «عرتا» بجيبوتى فى الأيام القليلة المقبلة عقب الزيارة الرئاسية من خلال المسئولين المختصين من البلدين، والذى سيتم تنفيذه بالتعاون بين وزارتى الكهرباء والطاقة فى البلدين، بالاشتراك مع الهيئة العربية للتصنيع، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
كما استعرض الزعيمان أبرز المشروعات التى يساهم الجانب المصرى فى تنفيذها فى جيبوتى بقطاع الكهرباء والطاقة، ومن بينها:
وإعداد دراسة لرفع قدرات شبكة الكهرباء الجيبوتية، وتحديد عدد من المشروعات التى تساهم فى تحقيق أمن الطاقة بالبلاد.
ومشروع توسعة محطة طاقة الرياح فى منطقة «جوبيت».
وإنشاء محطة للطاقة الشمسية فى ميناء الحاويات بميناء جيبوتي.
ومشروع محطة للطاقة الشمسية بقرية «عمر جكع».
كما ثمّن الزعيمان الجهود المبذولة من وزارتى النقل بالجانبين، بالتعاون مع سلطة الموانى والمناطق الحرة الجيبوتية والقطاع الخاص المصري، لتعزيز التعاون فى مجال الموانى والمناطق الحرة، مبرزين عددًا من المشروعات التى تدرس مصر تنفيذها فى هذا الصدد، مثل: المنطقة اللوجيستية فى المنطقة الحرة بجيبوتي.. وتوسعة ميناء الحاويات فى «دوراله».. ومشروع الطريق البرى RN18.
وأكد الرئيسان على أهمية الارتقاء بحجم التبادل التجارى بين البلدين ليتناسب مع العلاقات الثنائية، وكذا العمل على تعزيز الاستثمارات المتبادلة واستغلال الإمكانيات الاقتصادية الواعدة فى البلدين لتحقيق ما تقدم.. كما ثمنا الجهود القائمة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وجيبوتي، حيث رحبا بتأسيس مجلس الأعمال المصري- الجيبوتي.. ودعا الرئيسان المجلس لعقد أول اجتماعاته وتفعيل أعماله فى أسرع وقت.
كما رحب الزعيمان بتخصيص 150 ألف متر مربع فى المنطقة الحرة بجيبوتى لتستخدمها الشركات المصرية كمركز لوجستى لتدعيم التبادل التجارى بين السوقين المصرى والجيبوتي، والانطلاق منها للأسواق الإقليمية المجاورة، وأكدا على أهمية الاستفادة من الأطر التنظيمية والتعاهدية التجارية التى تجمع البلدين من أجل تعزيز والارتقاء بحجم التبادل التجاري، وخاصة فى إطار الاتفاقيات القائمة مثل الكوميسا، واتفاقية التجارة الحرة القارية فور تفعيلها.
ووجّه الرئيسان كذلك بإتمام الافتتاح الرسمى لمقر بنك مصر/جيبوتى الجديد من جانب المسئولين المختصين فى الأيام القليلة التى تعقب الزيارة الرئاسية، حيث أشادا بأهمية هذه الخطوة فى تعزيز العلاقات الاقتصادية، والتجارية، بين البلدين، فضلًا عن جذب وتشجيع الاستثمارات إلى جيبوتي، وبما يمثل إضافة للسوق المصرفى الجيبوتى المستقر والواعد.
وأشاد الرئيسان بالتعاون القائم بين البلدين فى مجال مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، لاسيما من خلال الدور الهام الذى يؤديه معهد الوسطية الجيبوتي، والذى يوفر له الأزهر الشريف مجموعة متميزة من علمائه الذين يقومون بتدريب وتأهيل الأئمة والوعاظ بجيبوتي، لنشر صحيح الدين الإسلامى وتفنيد السرديات التى تؤدى للتطرف، وذلك على أساس علمى ودينى سليم يستند إلى المنهج القويم للأزهر الشريف.
كما رحب الرئيسان بمبادرة افتتاح مركز الأزهر الشريف لتعليم اللغة العربية فى جيبوتي.
وأعرب الرئيسان عن الاهتمام بتعزيز التعاون فى المجال الصحي، بما فى ذلك إيفاد القوافل الطبية المصرية إلى جيبوتي، ورحبا بمبادرة مصر بإيفاد قافلة طبية للكشف المبكر عن ضعاف السمع بين الأطفال والكبار، وتوفير سماعات لهم، وقافلة أخرى لتركيب وصلات شريانية لمرضى الغسيل الكلوي، والمقرر أن يتم إيفادهما خلال الفترة القادمة، ووجها المسئولين فى البلدين بالعمل على تعزيز التعاون فى هذا المجال الحيوي، بما فى ذلك الإسراع فى تفعيل مركز الأمومة والطفولة فى جيبوتي.
وأكد الرئيسان على أهمية التعاون فى مجالى الشباب والرياضة، وأهمية تكثيف التبادل الشبابى والطلابى والرياضى للحفاظ على متانة الترابط بين شعبى البلدين الشقيقين، ورحبا فى هذا الصدد بالتعاون بين وزارتى الرياضة فى البلدين من أجل تطوير منشآت رياضية فى جيبوتي، وعلى رأسها استاد «حسن جوليد» من أجل استيفائه لمعايير إقامة مباريات دولية للفرق الوطنية والرياضية الجيبوتية، على أرضها ووسط جمهورها.
وثمّن الرئيسان الجهود المبذولة لتسهيل السفر والانتقال بين البلدين، بما فيها افتتاح خط مصر للطيـــران المباشــــر بين القاهــرة وجيبوتي، منذ 12 يوليو 2024، ووجّه الرئيسان مسئولى البلدين ببحث تعزيز التعاون فى مجال الطيران المدنى والعمل على انتظام وزيادة رحلات الخط المباشر.
كما تم التوقيع على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم منها: مذكرة تفاهم للتعاون فى مجال الشباب.. ومذكرة تفاهم للتعاون فى مجال الرياضة.. وبرنامج تنفيذى فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى للأعوام2028/2025 ومذكرة تفاهم بين الهيئة الوطنية للإعلام فى مصر، وإذاعة وتليفزيون جيبوتي.. مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للاستعلامات فى مصر، ووزارة الإعلام الجيبوتية.
ثانيًا: القضايا الإقليمية والدولية:
وأكد البيان المشترك أن الرئيسين تبادلا الرؤى ووجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، انطلاقًا من التحديات المشتركة والمتشابهة التى تواجه البلدين الشقيقين، والدور المحورى الذى تلعبه كل من مصر وجيبوتى فى محيطهما المضطرب من أجل تهدئة الأوضاع وتحقيق الاستقرار فى منطقتى الشرق الأوسط والقرن الإفريقي.
وفى هذا الصدد، أكد الرئيسان على أهمية التنسيق المستمر بين البلدين بشأن القضايا الإقليمية والدولية، سواء على المستوى الثنائى أو المستوى متعدد الأطراف من خلال التجمعات والمنظمات الإقليمية والدولية التى تجمعهما، وعلى رأسها جامعة الدول العربية، والاتحاد الإفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة، وقد تناولت المباحثات ما يلي:
القرن الإفريقى:
الصومال:
حيث رحب الرئيسان بالجهود التى من شأنها دعم الأمن والاستقرار فى الصومال، ووحدة أراضيه وسلامته الإقليمية، وتعزز من إمكانات مؤسسات الدولة الصومالية وقدرات الحكومة الفيدرالية على مواجهة أى تحديات، وتمكين الجيش الوطنى الصومالى من التصدى للإرهاب وبسط سيطرة الدولة على كامل ترابها. وندد الزعيمان بشدة بمحاولة الاغتيال الإجرامية الفاشلة التى استهدفت موكب الرئيس/ حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، والتى تؤكد على خسة أساليب الجماعات الإرهابية وحتمية دعم الصومال للقضاء عليها.
وشدد الرئيسان فى هذا الصدد على التزام بلديهما بالمساهمة بقوات فى بعثة الاتحاد الأفريقى الجديدة للدعم والاستقرار فى الصومال.
وأكد الرئيسان على رفضهما التام لأى محاولات من شأنها أن تهدد وحدة وسيادة السودان الشقيق وسلامة أراضيه، بما فى ذلك محاولة تشكيل حكومة موازية، الأمر الذى يجعل المشهد أكثر تعقيدًا فى السودان، ويعيق كافة الجهود المبذولة لتوحيد الرؤى بين القوى السياسية السودانية.
كما أكد الرئيسان على ضرورة انخراط كافة القوى السودانية فى عملية سياسية شاملة وتغليب المصلحة الوطنية العليا للبلاد، والحفاظ على المؤسسات الوطنية، وتسهيل إنفاذ المساعدات الإنسانية، تمهيدًا لاستئناف أنشطة السودان الشقيق فى الاتحاد الإفريقي.
وأشاد الرئيسان بالجهود المصرية والجيبوتية الدءوبة الرامية لتحقيق الاستقرار فى السودان الشقيق، واستضافة البلدين لعدد من المؤتمرات بهذا الخصوص.
جنوب السودان:
حيث أعرب الرئيسان عن القلق من تدهور الأوضاع السياسية والأمنية فى جنوب السودان الشقيق، ودعا الرئيسان جميع الأطراف المعنية لتفادى التصعيد، وحل الخلافات بالطرق السلمية والدبلوماسية، حفاظًا على أمن واستقرار جنوب السودان، والمنطقة.
أمن البحر الأحمر: حيث أكد الرئيسان على أهمية تعزيز التنسيق حول الملفات المتعلقة بالبحر الأحمر، وأعربا عن الرفض لأى ممارسات تؤدى إلى زعزعة الاستقرار وأمن وحرية الملاحة فى هذا الممر الملاحى الحيوى لحركة التجارة الدولية. كما أشارا إلى أهمية تفعيل مجلس الدول العربية والإفريقية المشاطئة للبحر الأحمر ليضطلع بمسئولياته الأصيلة فى تعزيز التنسيق بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر وخليج عدن.
القضية الفلسطينية:
حيث أدان الرئيسان تجدد العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة بما يعد خرقًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار، وأكدا على مخرجات القمة العربية غير العادية التى تم عقدها فى القاهرة يوم 4 مارس 2025، وما تضمنته من التأكيد على تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين الذى يُلبى حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة والثابتة، بما فى ذلك حقه فى الحرية وإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأدان الرئيسان القرارات الإسرائيلية المتعلقة بوقف إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة وغلق المعابر المستخدمة فى أعمال الإغاثة، وطالبا إسرائيل بالتوقف عن خرق اتفاق إطلاق النار، والعودة لمائدة المفاوضات للاتفاق على ترتيبات المرحلة الثانية، وضرورة السماح باستئناف دخول المساعدات الإنسانية، كما طالب الزعيمان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والمجتمع الدولي، بالضغط على إسرائيل من أجل الالتزام بالاتفاقيات التى تم التوصل لها، كما عبرا عن تطلعهما للتعاون مع الرئيس الأمريكى وكافة القوى الدولية من أجل تنفيذ الخطة العربية لإعادة إعمار غزة.
وأكد الزعيمان على الموقف العربى الموحد، الذى يتمتع بتأييد دولى كامل، بشأن الرفض التام لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم تحت أى مسمي، باعتبار ذلك انتهاكًا للقانون الدولى وجريمة ضد الإنسانية، وشددا على ضرورة التزام إسرائيل بواجبات القوة القائمة بالاحتلال، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
سوريا:
أكد الرئيسان على دعم مؤسسات الدولة الوطنية السورية واستقرارها، ورفض كافة أشكال العنف التى من شأنها أن تمس استقرار وسلامة الشعب السوري، مع ضرورة العمل على تدشين عملية انتقالية شاملة تضمن مشاركة جميع أطياف الشعب السورى دون إقصاء.
الاتحاد الإفريقي:
أعرب الرئيسان عن أهمية التعاون بين البلدين فى إطار الاتحاد الأفريقى تحقيقًا لأهداف أجندة التنمية 2063، وعلى رأسها جهود تعزيز السلم والأمن فى القارة بما فى ذلك جهود إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات وبناء السلام على ضوء ريادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى لهذا الملف.
جدد الرئيسان التأكيد على أهمية حشد الموارد لدعم المشروعات التنموية فى القارة لاسيما مشروعات البنية التحتية أخذًا فى الاعتبار رئاسة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الإفريقى للتنمية (نيباد)، وتعزيز التجارة البينية فى إطار منطقة التجارة الحرة القاريةجامعة الدول العربية: اتفق الرئيسان على أهمية مواصلة التنسيق بين البلدين فى إطار جامعة الدول العربية، بما فى ذلك التعاون لإحياء آفاق التعاون العربية الإفريقية طبقًا لمقررات قمة مالابو لعام 2016.
اليونسكو:
اتفق الرئيسان على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين فى إطار منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة، أخذًا فى الاعتبار الدور الهام الذى تضطلع به لتعزيز التعاون الدولى فى مجالات التعليم والعلوم والفنون والثقافة، ولما لذلك من مردود إيجابى على جهود تحقيق رفاهية ورفعة وتقدم الشعبين الشقيقين.
كلف الرئيسان وزيرى الخارجية بالبلدين بمتابعة مخرجات القمة والإعداد لعقد اللجنة المشتركة بين البلدين فى وقت يتم الاتفاق عليه عبر القنوات الدبلوماسية.
كان السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى قد وصل أمس حيث كان فى استقباله رئيس جيبوتى إسماعيل عمر جيله حيث عقد الزعيمان جلسة مباحثات مشتركة تناولت سبل تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين.