دائماً ما يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على لقاء رجال القوات المسلحة والشرطة نفس حرصه على لقاء أبنائه من الأكاديميات العسكرية والشرطية للتأكيد على الدور الذى تقوم به قواتنا المسلحة فى الحفاظ على الأمن القومى للبلاد والشرطة المدنية على حفظ الأمن والنظام داخل البلاد.
يؤمن الرئيس بنظرية تطور الأجيال وأهمية أن تتسلم الأجيال الجديدة راية البلاد مرفوعة خفاقة من الأجيال السابقة ومن هنا جاءت لقاءات الرئيس خلال الأسبوع الماضى لتؤكد اقتناعه بتلك الرؤية.. ولم يكن هناك مناسبة أفضل من المشاركة فى احتفال القوات المسلحة بالذكرى الخمسين لانتصارات العاشر من رمضان حيث التقى القائد برجال القوات المسلحة وايضاً بمن بقى على قيد الحياة– أطال الله فى أعمارهم– من جيل النصر فى معركة رمضان والذى جاء تتويجاً لإستراتيجية عسكرية شاملة صاغتها جميع أجهزة الدولة لصالح قواتها المسلحة حتى تمكنت من تحقيق النصر بالعرق والدم ومن تحرير سيناء بالكامل بالحرب وبالسلام وتولدت لدينا منذ ذلك الحين ثقافة النصر فى التغلب على الأزمات مهما كانت صعوبتها بالتلاحم والاصطفاف مع قيادتنا السياسية وقواتنا المسلحة الباسلة.
كان الرئيس ينظر إلى من شاركوا فى حرب العاشر من رمضان والذين حضروا تلك الاحتفالية وكأنه يريد مصافحتهم جميعاً فلولا فضلهم وفضل الشهداء منهم ما تحقق لنا هذا الاستقرار والأمان الذى ننعم به حالياً.
وفى موقف آخر كان الرئيس على موعد مع طلبة الأكاديمية العسكرية وأكاديمية الشرطة حيث يأتى حرصه على التواصل مع هؤلاء الأبناء من منطلق انهم يمثلون الامتداد الطبيعى لجيل العطاء من رجال القوات المسلحة والشرطة وهم من سوف يحملون راية الوطن والدفاع عنه خارجياً وداخلياً.
وعلى الرغم من أن حديث الرئيس لأبنائه لم يستغرق وقتاً طويلاً إلا إنه جاء شاملاً ومركزاً على أهم القضايا والتحديات الداخلية وما تحقق فى مواجهة هذه التحديات والمتغيرات والأزمات الإقليمية والدولية وذلك لطمأنة هؤلاء الرجال المنوط بهم حماية أمن الوطن واستقراره ومقدراته.. كما تناول الحديث ايضاً الموقف المصرى الشريف والثابت تجاه القضية الفلسطينية والجهود التى تبذلها لإنقاذ الأشقاء الفلسطينيين من كارثة إنسانية مؤلمة بسبب العدوان الذى يشنه الكيان الصهيونى يومياً بلا رحمة ودون أى اهتمام بالقانون الدولى وفى حرب إبادة شاملة ضد الفلسطينيين ومن خلال محاولات خبيثة لسلب حقوقهم المشروعة ووأد القضية الفلسطينية وتصفيتها من خلال تدمير متعمد لجميع مقدرات ومقومات الحياة بها حتى وصل حجم الدمار إلى 70٪ من المؤسسات والمنشآت الحيوية والحكومية والصحية والمنازل بالإضافة الى استخدام سلاح الغذاء والتجويع فى مواجهة المدنيين من الشعب الفلسطينى الشقيق.. كما أكد الرئيس لرجاله أن مصر حذرت من اتساع دائرة ورقعة الصراع باستمرار العدوان الإسرائيلى وأن الوضع سوف يزداد تعقيداً فى ظل استمرار ارتفاع وتيرة الأحداث داخل الأراضى المحتلة وأيضاً انعكاس هذا العدوان على الاضطرابات التى تحدث حالياً فى البحر الأحمر وتأثيرها على الملاحة البحرية الدولية وعلى قناة السويس وإن اتساع دائرة الصراع قد تؤدى الى نذر حرب إقليمية شاملة لا يعلم مداها إلا الله.. وأن مصر على أهبة الاستعداد لمواجهة أى تداعيات عسكرية أو أمنية بالمنطقة.. وفى هذا رسالة واضحة لرجال القوات المسلحة أن يكونوا على استعداد دائم للتعامل مع تلك التداعيات اذا استدعى الأمر ذلك.
زيارة الرئيس السيسى لطلبة الأكاديمية العسكرية والشرطية جاءت فى توقيت بالغ الأهمية لعرض ما يحاك ضد الوطن من مؤامرات وتحديات وموقف القيادة المصرية تجاه ذلك وأيضاً لتهيئة هؤلاء الرجال لتحمل مسئولياتهم للدفاع عن وطنهم ورفعة شأنه امتداداً لعطاء الأبطال من رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية الذين بذلوا الجهد والعطاء بل والاستشهاد لكى تظل راية مصر مرفوعة وخفاقة دائماً.. وسوف تظل كذلك بإذن الله..وتحيا مصر….