من المنتظر أن يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اعمال قمة مجموعة العشرين G20 بعد غد التى تُعقد على مدار يومين، بالعاصمة البرازيلية ريو دى جانيرو تحت عنوان «بناء عالم عادل وكوكب مستدام».
تشارك مصر كضيف فى هذه القمة، وقد ركزت مساهمات مصر فى الأعمال التحضيرية على قضايا مهمة للدول النامية مثل تخفيف الأعباء الاقتصادية ومعالجة الديون وتعزيز الاستثمارات فى مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
تشهد قمة مجموعة العشرين هذا العام العديد من الابتكارات والمبادرات الجديدة حيث تركز الرئاسة البرازيلية على طرح موضوعات ذات اولوية لكافة الشعوب على رأسها الفقر والجوع وتوسيع الشمول المالي، وتعزيز الضرائب العادلة والاستدامة البيئية.
من الجوانب البارزة التى اقترحتها البرازيل فرض ضريبة بنسبة 2 ٪ على ثروات المليارديرات عالميا وذلك بهدف جمع ما بين 200 – 250 مليار دولار سنويا لدعم برامج مكافحه الفقر والتفاوتات الاجتماعية، كما ستدعو القمة الى تطوير البنية التحتية المالية العالمية وذلك بهدف تقليل تكاليف التحويلات المالية وجعلها أكثر شفافية وسرعة وتسهيل التعاون الضريبى الدولى لزيادة العدالة الضريبية.
كما سيتم اطلاق فعاليات لدعم المجتمعات الهشة مثل قمة G20، الاجتماعية التى ستتيح للمجتمع المدنى المساهمة فى صنع السياسات كما يتضمن برنامج القمة ايضا فى هذا الاطار urban 20 لتعزيز الابتكار والاستدامة الحضرية وFavela 20 لدعم توصيات للمجتمعات المهمشة فى البرازيل.
تشمل قمة العشرين لعام 2024 التى تستضيفها البرازيل فى دورتها الحالية كبرى الاقتصادات العالمية وتتألف من 19 دولة الى جانب الاتحاد الاوروبي.. والدول المشاركة هي: الولايات المتحدة الامريكية، الصين، اليابان، ألمانيا، المملكة المتحدة، فرنسا، الهند، إيطاليا، كندا، كوريا الجنوبية، استراليا، روسيا، جنوب افريقيا، المكسيك، البرازيل، السعودية، تركيا، الأرجنتين واندونيسيا بالاضافة إلى الاتحاد الاوروبى الذى يمثل دولة الاعضاء ككتلة واحدة.. إلى جانب مشاركة منظمة الاتحاد الافريقي، الذى يظهر لأول مرة كعضو رسمى لتمثيل دول القارة الافريقية مجتمعة.
كانت مصر قد شاركت ضمن مجموعة قمة العشرين العام الماضى 2023 التى عقدت فى العاصمة الهندية نيودلهى برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتأتى مشاركة مصر فى المحافل الدولية عامة تأكيداً على دور مصر القيادى فى دعم القضايا الإفريقية والدول النامية، بالإضافة إلى رؤيتها لتحقيق نظام عالمى أكثر عدالة واستدامة.
كانت كلمة الرئيس خلال قمة العشرين 2023 بالهند قد ركزت، على عدة قضايا مهمة وجاء أهمها:
معالجة ديون الدول النامية حيث شدد الرئيس على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة للتعامل مع أزمة الديون التى تؤثر بشكل كبير على الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، داعياً إلى إصلاح نظام التمويل الدولى لتجنب أزمات اقتصادية عالمية.
كما تحدث عن التنمية المستدامة وتمويل المناخ: مؤكدا أهمية الالتزام بأهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس للمناخ، مع توفير تمويل مناسب للمشاريع البيئية والتنموية. دعا أيضًا الدول المتقدمة إلى الوفاء بتعهداتها المالية ونقل التكنولوجيا للدول النامية.
وكذلك تقليل الفجوة التكنولوجية حيث أشار الرئيس إلى أهمية سد الفجوة التكنولوجية بين الدول لتجنب زيادة انعدام المساواة. كما تناول تأثير التحول التكنولوجى على التوظيف، خصوصاً فى الدول النامية التى تعتمد على الصناعات كثيفة العمالة
وطالب الرئيس أيضاً بالتعاون متعدد الأطراف لمعالجة التحديات العالمية مثل تغير المناخ، الفقر، والديون، مؤكدًا على دور مجموعة العشرين فى تحقيق هذه الأهداف.
مجموعة العشرين بالبرازيل تأتى وسط تشديد أمنى ملحوظ بعد حادثة انفجار قرب المحكمة العليا فى برازيليا قبل أيام قليلة، التى يشتبه بأنها كانت محاولة هجوم إرهابي.
السلطات البرازيلية عثرت على متفجرات اضافية فى منزل المشتبه به وتعتبر الحادث تهديداً خطيراً للأمن.
ولمواجهة هذه التحديات أمر الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا بنشر القوات المسلحة لضمان الأمن خلال القمة. حيث تمت تعبئة نحو 7500 جندى لتأمين المواقع الحساسة، وحماية البنية التحتية الحيوية، ومكافحة الإرهاب. اضافة إلى ذلك، تقوم القوات البحرية بحماية السواحل والموانئ، بينما تشرف القوات الجوية على الأمن الجوى خلال الحدث.
هذا المستوى المرتفع من الاجراءات الأمنية يعكس أهمية الحدث والتحديات المرتبطة به، حيث ستستقبل البرازيل أكثر من 60 وفداً دولياً، بما فى ذلك رؤساء الدول.. والسلطات تؤكد استعدادها الكامل لضمان نجاح القمة وتعزيز صورة البرازيل عالمياً.