مصر.. لا يمكن لأحد
أن يزاحمها فى دورها القيادى
اليوم يبدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة بمرحلته الأولى بعد فترة زمنية تمثل اطول فترة للحروب التى قامت بين إسرائيل وحركة حماس منذ أن استولت الأخيرة على قطاع غزة، وبغض النظر عن التفاصيل التى مر بها هذا الاتفاق الذى ندعو أن يستمر بمراحله الثلاثة التى أعلن عنها وتنتهى معاناة أبناء القطاع خاصة وأن ما يلى تلك المراحل فيه الكثير والكثير مما يمكن أن يقال لكن ما يهمنا هنا تسجيله هو موقف القيادة السياسية المصرية منذ بداية تلك الحرب الأخيرة «ما يعرف بطوفان الاقصي» وحتى توقيع الاتفاق وبدء تنفيذه ذلك الموقف الذى لم يتغير حتى اللحظة وهو لا للتهجير القسرى لأبناء غزة ولا لوجود إسرائيلى فى محور فيلادلفيا، وأن يدار منفذ رفح البرى من الجانب الفلسطينى من قبل السلطة الفلسطينية، يضاف اليهم دخول المساعدات لأبناء القطاع دون اى معوقات-نص عليه فى اتفاق وقف إطلاق النار.
ما سبق كان ضروريا لما أريد تناوله فى السطور القادمة حيث تتزايد قناعتى الشخصية يوما بعد يوما بإنه يحسب للرئيس السيسى بأنه قارئ جيد لتاريخ الدولة المصرية الحديثة منذ إقامتها على يد محمد علي، ومتابعا جيدا لكل المراحل المختلفة التى مرت بها مصر من صعود نجمها او تعرضها لتحديات كبيرة، وكيف استطاعت أن تخرج منها أقوى من ذى قبل؟، بل أيضا قدرته الكبيرة على فهم، وهضم التركيبة الشخصية للمصريين، مما خلق حالة من التواصل الانسانى والحب بينه وبين جموع الشعب لا يمكن لا احد ان يقترب منها او يحاول ان يراهن على هذه العلاقة مثلما كان من قبل فى زمن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وإن أختلفت الظروف، ونوعية التحديات والأحداث التى يمر بها المصريون.
ايضا المتابعة الجيدة للتاريخ ساهمت فى ادراكه لحجم وقوة الدولة المصرية والدور الذى يمكن ان تلعبه فى محيطها الإقليمى والدولى «بمعنى ادراكه الكامل لأطماع القوى الكبرى فى المنطقة «وهو ما يعنى اهمية ان يكون للدولة المصرية من القوة والقدرة على التعامل مع ايه تحديات او أزمات يمكن ان تواجه شعبها، وأنه عليه أن يكون فى حالة الاستعداد المستمر للتعامل مع تلك الأطماع وأحلام التوسع -بعيدا عن نظرية المؤامرة التى قد يعتقد فيها البعض-لكنه الواقع الذى تسجله كتب التاريخ المصري، وفى اعتقادى الشخصى ان الرئيس اكتشف من عمق قراءته للتاريخ ان مصر دولة كبيرة، ولها مكانتها التاريخية الخاصة بها فى المنطقة العربية او الشرق اوسطية، ولايمكن لاحد ان يزاحمها فى دورها القيادى والمصيري، وعلى الجميع القاصى والدانى ان يتعامل معها على هذا الأساس لان قدرها ان تقود المنطقة، ولا يمكن تهميشها من قبل «أيا كان» وان تعرضت لأى أزمة فإنها تنهض وتستعيد ريادتها والسر الحقيقى فى هذه القوة هو «الشعب ،المواطنة» التى تميز المصريين عن غيرهم من الشعوب المحيطة بها هكذا تشير كتب التاريخ والواقع الذى نعيشه حاليا.
الوقائع تشير ايضا ان الرئيس وقراءته لتاريخ مصر جعلته قادرا على استشراف المستقبل، والتعامل مع الامن القومى المصرى «تعامل المحترف « والمدرك لأبعاده الاستراتيجية، وما يمكن ان تتعرض له البلاد خاصة بعدما نجح الشعب وجيشه فى إفشال مخطط القوى الكبرى فى خلق حالة من الفوضى فى البلاد، وإضعافها بل تقسيمها إذا كان ممكنا باستخدام عملاءهم من الإخوان، غيرهم من الطابور الخامس، ونشر الإرهاب فى سيناء، فكان القرار بتحديث تسليح الجيش المصرى وتنويع مصادر التسليح، وذلك قبل ان تبدأ المخططات الأكبر بفترة ليست بقليلة.
خارج النص:
فى اعتقادى الشخصى أن أعداء مصر لن يتوقفوا عن محاولاتهم لإحداث فتنه بين المصريين ولن يتوقفوا عن التشكيك فيما يتحقق من إنجازات فى الجمهورية الجديدة التى يبنيها الرئيس السيسى والمصريين لأن نهوض «المارد المصرى «من اى كبوة يتعرض لها تغير الخريطة هكذا يقول التاريخ وعلى المتشكك مما أقول عليه أن يعيد قراءة تاريخ مصر والمصريين».