شدد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره السيراليونى د. جوليوس مآدا بيو على ضرورة احترام سيادة الدول وبذل كافة الجهود لحماية استقرار منطقة القرن الإفريقى التى تعد جزءا مهما من القارة الإفريقية..مؤكدين فى الوقت ذاته على أهمية تصويب الوضع الراهن للقارة، وضرورة حصولها على العضوية الدائمة بمجلس الأمن الدولـي.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره السيراليونى عقب جلسة المباحثات التى عقدت بقصر الاتحادية وتناولت العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفى بداية كلمته، رحب السيد الرئيس السيسي، بنظيره السيراليونى فى بلده الثانى مصر.. مشيدا بالعلاقات الأخوية التاريخية التى تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين والتى تبلورت فى تعاون بناء منذ ستينيات القرن الماضي.. متمنيا لفخامته إقامة طيبة وزيارة مثمرة.
وقال السيد الرئيس: «أسعدنى لقاؤكم اليوم، وأتطلع لمزيد من التعاون الوثيق بين بلدينا، بما يحقق المصلحة المشتركة لشعبينا ولقارتنا الإفريقية العريقة.. وأتمنى لسيراليون ولشعبها الشقيق، كل الخير والاستقرار والرفاهية».
وقال السيد الرئيس السيسي، فى كلمته: لقد تطرقت مباحثاتنا إلى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأوضاع فى منطقة غرب إفريقيا والساحل، حيث أكدت على التزام مصر، بدعم استقرار وأمن منطقة الساحل، وأهمية تبنى مقاربة شاملة فى مكافحة الإرهاب لا تقتصر فقط على الحلول العسكرية بل تشمل أيضا معالجة الجذور الاقتصادية والاجتماعية المسببة للإرهاب.
وأضاف السيد الرئيس: «لقد شملت المباحثات ملف مياه النيل، حيث أكدت على ما يمثله هذا الملف، من أهمية وجودية لمصر، وشددت على ضرورة تعزيز التوافق بين دول حوض النيل، بالشكل الذى يحقق المصالح المشتركة لشعوبنا».
وتابع السيد الرئيس: «تناولنا كذلك، الدور المهم الذى تلعبه سيراليون باعتبارها رئيسة لجنة الدول العشر المعنية بالترويج للموقف الإفريقى الموحد، بشأن توسيع وإصلاح مجلس الأمن الدولي، كما أكدنا على تمسكنا بالموقف الإفريقى الموحد القائم على «توافق أوزولويني»، و«إعلان سرت».. مشيرا فى هذا الصدد إلى أهمية الحفاظ على تماسك لجنة الدول العشر واستمرارها فى القيام بدورها بما يمثل حائط الصد الأول للموقف الإفريقى الموحد.
وقال السيد الرئيس السيسى: تباحثنا كذلك بشأن مستجدات الأوضاع فى قطاع غزة، والحاجة الماسة إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار، واستئناف الحوار والعودة إلى التفاوض، لتحقيق سلام عادل ومستدام للقضية الفلسطينية، فى إطار حل الدولتين، وضمان حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما فى ذلك إقامة دولته المستقلة على خطوط عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وعلــى صــعيد العلاقات الثنائيـــة.. قــال السيد الرئيس السيسي: لقد أجرينا اليوم، مباحثات ثنائية بناءة، عكست إرادتنا المشتركة، نحو تعزيز التعاون بين بلدينا، بما يخدم تطلعاتنا نحو الاستغلال الأمثل لقدراتنا، فى خدمة المصالح التنموية لشعبينا الشقيقين..كما اتفقنا على أهمية تعزيز التعاون، فى بناء القدرات فى المجالات المختلفة وبالأخص فى مجالات الزراعة والري، والبنية التحتية، والثروة السمكية، والأمن الغذائي.
وأضاف: «أكدنا على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بوتيرة أسرع، كما اتفقنا على مواصلة التنسيق والتشاور، بين «القاهرة» و»فريتاون»، فى مختلف الموضوعات ذات الاهتمام المشترك».
رئيس سيراليون:
ندعم حل الدولتين كمسار لسلام دائم فى فلسطين
نرحب بالتعاون الثنائى مع مصر.. وتشجيع القطاع الخاص فى البلدين
أكد رئيس سيراليون د. جوليوس مآدا بيو، دعمه الكامل لحل الدولتين كمسار لسلام دائم فى فلسطين.
وأشار رئيس سيراليون- خلال مؤتمر صحفى مشترك مع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي- إلى التزامه بتعزيز العلاقات التاريخية مع مصر والعمل معا لمواجهة التحديات التى تواجه المنطقة الإفريقية.
وقال إنه أجرى مناقشات مطولة ومثيرة للاهتمام مع السيد الرئيس السيسي، مما أعطى الفرصة لتبادل وجهات النظر والمشاركة فى التشاورات السياسية واستكشاف الإمكانات والمبادرات المبتكرة.
وأضاف أنه ناقش مع السيد الرئيس السيسى أيضا مجموعة من القضايا المتعلقة بتعزيز التعاون الثنائى والتعاون الإقليمي، لافتا إلى أنه تم التأكيد على الحاجة إلى تعميق وتعزيز التعاون الثنائى فى مجالات الزراعة والتعليم والتدريب والرعاية الصحية والبنية التحتية والتجارة، فضلا عن التنمية والسياحة والثقافة والطاقة، بالإضافة إلى التعاون فى مجالات الدفاع والثروة السمكية والموارد المعدنية وغيرها من المجالات الأخري.
وتابع رئيس سيراليون: أنه يرحب بالتعاون الثنائى مع مصر، وتشجيع القطاع الخاص فى البلدين؛ لاستكشاف فرص جديدة للاستثمار والتجارة.
وأشار إلى أنه تم التأكيد على الحاجة إلى معالجة التحديات الأمنية مثل الإرهاب والقرصنة، مشددا على التزام البلدين القوى نحو تعزيز السلم والأمن فى مناطق الصراع فى إفريقيا، والتى تشمل السودان وليبيا والكونغو الديمقراطية.
كما قال «قد عبرنا عن الإرادة السياسية لوقف التصعيد فى الساحل والشرق الأوسط والحاجة إلى استكمال وقف الأعمال العدائية والتوصل إلى حلول سلمية للصراعات فى إفريقيا من خلال دعم الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقى والجهات الدولية الأخري.
ولفت إلى أنه ناقش مع السيد الرئيس السيسى الالتزام نحو تعزيز المدنيين غير المحميين ولا سيما النساء والأطفال والأقليات العرقية فى مناطق الصراع، بالإضافة إلى مناقشة الموقف الإنسانى المأساوى وكذلك الحاجة الماسة إلى أمن الغذاء فى السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية والحاجة إلى اتخاذ الخطوات لتيسير وحماية ووصل الإمدادات الإنسانية دون أى عائق وبشكل مؤمن للدول فى إفريقيا.
وأضاف أن بلاده كعضو حالى فى مجلس الأمن الدولى وكذلك فى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقى فإنه يصر على استمرار المشاركة فى التوصل إلى تسوية سلمية فى منطقة الساحل، وكذلك التأكيد على الموقف الإفريقى الموحد بالنسبة إلى مجلس الأمن للتوصل إلى موقف متوازن وتصحيح الظلم الذى حدث فى إفريقيا.