ليس لدينا أجندة خفية تجاه أحد
الرؤية العبقرية للقيادة السياسية عقب انتصار أكتوبر سبقت عصرها
إرادة القتال لدى الجيش والشعب حققت النصر رغم الفوارق
الحرب استثناء.. والبناء والتنمية هما الأساس
حققنا ما لم تتمكن الحروب من تحقيقه خلال 51 سنة مضت
كل الشكر والتقدير للقوات المسلحة.. على جاهزيتها الدائمة ووطنيتها وعقيدتها الشريفة
الدولة نجحت فى إفشال مخطط استهداف جناحى الأمة
«الشرطة والجيش» خلال 2011
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، أهمية الرؤية الثاقبة لقيادة الدولة المصرية خلال فترة حرب أكتوبر وما تلاها التى تجاوزت عصرها وظروفها وحالة المنطقة آنذلك، وقاتلت وانتصرت وسعت من أجل استعادة الأرض وتحقيق السلام.. وقال: إن السلام خيار إستراتيجى للدولة المصرية، وأنه «ليس لدينا فى مصر وقواتها المسلحة ومؤسسات الدولة أى أجندة خفية».
أضاف الرئيس السيسى – فى كلمته خلال حضوره اصطفاف تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميداني،أمس، أن الدولة المصرية حققت النصر فى أكتوبر 1973 رغم فارق الإمكانيات، بالإرادة والرؤية العبقرية التى سبقت عصرها، وحققت لمصر السلام حتى الآن.
تابع: الحرب هى الاستثناء، والسلام والبناء والتنمية هى الأساس، وكل ما يحدث فى المنطقة اختبارا حقيقيا لهذه الإستراتيجية.
قال الرئيس: إن مصر منذ حرب أكتوبر 1973، اتخذت السلام خيارا إستراتيجيا، حيث امتلكت القيادة السياسية رؤية عبقرية واتخذت السلام منهجا لها، مشيرا إلى أن الأوضاع الحالية فى المنطقة تؤكد أن رؤية قادة السلام فى مصر بعد حرب أكتوبر 1973، كانت شديدة العبقرية وكانت سابقة لعصرها.
أضاف الرئيس السيسى أن فترة ما قبل حرب أكتوبر، كانت فترة صراع وكراهية شديدة فى المنطقة، فضلا عن فرق الإمكانيات التى لم تكن فى صالح الجيش المصري، حينها، ورغم هذه الفوارق، كانت إرادة القتال لدى الجيش المصرى والشعب عاملا مهما للغاية لتحقيق النصر.
أثنى الرئيس السيسى – فى كلمته – على القيادة السياسية فى هذا الوقت، حيث كان لها رؤية بعيدة جدا، واستطاعت أن تتجاوز عصرها باستعادة الأرض ودفع العملية للسلام.
أكد السيسى أن القوات المسلحة دورها هو الحفاظ على أراضى الدولة وحماية حدودها، وهو أمر يعد أفضل المهام وأشرفها.
كما أكد السيسى أن مصر ليس لديها أجندة خفية تجاه أحد.. قائلا: أتوقف عند نقطة مهمة أود التأكيد عليها، ليس لدينا فى مصر، ولا القوات المسلحة ولا الدولة المصرية أو أى مؤسسة من مؤسساتنا، أجندة خفية تجاه أحد».
لفت إلى أن الحرب هى استثناء، لكن الحالة العامة هى السلام والاستقرار والبناء والتنمية.. وقال: خلال الـ 51 سنة الماضية كنا فى اختبار حقيقى لإرادة مصر فى الحفاظ على السلام، كإستراتيجية تبنتها مصر لحماية حدودها وأرضها، لذلك اليوم بعد مرور تلك المدة الطويلة، أتصور أننا يجب أن نتوقف جميعا أمام هذه الحالة المصرية، وأمام القادة الذين كانوا متواجدين فى هذه الفترة سواء عندنا أو فى إسرائيل، فالكثير ممن يسمعوننى اليوم لم يعاصروا تلك الفترة، ومن الممكن أن يقرأوا عن تلك الحالة، وهذا أمر جيد، لكن هناك فرقا كبيرا بين القراءة عنها ومعاصرتها».
أضاف الرئيس السيسى «ما نعيشه اليوم من صراع وقتال وحالة من الغضب والكراهية، كان موجودا فى تلك الفترة بشكل أو بآخر، على مستوى المنطقة بأكملها»، متسائلا: «كيف تجاوزت القيادة فى تلك الفترة فى مصر، وحتى فى إسرائيل الأحداث، وجرت إقامة سلام ينهى حالة الحرب؟».
تابع السيسي: «إن مصر اليوم لديها موقف ثابت لا يتغير، وموقف عادل تجاه قضية عادلة، وهى القضية الفلسطينية»، مؤكدا حق الشعب الفلسطينى أن يعيش فى دولة مستقلة جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل.. وقال: أتحدث ليس فقط باسمى وباسم مصر، لكن أستطيع أن أتحدث باسمى واسم كل أشقائنا فى المنطقة العربية، مشددا على أنه إذا تحقق هذا الأمر، سيفتح آفاقا حقيقية وموضوعية للسلام والتعاون على مستوى المنطقة والإقليم بالكامل.
أكد الرئيس السيسى أن القضية الفلسطينية، محورية فى وجدان الجميع.. وقال إن «إقامة دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية، حماية للمواطن الإسرائيلى والمواطن الفلسطيني.. وهذا موقفنا الثابت الذى نؤكد عليه دائما، ونقول إنها قضية عادلة، حيث يعلم ذلك المجتمع الدولى بالكامل، ويعترف به، ولكن المهم أن يتحول اعترافنا ومعرفتنا إلى عمل من أجل تحقيق هذا الأمر».
قال السيسي: إن مصر تسعي، خلال المرحلة الحالية، إلى تحقيق ثلاثة أهداف لم تتغير منذ 7 أكتوبر من العام الماضي، وهي: وقف إطلاق النار وعودة الرهائن، ثم إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، حيث يعانى أكثر من مليونى إنسان منذ حوالى سنة.
أضاف الرئيس السيسي: «لقد سقط أكثر من 40 ألف ضحية، ثلثهم من النساء والأطفال، وأكثر من 100 ألف مصاب، وهذا ثمن كبير جداً، كما أن حجم الدمار لا يقتصر على البنية العسكرية، بل يشمل البنية الأساسية للقطاع، مثل المستشفيات والمدارس ومحطات المياه والكهرباء والمساكن العادية.. ونحن حريصون على تحقيق هدفنا، ونؤكد أنه حتى بعد انتهاء الحرب، فالخيار هو إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وذلك لوضع نهاية للصراع والكراهية».
تابع الرئيس قائلا: «لقد خضنا تجربة فى مصر تعد درساً للعالم، حيث حققت ما لم تتمكن الحروب من تحقيقه خلال الـ 51 سنة»، معربا عن كل الشكر والتقدير للقوات المسلحة على جاهزيتها الدائمة، ووطنيتها وعقيدتها الشريفة المخلصة للوطن.
أشار إلى أن القوات المسلحة المصرية واجهت اختبارا حقيقيا خلال عام 2011، الذى كان يستهدف جناحى الأمة فى مصر هما: الشرطة والجيش، لإسقاط الدولة المصرية فى اقتتال أهلى ضخم جدا يستمر ويأكل كل فرص التنمية، مثمنا فى الوقت نفسه دور القوات المسلحة فى هذا التوقيت لحماية الأمن القومى والشعب المصرى من تداعيات فترة تعد من أصعب الفترات التى مرت بها الدولة المصرية.
أكد الرئيس السيسي: صعوبة الفترة التى تلت أحداث 2011 لمحاربة ومكافحة الإرهاب التى استغرقت ما يقرب من حوالى 10 سنوات، مهنئا – فى الوقت نفسه – القوات المسلحة والشرطة والدولة المصرية على الجهود التى بذلت خلال هذه المهمة الصعبة التى لا تستطيع الكثير من دول العالم إنجازها.
وحيا الرئيس السيسي، تضحيات الشهداء والمصابين الذين سقطوا خلال معركة مكافحة الإرهاب، مقدما خالص الشكر لأسرهم.
أكد أنه على الرغم من القوة التى تتمتع بها القوات المسلحة، إلا أنها قوة رشيدة تتسم فى تعاملها بالتوازن الشديد.
وشدد الرئيس السيسى على أن سياسة مصر الخارجية تتسم بالتوازن والاعتدال الشديد والحرص على عدم إذكاء الصراعات، مبينا أن القوات المسلحة تعد جزءا من الشعب المصري.
كما شدد على تقديره لـ شرف العسكرية المصرية، وعزة ومكانة العقيدة العسكرية المصرية، الحريصة دائما على الحفاظ على الأمن والاستقرار وحدود الدولة وحماية مصالحها القومية، بعقل ورشد وتدبر.
قال الرئيس السيسي: «إن القوات المسلحة والدولة المصرية لم تتكلم يوما ولم يكن همها إلا محاربة التخلف والجهل والفقر ولا نضيع قدراتنا فى ممارسات قد لا تكون عائدة بالنفع»، مجددا التأكيد بأن الدولة المصرية ليس لديها أجندة خفية ضد أحد، كل ما تبغيه أن تعيش فى سلام على حدودها سواء الحدود الشمالية الشرقية أو الجنوبية أو الغربية أو حتى عمق هذه الحدود.
أكد الرئيس السيسى أهمية التعايش والتعاون وأولوية البناء والتنمية وليس الصراع.. قائلا: «إن الدولة المصرية تريد أن تعيش وتتعاون لأن تجربتها تثبت أن التعاون والبناء والتنمية أفضل من الصراعات والاقتتال».
وفى نهاية كلمته، أعرب الرئيس السيسى عن شكره للقيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة الجيش الثانى وقائده اللواء ممدوح جعفر وقائد الفرقة السادسة المدرعة العميد طاهر غريب طاهر، على الجهد المبذول.. قائلا: «أرجو أن تبلغ الفرقة تقديرى واحترامى واعتزازى بهم وبمستوى اصطفاف اليوم وربنا – سبحانه وتعالى – يحمينا ويحمى بلادنا من كل شر وسوء، وطالما القوات المسلحة ظلت يقظة ومنتبهة ومستعدة ومدربة وأمينة وشريفة، فلا خوف أبدا.. شكرا جزيلا وكل سنة وأنتم طيبون ومصر بخير، وإن شاء الله خلال الشهور القادمة نتمنى أن نتجاوز المحن والظروف الصعبة التى تمر بها المنطقة».