«فى الجمعة الأولى من شهر أبريل من كل عام، تتحد مصر والعالم فى احتفالية إنسانية مؤثرة، «يوم اليتيم» وهى المناسبة التى تهدف إلى رسم البسمة على وجوه الأطفال، الذين فقدوا أحد الوالدين أو كليهما.
«يوم اليتيم»، يذكرنا بواجبنا تجاه هذه الفئة الغالية، ويجدد التزامنا بتوفير الدعم والحب والرعاية لهم، ولهذا لا يعد يوم مجرد احتفال عابر، بل هو فرصة لتسليط الضوء على قضايا الأيتام، وحث المجتمعات على تبنى مسئولية حمايتهم وتأمين مستقبلهم، وللتأكيد على أن كل طفل يستحق أن يعيش فى بيئة آمنة ومستقرة، وأن يحظى بفرص متكافئة لتحقيق أحلامه وطموحاته، من جهود رسمية وشعبية ومجتمعية، ترسم البسمة على وجوه اليتامي.
وفى السنوات الـ»11» الأخيرة، أولى الرئيس عبدالفتاح السيسى «الأيتام» اهتماما خاصا، ورعاية ومبادرات لأجلهم، ويحرص فى كل عام، و مع حلول يوم اليتيم بتوجيه رسائل إنسانية مباشرة، إلى أبنائه وبناته من الأطفال الأيتام، مؤكدًا لهم «أنهم جزء لا يتجزأ من هذا الوطن»، وأنهم يحظون بدعم وتقدير القيادة السياسية والمجتمع المصرى بأكمله، داعيا المصريين، لمشاركة الأيتام احتفالاتهم، واصفا هذا اليوم « بيوم الرحمة والألفة والطمأنينة»، مؤكداً «أن لكل يتيم الحق أن يعيش حياة سعيدة كلها أمل ورعاية، ودورنا أن نوفر لهم كل سبل الراحة والأمان والتعويض، فليكن كل منا عائلة لكل يتيم، نشاركهم أفراحهم وأحزانهم ونرسم البسمة على وجوههم، و فى السطور التالية، تقدم « الجمهورية الأسبوعي» تفاصيل متنوعة، حول « يوم اليتيم، أو عيد اليتامى …»
انطلقت فى القاهرة 2004.. وتم تبنيها عربياً فى 2006.. ودولياً فى 2010
حدوتة مصرية.. أصبحت عالمية
«يوم اليتيم «، هو حكاية فكرة مصرية تطورت للعالمية، وتعود فكرة الاحتفال به إلى العام 2004، عندما اقترح أحد المتطوعين فى جمعية الأورمان الخيرية فى مصر، تخصيص يوم سنوى لتنظيم حفل كبير للأطفال الأيتام التابعين للجمعية وغيرها من المؤسسات.
الفكرة، لاقت استحسانا واسعا، وتم تبنيها رسميا من قبل وزارات الشئون الاجتماعية العربية فى العام 2006، و منذ ذلك الحين، أصبح يوم اليتيم مناسبة عالمية يتم الاحتفال بها فى العديد من الدول،حتى تم تأصيل الفكرة «دوليا» فى العام 2010.
وبعد النجاح الذى حققه يوم اليتيم العربي، وفى العام 2010، نظمت جمعية الأورمان، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار وأعضاء ونوادى روتارى ومنظمة اليونسيف «وقفة» شارك فيها 5 آلاف طفل مصرى تحت سفح الهرم، لمدة 7 دقائق حاملين أعلام مصر، فى نداء للاحتفال عالميا بيوم اليتيم، وبهذه الوقفة الرمزية دخلوا موسوعة جينيس للأرقام القياسية، وبدأت العديد من الدول حول العالم فى الاحتفال بهذا اليوم.
ويشهد «يوم اليتيم «، تنظيم فعاليات وأنشطة متنوعة تهدف إلى دعم الأيتام وإدخال البهجة إلى قلوبهم، وتشمل هذه الفعاليات تقديم الهدايا والمساعدات المادية، وتنظيم الأنشطة الترفيهية والتعليمية، بالإضافة إلى زيارات من نجوم و مشاهير المجتمع والقيادات فى مجالات مختلفة لتقديم الدعم المعنوى للأطفال.
مشاركة واسعة فى الاحتفالات
ويعتبر «يوم اليتيم» فرصة لتضافر الجهود من مختلف القطاعات لدعم هذه الفئة الهامة من المجتمع.. تتنوع مجالات الدعم لتشمل مشاركة الوزارات والمؤسسات الحكومية، والمجتمع المدنى والجمعيات الخيرية، لدمج الأيتام فى المجتمع، والاهتمام بذوى القدرات الخاصة، والمبادرات الحكومية والشعبية، من خلال فعاليات توعوية وترفيهية.
وفى مقدمة الجهات المشاركة والفاعلة، تعمل وزارة التضامن الاجتماعى على توفير الرعاية الاجتماعية للأيتام، والإشراف على دور الرعاية، وتوفير الدعم المالى والاجتماعى اللازم لهم، بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدنى على إنشاء دور رعاية متخصصة للأيتام ذوى الإعاقة، وتوفر لهم الرعاية الصحية والنفسية والتعليمية.
وقالت، وزير التصامن الاجتماعى الدكتورة مايا مرسي، أن الوزارة منذ بداية اعتماد هذا اليوم للبديل تقوم بدور محورى، حيث تعمل على توفير الدعم والحماية للأطفال الأيتام فى مصر، وتنظيم الفعاليات والأنشطة التى تهدف إلى إدخال البهجة والسرور إلى قلوب الأيتام.
الدكتورة سحر السنباطى رئيس المجلس القومى للطفولة والأمومة تؤكد ان المجلس يقوم بدور حيوى فى دعم الأطفال الأيتام، خاصة فى يوم اليتيم، من خلال مجموعة من المبادرات والأنشطة التى تهدف إلى توفير الرعاية والحماية والدعم النفسى والاجتماعى لهم، بتنظيم الزيارات لدور الرعاية وتقديم الهدايا والمساعدات للأطفال، ومشاركتهم فى الأنشطة الترفيهية، ونشرالوعى بحقوق الأطفال الأيتام.
وأضافت: «يشارك المجلس فى وضع السياسات والتشريعات التى تهدف إلى حماية الأطفال الأيتام وضمان حقوقهم ويتعاون مع المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية لتنظيم فعاليات وأنشطة تهدف إلى دعم الأيتام، ومن مبادرات المجلس، خط نجدة الطفل حيث يعمل على تلقى بلاغات العنف ضد الأطفال، والتدخل السريع لحمايتهم، كما ينظم المجلس حملات توعية للحد من العنف ضد الأطفال، وتوعية الأسر بأهمية التربية الإيجابية».
المشرف على المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة:
حياة الأيتام ذوى الإعاقة.. كريمة
قالت، الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة، إن الدولة المصرية تولى اهتمامًا كبيرا بهذه الفئة من خلال سياسات وبرامج متعددة، حيث يمثل الاهتمام بالأيتام ذوى الإعاقة جزءا أساسيا من رؤية مصر لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، لتظل هذه الفئة محل رعاية ودعم لضمان اندماجهم الفعّال فى المجتمع وتمكينهم من تحقيق حياة كريمة ومستقرة.
وأضافت: «مصر توفر إطارا قانونيا داعما لهم، ومن أبرزها القانون رقم 10 لسنة 2018، الذى يكفل حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة فى مختلف المجالات، ودوره التشريعى فى دعم الأيتام ذوى الإعاقة حيث يعد هذا القانون علامة فارقة فى حماية حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، إذ يضمن التعليم الدامج داخل المؤسسات التعليمية، والتأمين الصحى الشامل والرعاية الطبية اللازمة، ودعم الدمج فى سوق العمل وتوفير فرص تشغيل مناسبة، ومنح تسهيلات للحصول على الخدمات الاجتماعية والمساعدات المالية».
وقالت الدكتورة إيمان كريم، إن المجلس يُعد أحد أبرز الجهات التى تعمل على تعزيز حقوق الأيتام ذوى الإعاقة، وبدعم كبير من القيادة السياسية، و يقوم بمتابعة مؤسسات الرعاية والوقوف على الحلول للتحديات التى تحول دون دمجهم فى المجتمع بالتنسيق مع الجهات التنفيذية المعنية، وتقديم الدعم الفنى لدور الأيتام لضمان توفير بيئة مناسبة، والتنسيق مع الوزارات المختلفة لضمان تطبيق التشريعات الخاصة بالأشخاص ذوى الإعاقة.
وأشارت، إلى أنه يتم تنظيم حملات توعية، تهدف إلى تعزيز الوعى المجتمعى بحقوق الأيتام ذوى الإعاقة، والتعاون مع منظمات المجتمع المدنى لإطلاق مبادرات تساهم فى تحسين جودة الحياة لهذه الفئة، والتوعية المجتمعية للأيتام من ذوى الاعاقة أنفسهم بحقوقهم، والمساندة النفسية لهم و تقديم كافة اوجه الدعم القانوني.
ولفتت أن : «المجلس يعمل على تطوير استراتيجيات لتعزيز الدمج المجتمعى لهذه الفئة، مؤكدة أن الأيتام ذوى الإعاقة لهم حقوق متساوية ويجب توفير كافة سبل الدعم لضمان حياة كريمة لهم».
الاهتمام بالأيتام ليس «يوماً واحداً» .. دائماً اهتمام مستمر
مبادرات وبرامج.. إنسانية
يؤكد حصاد السنوات الـ»11» الأخيرة، فى حياة المصريين، أن الاهتمام بالأيتام، ليس مقتصرًا على يوم واحد فى السنة، بل هو مسؤولية دائمة تضطلع بها الدولة المصرية من خلال وزاراتها ومؤسساتها المختلفة، حيث تتبنى الدولة العديد من المبادرات والبرامج التى تهدف إلى توفير الرعاية الشاملة للأيتام، وتلبية احتياجاتهم الأساسية .
وتقدم المبادرة الرئاسية «حياة كريمة «، الكثير من الدعم المادى والاجتماعى للايتام، وتسهم فى تحسين البنية التحتية لمؤسسات الرعاية ودور الأيتام، و تقدم المساهمة الفعالة فى توفير حياة كريمة لهم، وتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وتهدف المبادرة إلى توفير فرص تعليمية للأيتام، من خلال بناء وتطوير المدارس، وتوفير المنح الدراسية، وتتعاون المبادرة مع الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية لتنظيم الفعاليات والأنشطة التى تهدف لتشجع مشاركة المجتمع المدنى فى دعم الأيتام، وتوفير الدعم النفسى والمعنوى لهم..كما تعمل المبادرة على تمكينهم الاقتصادى بتوفير فرص عمل.
وتقدم حياة كريمة، عدة مبادرات ، من بينها مبادرة «من إنسان لإنسان» والتى تستهدف قيام متطوعيها بزيارة دور الأيتام خلال أيام الأعياد، ومبادرة «يدوم الفرح»، التى تقوم بتجهيز اليتيمات المقبلات على الزواج، ومبادرة «سبيل» ضمن «حملة أيد واحدة» تقدم وجبات ساخنة لدور الأيتام والأهالى الأكثر احتياجًا، والمسنين والمستشفيات، فى مختلف أنحاء الجمهورية.
وينفذ المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، مجموعة متنوعة من الأنشطة ضمن مبادرة «اكتشفني»، وتهدف المبادرة إلى اكتشاف وتنمية مهارات الأشخاص ذوى الإعاقة، وتوفير فرص لهم للتعبير عن أنفسهم.
كما أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي، مبادرة «شبابنا بيخدم بلدنا «فى العام 2016 بهدف سد العجز الوظيفى بدور الرعاية الاجتماعية من أخصائيين نفسيين واجتماعيين عن طريق تدريب وتأهيل مكلفى الخدمة العامة، سواء فى مؤسسات رعاية أيتام وأطفال بلا مأوى وأطفال معرضين للخطر من خلال الاهتمام بتنمية واستثمار القوى البشرية المتواجدة من مكلفين الخدمة العامة، إضافة إلى مبادرة «بينا»، هى إحدى مبادرات وزارة التضامن الاجتماعى والتى تتم بالتعاون مع المركز القومى لثقافة الطفل بوزارة الثقافة، لحث المجتمع على التطوع بجزء من الوقت داخل دور رعاية الأيتام، وذلك بهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة داخل دور رعاية الأيتام.
وفى المساهمات الفاعلة، قال وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، أن الوزارة تقدم مبادرة «ها أنا أحقق ذاتي»، وهى بالتعاون مع الاتحاد المصرى للرياضة للجميع، وهى مشروع قومى يهدف إلى تنمية مهارات الأيتام رياضيًا وكشفيًا، وصقل قدراتهم واكتشاف الموهوبين والمتميزين منهم، وتوجيه أوقات فراغهم بطريقة إيجابية، ودمجهم فى المجتمع.
مؤسسات فى مهمة إنسانية : شاركوا وتبرعوا وتطوعوا
الجمعيات الأهلية.. تدعم «نجوم الغد»
فى فعاليات دعم اليتيم، فى يومهم وغير اليوم، تعمل مؤسسات وجمعيات العمل الأهلى والمجتمعي، على توفير السعادة والدعم للأيتام، و»الجمهورية الأسبوعي» تعرفت على عدد من الجهود التطوعية.
وقالت، الدكتورة منار الخضرجي، من خبراء المجتمع فى العمل الخيرى ومؤسس جمعية قبس من نور: «يوم اليتيم مناسبة تحمل فى طياتها مشاعر متباينة، وفرصة لإدخال البهجة على قلوب الأطفال الذين فقدوا سندهم، وتحول بفضل استمرار هذا اليوم، من نظرات الشفقة لأطفالنا، إلى نظرات الإعجاب والتقدير، لأنهم أبطال حقيقيون، واجهوا تحديات الحياة بشجاعة وإصرار، وتغلبوا على صعابها بإرادة قوية، ويستحقون أن نحتفل بهم، وأن نكرمهم على قوتهم وصمودهم.
إن تغيير الصورة الذهنية ليوم اليتيم ليس مجرد شعار، بل هو مسئولية مجتمعية تقع على عاتقنا جميعاً، فلنعمل معاً على تحويل هذا اليوم إلى مناسبة لتكريم الأبطال، وإلهام الأجيال القادمة.
وتقترح د. منال الخضرجي : «بدلا من الحديث عن «الأيتام»، يمكننا أن نتحدث عن «أبطال المستقبل» أو «نجوم الغد»، وتسليط الضوء على قصص النجاح الملهمة لأطفالنا الأيتام، وكيف تغلبوا على التحديات وحققوا إنجازات رائعة، فضلا عن تنظيم فعاليات بأنشطة تعليمية وترفيهية هادفة، تساهم فى تنمية مهارات الأطفال وقدراتهم، وتشجيع المشاركة المجتمعية وتقديم الدعم والمساندة لأطفالنا الأيتام».
وقالت، زينب زهدي، عضو فريق مبادرون للأعمال الخيرية: «منذ 12 عامًا مع فريق «مبادرون» ننتظر «يوم اليتيم»، اليوم الذى نرى فيه بريق السعادة فى عيون أطفالنا فى صعيد مصر، فريقنا الذى يضم مجموعة من الشباب المهندسين والأطباء، يؤمن بأن واجبنا هو رسم البسمة على وجوه هؤلاء الأطفال الذين فقدوا سندهم فى الحياة».
وأضافت:» نحرص على أن نأخذهم فى رحلة إلى مكان مميز، حيث الطبيعة الخلابة والأجواء المبهجة، وعبق التاريخ، نعد لهم برنامجًا حافلًا بالأنشطة الترفيهية والتعليمية، الألعاب، المسابقات، الرسم، الغناء، تقديم وجبات الطعام اللذيذة وكل ما يمكن أن يسعد قلوبهم الصغيرة، والاهتمام لا يقتصر على يوم اليتيم فقط، بل نسعى جاهدين لتقديم الدعم المستمر لهم طوال العام، و نقول لمن يقرأ هذه السطور « شاركونا فى هذه المهمة الإنسانية، تبرعوا، تطوعوا، ادعموا، فبكم ومعكم نستطيع أن نرسم مستقبلًا أفضل لأطفالنا فى صعيد مصر».
وقالت، أمل أحمد إبراهيم، مديرة مكتبة 6 أكتوبر العامة بالعجوزة والتابعة لجمعية مصر للثقافة وتنمية المجتمع: «المكتبة تلعب دور محورى فى رعاية الأيتام ليس فقط خلال احتفالات يوم اليتيم، بل على مدار العام، وانطلقت فكرة مبادرة المكتبة من إيمانها العميق بأهمية تشجيع الأيتام على حب القراءة، وإتاحة الفرصة لهم للوصول إلى مصادر المعرفة والثقافة، بعد زيارات ميدانية قامت بها المكتبة لجمعية إدارة الخدمات بالعجوزة وعدة دور للأيتام، تبين غياب المكتبات وعدم القدرة على توفير الكتب للأطفال، ومن هنا، بادرنا بإنشاء مكتبة مخصصة لدور الأيتام فى منطقة العجوزة، وتبرعت بمجموعة كبيرة من الكتب الخاصة بالأطفال، وبالتعاون مع هيئة قصور الثقافة، تنظم مكتبة 6 أكتوبر العامة احتفالية مبهجة فى يوم اليتيم».
وأضافت أمل إبراهيم: «دعم الأيتام فى المكتبة هو جهد مستمر، لا يقتصر على احتفال يوم واحد، حيث تفتح المكتبة أبوابها للأيتام كأعضاء شرفيين، وتدمجهم فى أنشطتها المتنوعة، يشاركون فى فعاليات متنوعة، ليصبحوا جزء لا يتجزأ من أسرة المكتبة. وتتبنى المكتبة عددًا من هؤلاء الأطفال، وتوفر لهم بيئة داعمة ومحفزة، وتسعى إلى دمجهم بشكل كامل فى المجتمع الثقافى للمكتبة، ليصبحوا أعضاء فاعلين ومتميزين».