وجه الرئيس الأمريكى جو بايدن انتقادا لاذعا للحكومة الإسرائيلية أمس لتعمدها تعطيل إبرام صفقة لوقف اطلاق النار فى غزة وانهاء الحرب واصفاً اياها بأنها واحدة من أكثر حكومات الحرب تشدداً منذ ظهور إسرائيل كما عبر عن خيبة أمله إزاء عدم نجاح بعض خطواته فى غزة.
قال بايدن خلال مؤتمر صحفى بعد قمة لحلف شمال الأطلسى ان بلاده ضغطت بقوة على إسرائيل لوقف حربها على قطاع غزة لكنها أقل من متعاونة فى هذا السياق مؤكداً أنه لا يوجد حل نهائى سوى حل الدولتين.
أضاف بايدن أن إدارته تحرز تقدما نحو التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار فى غزة، وإعادة الرهائن إلى ديارهم وتمهيد الطريق للسلام والاستقرار فى الشرق الأوسط بعد تسعة أشهر على النزاع.
تابع الرئيس الأمريكى «ان هذه قضايا صعبة ومعقدة. لا تزال هناك ثغرات فى المقترح الأمريكى المقدم يجب سدها. نحن نحرز تقدما. الاتجاه إيجابي، وأنا مصمم على إنجاز هذا الاتفاق ووضع حد لهذه الحرب التى يجب أن تنتهى الآن».
أكد بايدن خلال حديثه أكثر من مرة انه حان وقت انهاء الحرب مشيراً إلى أن هناك كثيراً من الأموراً يتمنى لو كان قادرا على إقناع الإسرائيليين بفعلها مضيفاً أنه «فى اليوم التالى بغزة يجب ألا يكون هناك احتلال إسرائيلي» بمجرد انتهاء الحرب ضد حماس.
وعلى صعيد المفاوضات بين حماس وإسرائيل قال مصدر رفيع المستوى لـ»القاهرة الإخبارية» انه مازال هناك نقاط عالقة تعوق تحقيق التقدم فى مفاوضات الهدنة.
وأشار المصدر إلى أن مصر بذلت جهوداً كبيرة خلال الفترة الأخيرة لتحقيق تقدم فى المفاوضات لكن هناك أطرافا إسرائيلية تعمل من خلال بث شائعات حول ترتيبات أمنية جديدة مع مصر لمحاولة اخفاء اخفاقاتها فى القطاع.
من جانب آخر ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن نتنياهو شدد على اثنين من شروطه السابقة بشأن إبرام اتفاق لوقف الحرب فى قطاع غزة بينما قال مسئول إسرائيلى مطلع على المحادثات، إن نتنياهو قدم مطالب صعبة لأنه يحاول استغلال ضعف حماس للخروج بأكبر قدر من المكاسب من المفاوضات، لكن هناك خطراً بأن يتمادى أكثر من اللازم وتنهار المفاوضات.
فى الأثناء ذكر الإعلام الإسرائيلي، أن ديفيد برنيع، رئيس الموساد، قال إنه دون مبادئ نتنياهو والبنود التى أصر عليها، لن تعيد تل أبيب الأسري، ولن تنتصر لذلك يجب مضاعفة الضغط العسكرى بغزة.
خلال الاجتماع، أطلع برنيع الوزراء على تطورات المفاوضات، زاعماً أن العمليات المكثفة التى يقوم بها الجيش الإسرائيلى فى غزة تساعد فى دفع المفاوضات قدما. وأضاف أنه يقف وراء مبدأ استئناف الأعمال العدائية، معتبراً أن هذا النهج قد يؤدى إلى عودة الرهائن والجنود الذكور الذين لم يُدرجوا فى المرحلة الأولى من الصفقة.
فى الداخل الإسرائيلى نقلت صحيفة «معاريف» العبرية أمس عن زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيجدور ليبرمان قوله، إن نتنياهو يقود إسرائيل إلى الدمار ولا يعرف إدارة أى شيء.
أضافت الصحيفة نقلاً عن ليبرمان أن إسرائيل تمر بأزمة سياسية واقتصادية وأمنية هى الأكبر منذ إنشائها، مشيراً إلى أن المستوى السياسى فى إسرائيل «مريض» وإذا استمر الكنيست والائتلاف الحالى بقيادة نتنياهو حتى 2026 لن تكون إسرائيل موجودة.
من جانب آخر أظهر استطلاع للرأى نشرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أن وزير الأمن الداخلى المتشدد وزعيم حزب «القوة اليهودية» إيتمار بن غفير، هو المرشح المفضل بين ناخبى أحزاب الائتلاف الحكومى الحالى لقيادة كتلة اليمين المؤيدة لنتنياهو، إذا ترك الأخير الحياة السياسية.
قالت الصحيفة إن 24٪ من المشاركين فى الاستطلاع، الذى أجراه معهد «لازار» للأبحاث، يفضلون بن غفير لقيادة الجناح اليميني، يليه رئيس جهاز المخابرات «الموساد» السابق يوسى كوهين بنسبة 14٪، ثم رئيس حزب «الصهيونية الدينية» ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش بنسبة 11٪.
كما تناول الاستطلاع، الذى شمل عينة من 500 إسرائيلى ويحمل هامش خطأ نسبته 4.4٪، رأى المشاركين فى مرشحهم المفضل إذا أُجريت الانتخابات البرلمانية الآن.
أظهر الاستطلاع نتائج مماثلة لاستطلاعات أخرى أجريت فى الآونة الأخيرة، وهى حصول حزب «الوحدة الوطنية» بزعامة بينى جانتس على 24 مقعداً فى الكنيست، مقابل 20 مقعداً لحزب «ليكود».
بحسب الاستطلاع، فإن أحزاب الائتلاف الحالى قد تحصل على 50 مقعداً فقط مقابل 64 مقعداً حالياً بالكنيست المؤلف من 120 مقعداً.
من ناحية أخرى أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن الوزير أنتونى بلينكن التقى عدداً من وزراء خارجية وممثلى دول مجموعة السبع، وممثل الشئون الخارجية فى الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، فى واشنطن، وأكدوا على الحاجة الملحة للتوصل لوقف لاطلاق النار فى قطاع غزة.
قالت الوزارة، فى بيان، إن المجتمعين شددوا أيضاً على ضرورة اطلاق سراح المحتجزين فى غزة، وتسهيل زيادة المساعدات الإنسانية للقطاع.
أضافت أن اللقاء تطرق إلى الجهود الجارية لإرساء الحكم فى غزة بعد الحرب، وتحقيق الأمن فيها وإعادة إعمار القطاع.
وفى إطار مؤتمر إعلان التبرعات لوكالة الأونروا أكد مندوب فلسطين بالأمم المتحدة ان الفلسطينيين يواجهون أزمة وجود ولابد من الوقف الفورى لاطلاق النار فى غزة، مشيرا إلى ان وكالة الاونروا ستظل مسئولة من المجتمع الدولى ولابد من تقديم دعم سياسى ومالى لها لمواصلة مهامها واكد رئيس الجمعية العامة للامم المتحدة انطونيو جوتبريش انه يجب تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم فى الشرق الاوسط، مضيفا ان مستوى القتل فى غزة لا مثيل له، وان الاونروا على شفا الانهيار المالي.
و يواصل الاحتلال الإسرائيلى عدوانه البرى والبحرى والجوى على قطاع غزة لليوم الـ280 على التوالي.
ذكرت مصادر طبية فى المستشفى الأهلى العربى «المعمداني» فى غزة أنه تم انتشال جثامين 60 شهيداً من حى تل الهوى ومنطقة الصناعة بينما نقلت طواقم الإسعاف جثامين 5 شهداء من داخل مستشفى أصدقاء المريض غرب مدينة غزة.
أفادت مصادر محلية بأن قناصة الاحتلال ما زالوا ينتشرون فى المناطق المحيطة بدوار المالية وحى تل الهوا، وتستهدف المواطنين الذين يحاولون العودة إلى المنطقة لتفقد ما حل بمنازلهم من دمار.
نقل شهود عيان مشاهد صعبة ومأساوية لعشرات جثامين الشهداء الملقاة على الأرض، وتحت أنقاض المنازل المدمرة فى حى تل الهوى ومنطقة الصناعة، بالإضافة إلى الدمار الكبير الذى لحق بالبنية التحتية، وإضرام قوات الاحتلال النيران فى العديد من المنازل قبل انسحابها.
فى رفح الفلسطينية جنوب القطاع، استشهد مواطنان فى قصف لطائرات الاحتلال المسيّرة على حى تل السلطان. كما أصيب عدد من المواطنين فى غارات وقصف مدفعى عنيف شنه الاحتلال على شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، وجرى نقلهم إلى مستشفى العودة.
وتستمر إسرائيل فى حربها متجاهلة قرارى مجلس الأمن الدولى بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وبتحسين الوضع الإنسانى الكارثى بغزة.