الاتحاد الأوروبى: نتنياهو يريد تهجير 1.7 مليون فلسطينى
وسط تصاعد المخاوف المحلية والإقليمية والدولية من خطة إسرائيلية لاقتحام مدينة رفح المكتظة بالنازحين الفلسطينيين، كثفت إسرائيل غاراتها على المدينة براً وبحراً وجواً ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحي.
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أمس وقوع أكثر من 100 قتيل، وإصابة 230 حيث أوضح المركز الفلسطينى للإعلام على حسابه فى تليجرام أن معظم القتلى من الأطفال والنساء النازحين، وأن الضربات الإسرائيلية استهدفت مسجدين وعدة منازل بمناطق متفرقة، مضيفة أن العشرات من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض.
من جهته، زعم الجيش الإسرائيلى أنه تمكن من تحرير أسيرين فى ما أسماه عملية رفح، لافتاً إلى أنهما بصحة جيدة، وأنهما نقلا إلى المستشفي، كاشفاً أن الأول يدعى لويس هر ويبلغ من العمر 70 عاماً، والثانى فرناندو مرمان ويبلغ 60 عاماً.
و عقب إعلان الجيش عن عملية التحرير، قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إن «الضغط العسكرى وحده هو الذى سيؤدى إلى إطلاق سراح جميع المختطفين.
وكانت القوات الإسرائيلية نفذت فجر أمس موجة من الهجمات العنيفة على رفح جنوب قطاع غزة، مشيرة فى وقت لاحق إلى أن الضربات التى استهدفت منطقة الشابورة بجنوب غزة انتهت، فيما شنت إسرائيل قصفاً عنيفاً شمال المدينة وسط اشتباكات دارت مع فصائل فلسطينية.
وفى الوقت نفسه، أطلقت المروحيات الإسرائيلية النار بكثافة وسط محافظة رفح، تزامناً مع قصف برى وبحرى مكثف طال كافة أرجاء المدينة.
حذر أسامة الكحلوت منسق غرفة عمليات الطوارئ فى الهلال الأحمر برفح، فى تصريحات اعلامية، أن الوضع الإنسانى صعب للغاية فى المدينة، وأن نقل المدنيين والمصابين تم بسيارات مدنية. وأضاف أن طواقم الإسعاف تواجه صعوبات للوصول إلى المواقع المستهدفة.
أتى هذا التصعيد فى رفح بعد تعرض الجيش الإسرائيلى لكمين كبير شرق خان يونس جنوبى قطاع غزة. فيما كشفت مصادر إسرائيلية أن نقل القتلى والجرحى استغرق عدة ساعات جراء الكمين.
وكانت واشنطن قد حذرت فى وقت سابق من أى هجوم برى على رفح، وقال المتحدث الإقليمى باسم الخارجية الأمريكية سامويل وربيرج، إن لدى واشنطن قلقاً شديداً من أى عملية عسكرية إسرائيلية فى رفح»، مشيرا إلى أن على إسرائيل مسئولية فى تجنيب المدنيين مزيدا من الخسائر.
كما نبهت أيضاً مصر مراراً وتكراراً من اقتحام المدينة الفلسطينية، مهددة بإمكانية تعليق العمل باتفاقية السلام الموقعة عام 1979 بين البلدين.
فى نفس السياق، حذرت حركة حماس من وقوع «مجزرة» فى رفح التى باتت الملاذ الأخير لأكثر من مليون نازح فلسطينى فى جنوب قطاع غزّة، فى ظل مواصلة إسرائيل قصفها الكثيف، وتنفيذها لعملية الابادة الجماعية.
يذكر أن مليوناً و400 ألف فلسطينى يتواجدون فى شريط رفح المحاذى للحدود المصرية، بعدما نزح مئات الآلاف منهم من شمال القطاع ووسطه، وحتى من مدينة خان يونس الجنوبية، هرباً من الغارات الإسرائيلية حيناً وتنفيذاً لأوامر الجيش الإسرائيلى أحيانا أخري.
قال تلفزيون الأقصى التابع لحركة حماس نقلا عن قيادى كبير فى الحركة، أمس، إن أى هجوم برى للجيش الإسرائيلى على مدينة رفح الحدودية بقطاع غزة يعنى «نسف مفاوضات تبادل الأسري».
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى إنه أمر الجيش بوضع خطة لإخلاء رفح والقضاء على أربع كتائب لحماس زعم أنها منتشرة هناك.
ولجأ أغلب النازحين إلى مدينة رفح المتاخمة لمصر، لكن بعد فشل محادثات وقف إطلاق النار، قال نتنياهو قبل أيام إن القوات الإسرائيلية ستقاتل حتى تحقيق «النصر المبين.
ونقل تلفزيون الأقصى عن القيادى بحماس قوله أيضا نتنياهو يحاول التهرب من استحقاقات صفقة التبادل، بارتكاب إبادة جماعية وكارثة انسانية جديدة فى رفح.
وأمر الجيش الإسرائيلى المدنيين بالتوجه جنوبا قبل شن هجمات سابقة على مدن بقطاع غزة، حيث تقول وكالات إغاثة إن الآلاف قد يتعرضون للموت بسبب هذا الهجوم.
من ناحية أخري، دعت الرئاسة الفلسطينية الإدارة الأمريكية «ألا تبقى رهينة للسياسة الإسرائيلية، خاصة أن المنطقة باتت على مفترق طرق، واستمرار الحرب على الشعب الفلسطينى سيؤدى إلى توسعها إقليميا».
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينة نبيل أبو ردينة فى بيان، إنه «يجب وقف العدوان على الشعب الفلسطينى فورا، ووقف المجازر التى يتعرض لها الفلسطينيون فى قطاع غزة يوميا، وخاصة إذا شن جيش الاحتلال هجوما بريا على مدينة رفح المكتظة بالنازحين».
وطالب أبو ردينة، المجتمع الدولي، وخاصة الإدارة الأمريكية «بالتحرك بشكل عاجل لإجبار سلطات الاحتلال على وقف هذا الجنون قبل فوات الأوان، ومنعها من التقدم برا نحو مدينة رفح، لأن حدوث ذلك يعنى سقوط الآلاف من الضحايا».
وقال أبو ردينة، إن «حديث رئيس وزراء إسرائيل بينامين نتنياهو عن ممر آمن للمواطنين محض ترهات وخداع للعالم، لأنه لم يعد هناك مكان آمن فى قطاع غزة، ولا يمكن عودة المواطنين فى ظل القصف المتواصل على وسط وشمال القطاع، وحدوث نكبة جديدة وتهجير قسرى خارج القطاع أمر مرفوض ولن نسمح به».
كما قال محمد اشتية رئيس الوزراء الفلسطيني، إن هناك أكثر من 100 ألف شهيد ومصاب ومفقود فى قطاع غزة، متابعا:»إسرائيل تواصل التضييق الاقتصادى على السلطة الفلسطينية».
وتابع رئيس الوزراء الفلسطيني: «المستوطنون يمارسون كل أشكال الإرهاب فى فلسطين ويجب وقف العدوان الإسرائيلى على غزة وانسحاب جيش الاحتلال.
فى الوقت نفسه، قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن الهجوم البرى المعلن من إسرائيل على رفح سيؤدى إلى كارثة كبيرة ويجب وقفه بشكل فوري.
وفى بروكسل، شدد مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على أن هجوم إسرائيل المحدق على رفح، سيؤدى إلى وقف تدفق المساعدات الإنسانية وتوسيع الكارثة أكثر.
أضاف عبر منصة اكس أمس، أن نتنياهو ينوى تهجير 1,7 مليون فلسطينى إلى وجهة مجهولة. كما أضاف أن وكالة «الأونروا»، تقوم بدور حيوى يستحيل على غيرها القيام به.
وأكد بوريل أن كل متهم بريء حتى تثبت إدانته، حيث من الضرورى انتظار نتائج تحقيقات الأمم المتحدة، فى إشارة منه إلى الاتهامات الإسرائيلية لعناصر الوكالة بالانتماء لحركة حماس.
من جانبها، قالت وزيرة التعاون الدولى البلجيكية إن غزة تشهد أسوأ أزمة إنسانية منذ عقود، وإنه يجب العمل على منع الإبادة الجماعية.
وشددت على أنه يجب استمرار دعم المدنيين ووقف إطلاق النار وإدخال المساعدات. وأشارت إلى أنها لم تتلق من إسرائيل توضيحات وإجابات بشأن قصف مقر وكالة التنمية البلجيكية بغزة.
يأتى الموقف الأوروبى المناهض للمجازر الاسرائيلية فى وقت تتصاعد فيه المخاوف المحلية والإقليمية والدولية من خطة تل أبيب لاقتحام مدينة رفح المكتظة بالنازحين الفلسطينيين.
أفادت وسائل إعلام فلسطينية أمس، أن الاحتلال استهدف فى 40 غارة متتالية اكثر من 14 منزلا بمناطق مختلفة بالإضافة إلى استهداف ثلاثة مساجد. كما شاركت طائرات الاباتشى والطائرات المسيرة فى الهجوم الذى زعم جيش الاحتلال انه تمكن فى نهايته من تحرير اثنين من أسراه فى رفح.