الصفقة التاريخية لطائرات الرافال المقاتلة
العلاقات المصرية – الفرنسية تتمتع بقدر وافر من الدفء والخصوصية حيث إنها متجذرة فى أعماق التاريخ.. والناظر لخصوصية هذه العلاقة يجد أنها تتنوع ما بين العلاقات الاستراتيجية والثقافية والتجارية والعلمية.. والكثير من الدلائل القوية داخل القطر المصرى يؤيد عمق هذه العلاقات فعلى سبيل المثال لا الحصر.. فى حقبة الثمانينيات من القرن الماضى شهدت القاهرة الكبرى واحداً من أعظم مشاريع النقل حيث أنشئ مترو أنفاق القاهرة الكبرى كثمرة مهمة من ثمار التعاون المصرى – الفرنسى وساهم بشكل جذرى فى حل اشكالية التكدس داخل القاهرة ناهيك عن أن السواد الأعظم من سكان القاهرة صاروا يستخدمون هذه الوسيلة الحضارية مما اسهم بدوره فى تقليل العوادم الضارة الناتجة عن استخدام وقود السيارات وبالتالى تحسين الصحة العامة للمواطنين كذلك فى الجانب العسكرى كانت وجهة مصر خلال الفترة الماضية نحو التعاون مع فرنسا ولعل الصفقة التاريخية لطائرات الرافال المقاتلة قد أحدثت صدى واسعاً ليس فى المستوى الاقليمى فحسب بل على المستوى الدولى كذلك وهى واحدة من أقوى نظم التسليح فى مجال الطائرات الحربية المقاتلة ناهيك عن نظم التسليح الأخرى.. وهو ما أعطى الجيش المصرى الثقل والقوة والقدرة بحيث صار يملك قوة ردع تجعل الصديق قبل العدو يعمل له ألف حساب وبالتالى فحين تتحدث مصر يصغى إليها الجميع.
وهو ما بدا جلياً خلال الأيام القليلة الماضية حين اراد التحالف الصهيو-أمريكى ان يجبر أهل غزة على التهجير القسرى فكانت الوقفة المصرية القوية المستندة إلى اصطفاف شعبها وجيشها خلف القيادة السياسية من جانب آخر اعطت الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسى «ماكرون» زخماً أكبر للعلاقات المصرية – الفرنسية خاصة وانها تضمنت برنامجاً غير معهود لأى رئيس أوروبى آخر حيث شهدت زيارات لأماكن تجمعات كبيرة فى خان الخليلى وحى الحسين وسط حفاوة شعبية ورسمية بضيف مصر بصحبة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ناهيك عن مجموعة الاتفاقيات فى مجالات متعددة تصب بالأساس فى صالح الشعبين الصديقين.
أما زيارة مدينة العريش فكانت بحق «ضربة معلم» كما يقولون حيث اظهرت مدى تلاحم واصطفاف الشعب خلف قيادته، ومدى ما تقدمه مصر «الكبيرة» للأشقاء الفلسطينيين وهو ما ظهر من الزيارات التى تمت داخل مدينة العريش وخاصة زيارة مستشفيات شمال سيناء التى تقدم الرعاية الطبية الفائقة للأشقاء من أهالى غزة.
مصر لا يمكن لأحد ان يزايد على موقفها من القضية الفلسطينية فمنذ ان تفجرت هذه القضية ومصر فى الصفوف الأولى مدافعة بكل ما اوتيت من قوة عن الحق الفلسطينى.
والقارئ المدقق للتاريخ يدرك كم من الدماء المصرية التى روت الأرض فى سبيل استعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة.
عاشت أرض الكنانة.. رافعة راية الحق والعدل وعاش أبناؤها وقوداً لجذوة الحرية فى وطننا العربى الكبير.