واتحادات الشاغلين.. وزكريا مات وحيداً..!
أتابع كل ما ينشر ويقال عن مصر فى مختلف وسائل الإعلام العالمية.. وأحرص أيضاً على متابعة حوارات السوشيال ميديا حول الشأن الداخلى فى مصر خاصة ما يدور حول الأوضاع الاقتصادية وتأثيراتها على حياة المصريين. وهناك الكثير من التحليلات ووجهات النظر التى تعكس مكانة أصحابها وقدرتهم على تقديم الآراء المفيدة والتى تمثل فى حقيقتها غيرة وحباً وتقديراً لمصر ومكانتها.. ولكن هناك أيضاً الكثير من التقارير المشوهة التى لا تستند إلى معلومات صحيحة والتى تعتمد فى معظمها على مجموعة من الافتراضات والشائعات تضفى عليها نوعاً من المصداقية والتأكيد.
ونقول ونؤكد على أن مصر القوية والمستقرة والقادرة على حماية أمنها واستقرارها قادرة أيضاً على الرد والتصدى لكل محاولات التضليل وزعزعة الثقة التى تستهدف خلق أجواء من عدم الثقة من خلال تضخيم المشكلات الحياتية التى هى المدخل للعب على أوتار المواطنين.
ونجدد فى هذا الصدد ما تحدثنا عنه من قبل من ضرورة التركيز على منظومة الإعلام الخارجى للتعامل بفهم ووعى واحترافية مع كل ما ينشر ويقال عن مصر فى الخارج وعدم التجاهل أو التأخر فى الرد حتى يمكن أن تكون الحقائق واضحة وأن تموت الشائعات فى المهد قبل أن تنتشر وتزداد تضخماً.
نحن دولة تكتب صفحات جديدة فى المشروع القومى المصرى العملاق الطموح لبناء جمهورية جديدة.. وهناك من لا يعجبه ذلك ويحاول تعطيل المسيرة وتصدير الأزمات لمصر.. وتابعوا ما يحدث جيداً منذ أن انطلقت المسيرة.. ما يحدث حولنا ليس من قبيل الصدف.. المقصود هو مصر.
>>>
وأتحدث فى قضية تتعلق بسلوكيات وتصرفات بعض الجاليات العربية الوافدة إلى مصر هرباً من حروب أهلية وأزمات داخلية.. وأشير فى ذلك إلى تجاوزات عديدة تتعلق بانتقال ثقافة هذه الجاليات معها إلى مصر وحرصها على أن تظل على نفس عاداتها وتقاليدها و«شعاراتها» داخل الدولة التى قدمت لهم الضيافة والحماية والأمان.
وأقول فى ذلك إن هذه الجاليات من حقها أن تعمل على الحفاظ على هويتها وتاريخها انتظاراً لليوم الذى قد تعود فيه لبلادها مرة أخرى ولكن دون أن يمتد ذلك إلى مخالفة القوانين المصرية أو إنارة مشاعر تحض على خطاب التباعد والكراهية والتعصب..!! نحن نؤمن بالعروبة والوطن العربى الكبير ومصر عاصمة كل العرب.. ولكن هناك دائماً أخلاقيات وآداباً واحتراماً للبلد الذى تتقاسمون معه لقمة الخبز.. والكلام بالغ الوضوح.
>>>
وأتحدث عن مشاكل تتعلق بتجربة اتحادات الشاغلين فى مصر وهى التجربة التى أسندت فيها الدولة المسئولية لاتحادات منتخبة من شاغلى الوحدات السكنية لتنظيم أمورهم بأنفسهم للحفاظ على الثروة العقارية وحمايتها.
فالدولة فى هذه التجربة وجدت أن المواطنين سوف يكونون أحرص الناس على أن يعيشوا ويقيموا فى بيئة مثالية توفر لهم كافة الخدمات والحياة كما ينبغى أن تكون.. وكان لابد فى ذلك من سداد ملاك الوحدات السكنية لرسوم صيانة سنوية تخصص للخدمات والصيانة والأمن.. ولكن.. وآه من لكن.. ولكن الملاك الذين يدفعون ويسددون الملايين من الجنيهات مقابل تملك الوحدات السكنية يتردد بعضهم ويتقاعس ويرفض سداد رسوم الصيانة السنوية وكأن كل الخدمات التى يحصل عليها بلا مقابل..!
إن اتحادات الشاغلين فى معظم العمارات والكومبوندات لا تستمر فى المسئولية طويلاً وتضطر لتقديم استقالاتها لأن هناك دائماً من يثيرون المشاكل وهناك دائماً من يدفع الملايين لشراء سيارة جديدة ويرفض سداد الملاليم لشراء أكياس للقمامة وصناديق لها..!!
>>>
وزكريا ياناس مات وحيداً.. الدكتور زكريا فى مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية هو طبيب على المعاش عمره 71 عاماً.. مات وتحلل داخل مسكنه حيث كان يعيش وحيداً.. ولم يسأل عنه أحد.. لم يطرق بابه أحد.. لم يدق جرس هاتفه لأيام.. ولم يكن ممكناً العثور عليه إلا بعد أن انتشرت رائحة كريهة من شقته دفعت الجيران إلى إبلاغ الشرطة فتم كسر باب الشقة ووجوده ميتاً من قبل أيام..!
وزكريا مات وحيداً لأننا قد تغيرنا كثيراً.. أصابنا نوع من الجحود والقسوة فى المشاعر والتواصل.. بعض الأبناء لا يتواصلون مع الوالدين لأيام وأسابيع.. وبعض الأبناء يبحثون عن دور للمسنين يودعون فيها أو يتخلصون من كبار السن بدلاً من أن يكونوا أجنحة الرحمة التى تحلق بهم إلى عالم السعادة فى أيامهم الأخيرة..!! زكريا مات وحيداً ولم يجد من يسأل عنه وما أصعبها من لحظات قضاها قبل أن تفارق روحه الحياة.. وما أقساها أيضاً من نهاية.. نهاية أن تموت وحيداً..!
>>>
والسوشيال ميديا فى حالة جنون وبحث وتتبع للفيديو المسرب للبلوجر الشهيرة التى ظهرت فى مشاهد تبكى وتولول وتدعو الناس أن يستروا عليها وأن يسامحوها وأن يتوقفوا عن تداول الفيديو الفاضح..!! واستروا عليها فعلاً وانسوها خالص.. حياتها انتهت وحاولت الانتحار.. وكفى ذلك عقاباً..!
>>>
والفنان علاء عوض يقول عن سبب انفصاله عن زوجته الفنانة «اتعمل لى أعمال سفلية من حماتي».. ويا علاء.. عيب.. أعمال إيه.. وجن إيه.. عيب.. عيب..!
>>>
وعندما تغنى الست نعيش كل المشاعر.. عندما نعيد اكتشاف كلمات أغانى أم كلثوم نعيد استرجاع الذكريات والآهات.. والحب والدموع.. و«اللى بيشكى حاله لحاله، واللى بيبكى على مواله، أهل الحب صحيح مساكين، ياما الحب نده على قلبي.. ماردش قلبى جواب.. ياما الشوق حاول يحايلني.. وأقوله روح يا عذاب».. وروح ياعذاب وتبقى الست خالدة لكل الأجيال.
>>>
وأخيراً:
>> الناس أتباع لمن دانت لهم النعم.
>> وأرح عقلك من تتبع تقصير الآخرين، تسامح لتسمو.
>> والذى يبقى بالقلب ليس الأقوى ولا الأجمل، ولا الأحب ولكن يبقى بالقلب هو الذي لمس فى الروح شيئاً لم يلمسه أحد.
>> وأعمار حسبت علينا، لم ننل منها شيء غير الأسى على ما قد مضي.