يا باغى الخير أقبل
عندما تكشفت الأمور، وظهر ما فى الصدور، وبان ما وراء اللباس الوقور! قال الإمام أبو حنيفة، قولته الشهيرة، التى ذهبت مثلا، وكتبت فى طيات مجلدات السير، بماء الذهب: آن لأبى حنيفة أن يمد رجليه.
أما هذا، فلم تخدعه عطية الباشا! الذى أراد أن يطوى عنقه بالمال، ليدفع ثمن تعاليه، رغم أن الأمر فى حقيقته، على خلاف ذلك، فقد كان الشيخ سعيد الحلبي، عالم الشام فى عصره، متواضعا زاهدا، لا يكلف ولا يتكلف، كان فى درسه، مادا رجليه، بين تلامذته، فالشيخ كبير، والدرس طويل، فدخل عليه إبراهيم باشا، ابن محمد على الكبير، حاكم مصر، فلم يتحرك له، ولم يقبض رجليه! فتألم الباشا، وكتمها فى نفسه، ولما خرج، بعث إليه بصرة فيها ألف ليرة ذهبية، فردها الشيخ، وقال للرسول، الذى جاءه بها: قل للباشا: إن الذى يمد رجليه، لا يمد يده!
حقا: إذا رأيت العلماء على أبواب الملوك، فقل بئس الملوك، وبئس العلماء، وإذا رأيت الملوك على أبواب العلماء، فقل نعم الملوك، ونعم العلماء.