يشهد العالم تطوراً سريعاً فى مجال تقنيات اللغة العربية من منطلق أن تقنيات الذكاء الاصطناعى اصبحت جزء رئيساً فى مختلف الحياة بما فى ذلك التعليم وتعد اللغة العربية من اللغات التى تحتاج إلى بذل جهود خاصة لترميزها ومعالجتها آلياً، وذلك بسبب تعقد تركيبتها النحوية والصرفية، وكثرة تعبيرتها الاصطلاحية وغناها بالمترادفات والمفردات اللغوية التى تفوق أى لغة من اللغات مما يشكل تحدياً كبيراً لميكنة اللغة العربية وتيسيرها لمتعلمى العربية بصفة عامة ولمتعليمها الناطقين بغيرها بصفة خاصة، ومع ذلك توفر تقنيات الذكاء الاصطناعى إمكانات هل يمكن الاستفادة منها وتطويعها لتحسين طرائق تعليم وتعلم اللغة العربية وتطوير مهارتها اللغوية بالاستماع والتحدث والقراءة لدى الطلاب فى حين يتخوف بعض العلماء ومنها لحدوث بعض المشكلات المتكررة منها العديد من الأخطاء فى آيات القرآن الكريم.
< إذا كان الذكاء الاصطناعى يتسم بالإيجابية فى كثير من الاحوال ويساعد على تعزيز فهم الطلاب وتطوير مهارتهم الاكاديمية عن طريق استخدامه فى تحليل البيانات وتعزيز الفصول الافتراضية وتحليل التواصل الفعال، إلا أنه وصم بالسلبية الخطيرة من أهمها انجاز الرسائل العلمية منها الماجستير والدكتوراه حيث كان الباحث يقرأ ويكتب فى عامين أو ثلاثة أو أربعة أعوام أصبح بإمكانه انجاز بحثه فى غضون شهر أو شهرين لانه ينقل دون أى عناء فى التحصيل وهذا الأمر يحتاج وقتاً كبيراً لذلك فكرت كلية دارالعلوم جامعة القاهرة برئاسة عميدها الدكتور أحمد محمد بلبولة، وبرعاية الدكتور محمد سامى عبدالصادق رئيس الجامعة ونائبة للدراسات العليا الدكتور محمود السعيد تنظيم مؤتمر بعنوان «اللغة العربية فى عصر الذكاء الاصطناعى آفاق جديدة ورؤى مبتكرة» بغرض التفكير فى المقاومة وايجاد حلول اكيدة تعمل على الحد من النقل فى الرسائل العلمية والابحاث المتعلقة بالترقيات والمؤتمرات العلمية قد يكون هذا البديل عبارة عن امتحانات شفهية أو سنوات دراسية من أجل ابراز الباحث والوقوف على تميزه والبعد عن النقل دون فهم وتعمق.
< لا شك أن الذكاء الاصطناعى ليس كله شرا وإنما قد يكون له جوانب كثيرة ايجابية منها تحليل النصوص التراثية وغيرها وإن كانت هذه التقنيات قد تؤدى إلى تراجع البشر فى إتقان اللغة العربية نظراً للاعتماد الكلى على هذه التقنية والبعد عن القراءة.. وفى كل لابد أن نكون يقظين عند استخدام هذه التقنيات من أجل الحفاظ على أصالتها وهويتها من خلال الاخذ بمبدأ سد الذرائع للاستفادة من خيرات الذكاء الاصطناعى واتقاء شره لأنه لغة الحاضر والمستقبل لا مناص.
< خلص مؤتمر دار العلوم بتوصيات وحلول مبتكرة تسهم فى تطوير اللغة العربية عبر الذكاء الاصطناعى ومنها الزكاء فى خدمة ذوى الهمم من خلال تطوير تطبيقات متخصصة لتحويل الاشارة إلى نصوص مكتوبة، وبناء مدونة دار العلوم التعليمية للأغراض الاكاديمية، وتطوير تطبيقات لتحليل البصمة الصوتية والاخطاء التعبيرية مع تبنى سياسة التخطيط اللغوى على مستوى الدولة وصناعة منظومة إلكترونية للمصطلحات العربية فى الطب والهندسة والقانون والاقتصاد ورقمنه تحقيق المخطوطات والوثائق التراثية وتطوير منصات تعليمية مبتكرة لتعليم اللغة العربية باستخدام تقنيات الزكاء الاصطناعى.