فى الوقت الذى تحتدم فيه الحروب التجارية بفرض قيود تعريفات جمركية مبالغ فيها على الحلفاء والمنافسين الشرسين وما بين التأجيل والتراجع والتخفيض تشهد العاصمة الفرنسية باريس القمة الدولية فى نسختها الثالثة لتقنية الذكاء الاصطناعى حضرها 61 دولة منهم الصين وفرنسا والمانيا والهند وامريكا وشركات جوجل ومايكروسوفت واوبن ايه اى وانتهت ببيان ختامى – اعلان باريس – اكد البيان على ضرورة ان يكون الذكاء الاصطناعى مفتوحاً وشاملاً واخلاقياً وامنا وجديراً بالثقة.
رغم الترحيب من جانب العديد من الدول بالمبادرة الفرنسية الا انها اظهرت انقسامات ظهر ذلك بامتناع امريكا وبريطانيا عن التوقيع على البيان الذى دعا لزيادة تنسيق حوكمة الذكاء الاصطناعى.. وحوار عالمى والسعى لتصبح التكنولوجيا اكثر سهولة للوصول اليها وجعلها مستدامة لسكان الكوكب كأولوية فى مجال البيئة والطاقة من خلال مرصد بقيادة وكالة الطاقة الدولية مع وضع قواعد واطار ثقة لدعم تطور الذكاء الاصطناعى الا انه خلال جلسات القمة عبر طاولات النقاش ظهر ت الانقسامات برفض الممارسات التنظيمية الاوروبية المفرطة فى قطاع الذكاء الاصطناعى خشية عرقلة هذه التقنية كما ظهرت رغبة فى الهيمنة فى هذا المجال وضرورة ابعاده عن التحيز الايديولوجى وعدم استخدامه للرقابة الاستبدادية ومراقبة الناس يتنافس لدرجة العراك فى مجال الذكاء الاصطناعى من اجل التفوق كل من امريكا التى رصدت 500 مليار دولار لتطوير هذا المجال والاتحاد الاوروبى الذى رصد 200 مليار يورو والصين التى دشنت منصة Deep seek بتكلفة 50 مليون دولار فقط الذى يوفر اداء مماثلاً لـ Chat G p T ولكن بتكلفة اقل كثيرا مما تسبب فى انخفاض اسهم التكنولوجيا بحوالى تريليون دولار بجانب المخاوف الامنية التى لا تختلف عن تلك التى ادت الى حظر (تيك توك) واظهر الاصدار الصينى قدرة على منافسة اللاعبين الغربيين.
المهم فى هذة القمة كان التأكيد على اهمية الاستثمار فى تعليم الذكاء الاصطناعى والبنية التحتية والرعاية الصحية وتطوير وتحسين الإنتاجية.
ما يهم الدول النامية ما تأثير هذه التقنية سلباً وايجاباً عليها.
تأتى الاجابة فى تقرير اعده صندوق النقد الدولى ليؤكد ان الذكاء الاصطناعى قد يؤثر على 40٪ من الوظائف على مستوى العالم واغلب السيناريوهات المحتملة تؤكد ان الذكاء الاصطناعى قد يؤدى لتفاقم عدم المساواة فى سوق العمل وبين الدول وبالتالى على صناع السياسات التصدى لهذا الاتجاة المثير للقلق للحيلولة دون ان تؤدى الى تأجيج التوترات الاجتماعية وانخفاض الطلب على العمالة بتدنى الاجور او الغاء العديد من الوظائف ومن المتوقع ان تؤثر على 26٪ من الوظائف فى دول الدخل المنخفض، أما تقرير مجموعة جولدمان ساكس المالية توقع ان يحل الذكاء الاصطناعى محل ما يقدر بحوالى 300 مليون وظيفة.