فى زمنٍ ليس ببعيد، كنا نحلم، نحلم بعالم يتحدث، يفهم، يشعر يضحك ويحزن وها هو الحلم يطرق أبوابنا فى كل لحظة اشياء حديثة سرعان ما تتغير وتأتى بأخرى أحدث، لا مجرّد خيالٍ علمي، بل كحقيقة نعيشها.
فى هذا العام، لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات نُمسكها أو رفاهية، بل أصبحت عالمًا يحتضننا، يقرأ عقولنا ويشعر بنا، يسبق احتياجاتنا، بل ويشاركنا تفاصيل الحياة اليومية.
الذكاء الاصطناعي.. عقل يتنفس كانوا يقولون «الآلة لا تفهم»، لكن الذكاء الاصطناعى اليوم يفهم ويشعر ويلحن الأغانى ويرسم اللوحات ويجاوبك بصوت يشبه صديق طفولتك واحبابك، تتحدث إليه، فيفهم سرك قبل أن تبوح به تسأله، فيصوغ لك إجابة كأنها خُطّت من ملهم هو ليس مجرد تقنية.. هو رفيقك الرقمى
لم نعد ننتظر موعد الطبيب الآن، سوار خفيف حول معصمك يخبرك إن كنت متوترًا، أو أن نبض قلبك يهمس بأمرٍ غير معتاد أو غير طبيعى قطرة دم، وتطبيق ذكى يقرأ نتائج تحليلك فى ثوانٍ لا وقت للهدر، فالصحة الآن تُراقبك بلُطف وتُطمئنك كل لحظة الواقع الافتراضي.. أجنحة تحلّق بك فى الفضاء.
لم يعد السفر حكرًا على الجوازات بل تضع نظارة بسيطة.. وفجأة، أنت فى قلب باريس، أو بين نجوم مجرّة بعيدة وتحضر اجتماعات، تزور معارض، تتعلم مهنة جديدة.. وكل ذلك دون أن تغادر غرفتك
سيارتك لم تعد وسيلة مواصلات فقط، بل رفيقة رحلتك وتعرف متى تتوقف، متى تتجاوز، ومتى تحتاج فنجان قهوة وترشدك، تحميك، بل وتُحادثك إن شعرت بوحدتك.
وأنتِ.. فى أى عالم تعيشين؟ ليس مجرد رقم.. إنه نافذة تُطل منها على عالم مختلف، عالم لا يكتفى بإبهارك، بل يدعوكِ للمشاركة، للإبداع، ولصناعة قصة جديدة كل يوم فهل أنتِ مستعدة أن تكونى جزءًا من هذا الحلم الجميل؟
التكنولوجيا.. ليست فقط ما نملك، بل ما نصبح إن أعظم ما فى هذا العصر ليس الأجهزة الذكية، بل الإنسان الذى تعلّم أن يجعل منها امتدادًا لذكائه، قلبه، وحتى أحلامه.
التكنولوجيا لا تسلبنا إنسانيتنا، بل تعكسها – حين نستخدمها لنساعد مريضًا، نعلّم طفلاً، أو نُقرّب مسافة بين قلوبٍ باعدتها الجغرافيا.
هى مرآة، نرى فيها طموحنا ونسختنا القادمة، فى عالمٍ لم يعد فيه المستحيل خياراً، فلا تجلس على الهامش، بل كن من أولئك الذين يرسمون الغد بأفكارهم.
ارفع رأسك.. فالمستقبل لا يُنتظر، بل يُصنع.