تسلل كاللص إلي حياتنا في السنوات الـ ٠١ الأخيرة بدأ في الدخول شيئا فشيئا ومن قطاع الي الآخر حتي احتل «الذكاء الاصطناعي» كل شيء في مختلف مجالات العمل وحاول سرقة بعض الوظائف ورغم فشله حتي الآن هناك من يتوقعون نجاحه فعلا في سرقتها خلال الفترة المقبلة.
حاولت بعض الجهات والمؤسسات والدول وضع بعض التوصيات في مؤتمرات عديدة حول ما اطلق عليه «أخلاقيات الذكاء الاصطناعي» ومحاولة تعديل المسار ليصبح التعامل مع تقنيات «الذكاء الاصطناعي» علي أنها وسيلة وليست غاية في حد ذاتها وأنها لا يمكن أن تحل محل العقل البشري بالإضافة إلي ضرورة وضع التشريعات والقوانين الدولية لتنظيم وترشيد استخدامات «الذكاء الاصطناعي» في مختلف مجالات العلوم لرفاهية البشرية وتطورها وليس لفنائها .
الي جانب دعم وتشجيع برامج البحث العلمي في مجال «الذكاء الاصطناعي» والتقنيات الحديثة في المجال المعرفي والثقافي وأيضاً العمل علي دعم وزيادة المحتوي الرقمي باللغة العربية علي شبكة الإنترنت بما يكفل تواجداً فاعلاً ومؤثراً للثقافة العربية وإنشاء وحدة تطوير ونشر ثقافة وتقنيات «الذكاء الاصطناعي» و»التحول الرقمي» تحت مظلة رابطة الجامعات الإسلامية.
كما تضمنت التوصيات أيضاً في بعض المؤتمرات الي ضرورة نشر إيجابيات «الذكاء الاصطناعي» في بغية خلق بيئة آمنة لتحقيق الأهداف المجتمعية والدعوة إلي أهمية احترام الخصوصية للأفراد والجماعات ومكافحة كل أشكال التوظيف غير الرشيد لتقنيات الذكاء الاصطناعي ودعوة الدول والمؤسسات المجتمعية كي تكون شريكا فاعلاً في إنتاج تقنيات «الذكاء الاصطناعي» وتوطينها في مجتمعاتنا وتشكيل فريق دولي يضم خبراء في مجال الأخلاقيات و»الذكاء الاصطناعي» لمتابعة التطورات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والحكومات.
وإقامة شبكة اتصال دولية تربط بين الأكاديميين والصناعيين والحكومات لتبادل الخبرات والمعلومات حول قضايا الأخلاقيات في «الذكاء الاصطناعي» وتقديم منح دراسية وفرص تدريب للباحثين والطلاب الذين يدرسون في مجال الأخلاقيات والذكاء الاصطناعي بالتعاون مع المراكز البحثية الدولية المتخصصة في هذا المجال وتشجيع المطورين وشركات التقنية علي تعزيز الشفافية في تصميم واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
فضلاً عن وضع آليات مساءلة قوية للتأكد من أن تلك التقنيات تستخدم بشكل أخلاقي ولصالح البشرية علاوةً علي ضرورة دراسة موقف الهيئات والمؤسسات والجامعات وغيرها من حيث مدي اعتماد كل منها علي تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.
والمجلس الأعلي للإعلام ايضا في اجتماعه مؤخرًا قرر تشكيل لجنة لوضع معايير وضوابط تنظيم «استخدامات الذكاء الاصطناعي» واطلاق حملة وتنظيم جلسات نقاشية حول مخاطر الذكاء الاصطناعي والسوشيال ميديا.
كما قرر المجلس إطلاق حملة وتنظيم ندوات وجلسات نقاشية حول مخاطر الذكاء الاصطناعي والسوشيال ميديا والعقوبات التي تطبق في حال إساءة استخدامها كمحاولة للحد من تغلغل تلك التقنية المتطورة في حياتنا.
كل هذه المؤتمرات والجلسات والقرارات علي مستوي الهيئات والدول تهدف إلي محاولة الحد من تجاوزت هذا «اللص الخفي» الذي تسلل فجأة واصبح جزءًا من حياتنا اليومية ولكنه لم يتوقف بل يريد السيطرة تماما علي كل مجريات الأمور بل وتجاوز واصبح يستخدم في ارتكاب الجرائم تحت مسمي استخدام التكنولوجيا الحديثة.