لفت انتباهى عقد العديد من جلسات الصلح فى قضايا الثأر بمحافظة سوهاج والنجاح الملموس فى هذا الشأن خلال الفترة الماضية تنفيذاً لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية لإستكمال مسيرة السلام المجتمعى بين المصريين والسعى لإنهاء تلك الأفة التى عانى منها الكثير من الأسر المصرية لاسيما فى الصعيد لهذا لابد من الإشادة باللواء محمود توفيق من أجل التصدى لتلك النوعية من الجرائم التى تؤرق القرى وأيضاً إعلاء حقوق الإنسان بمختلف ربوع الوطن.. حيث حرصت مديرية أمن سوهاج بقيادة اللواء صبرى صالح عزب مدير الأمن الذى تولى المسئولية منذ يوليوالماضى وبذل مجهودا كبيراً مع القيادات الأمنية بالمحافظة لإنهاء الخصومات الثأرية.
بصفتى أحد أبناء سوهاج وكنت مقيماً بها حتى أنهيت الدراسة الجامعية ثم اتجهت للقاهرة للإلتحاق بالعمل الصحفى بجريدة الجمهورية فى تسعينيات القرن الماضي.. فإن موضوع الثأر فى غاية التعقيد وإقناع الاسر بالصلح يحتاج إلى جهود مضنية وذكاء أمنى فى التعامل وغاية فى الدقة وقد يعتقد البعض أن عقد جلسة صلح للثأر هو مجرد خبر يتم تداوله ولكن يتم بذل جهود حثيثة من رجال الأمن وأحمد الله أن قريتنا التى تشتهر بانها قرية العلماء خلال فترة إقامتى بها حتى مغادرتها لم يكن بها جرائم القتل إلا نادراً لأن الناس كانت متفرغة للتعليم وتقلد المناصب ..بينما كانت جرائم الثأر منتشرة فى القرى المجاورة وحولت حياة المواطنين إلى جحيم وأيضاً تم حصد أرواح بعض الناس الذين ليسوا طرفاً فى النزاع بل قتلوا مصادفة أثناء حدوث تلك الجرائم حيث كان لا يكاد يمر شهر بدون أن تكون جرائم للقتل وذلك خلال حقبة السبعينيات والثمانينات والتسعينيات.
والغريب أن غالباً تلك الجرائم بسبب اسباب تافهة لخلافات الجيرة منها خلاف بين الأطفال فيتطور ويتدخل الكبار وأيضاً الخلافات المتكررة على حدود الأرض وتكون مثلاً على قبضة وهى حجم اليد وأسبقية سقى الأراضي.. بالإضافة إلى النزاع على الميراث نتيجة الجشع.. ألخ.
ولابد من تقديم التحية لرجال الأمن على هذه الجهود التى يبذلونها لحماية الأرواح وتوفير المزيد من الإستقرار الأمنى والأهم الراحة النفسية لتلك العائلات والتخلص من كابوس وشبح الثأر والتفكير فقط فى العمل وتحسين الظروف المعيشية. وندعو الله فى تلك الأيام المباركة أن تكون مصر واحة للأمن والأمن.. فنعمة الإستقراروالأمان وراحة البال لا يوازيها شئ آخر