يعتبر الكيان الصهيونى منذ وجوده فى منطقة الشرق الأوسط كممثل لأرض الغير، أكبر مزعزع للاستقرار فى المنطقة بالقوة النووية الحقيقية بلا منازع فى الفكر والممارسة الصهيونية.. قديماً قدم اليهودية وقد تركزت قواعده الأولى منذ أن كان الوعد الإلهى المزعوم يمنح خصوصية شعب الله المختار للشعب اليهودى بالذات دون سواه من بنى البشر وقد يسهل عليه أن يكذب ويكذب حتى يصدق نفسه كل أكاذيبه وينسى أنه مخترعه الأصلى، والإيمان بأنه شعب الله المختار من شأنه أن يقوده حتماً إلى استخدام أساليب العنف مع الآخر الأضعف، وهذا ما تفعله إسرائيل مع جيرانها منذ أن وطأة أقدامها أرض فلسطين، وإذا كانت بريطانيا قد زرعت إسرائيل منذ وعد بلفور، إلا أن أمريكا هى التى تستخدمها الآن وبقوة.
لم يشبع الكيان الصهيونى من الدماء، بعد استشهاد ما يقرب من 50 ألف طفل وامرأة وشيخ فلسطينى، وما يقرب من 100 ألف جريح من الشعب الفلسطينى الأعزل، الذى لا حيلة له ولا سبيل، حيث قام المحتل بهدم المنازل على رءوس أهلها والمستشفيات على المرضى والجرحى، حتى شبكات المياه والكهرباء لم تسلم ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى سكان غزة، وحاول المحتل بكل ما يملك من صلف وجبروت طرد «الأونروا» و«اليونيسيف» ومنظمة الصحة العالمية الدولية التى جاءت لتفادى خطر المجاعة فى قطاع غزة.
رغم أن عمر الكيان الصهيونى قصير بحسب عمر دول كثيرة نشأت قبله أو بعده كميلاد شرعى عن الدول الأم وليست احتلالاً كإسرائيل، إلا أنها دولة ذات اقتصاد زراعى وصناعى وعسكرى متقدم، كل ذلك لم يؤهلها لما تقوم به كدولة احتلال وقتل وتخريب وتحد صارخ للمنظمة الدولية «الأمم المتحدة»، بل وللمجتمع الدولى بأسره.. المسئول الأول عما تفعله إسرائيل، هى الولايات المتحدة الأمريكية التى تمدها بالسلاح بكل أنواعه الحديثة والفتاكة تلبية لرغبة اللوبى الصهيوني- الأمريكى الذى يتحكم فى الاقتصاد الأمريكى من ناحية، والذى يتحمل تكاليف الحروب الدائرة فى المنطقة من أولها إلى آخرها من ناحية.. ومن ناحية أخرى تعتبر أمريكا، إسرائيل اليد القوية أو العصى الغليظة التى ترهب بها منطقة الشرق الأوسط من أجل الحفاظ على مصالحها الاقتصادية ورعاية لاستثماراتها فى المنطقة.
إن الكيان الصهيونى يملك برنامجاً مماثلاً لطهران.. أظن كل الظن أن إسرائيل ما كان ينبغى لها أن توجه ضربات ضد إيران منفردة، ولكن أمريكا كانت صاحبة القرار الأول والأخير لضرب إيران بتعهد من ترامب بمساعدة الكيان عسكرياً ودعماً لتعطيل كل القرارات التى تصدر عن المنظمة الدولية «الأمم المتحدة»، ناهيك عن لفت الأنظار عن غزة الجريحة فترة ما.