الدولة المصرية ومؤسساتها وشعبها فى حالة فريدة من الوعي، والاصطفاف، وهناك يقظة وانتباه غير مسبوقين إدراكاً أن مصر مستهدفة خاصة مع مواقفها الشريفة والصلبة تجاه المخططات والأوهام التى تهدد أمنها القومى وتسعى لاغتصاب حقوق الآخرين المشروعة، ورفضها القاطع المساس بسيادتها، وقرارها الوطنى المستقل لذلك فإن قوى الشر تعمل بكل الوسائل غير المشروعة وغير الأخلاقية لإضعاف هذه المواقف الصلبة وكسر حالة الاصطفاف، وضرب التماسك الوطني، وتزييف الوعي، وبث الفتن، والتحريض، لأن أعداء مصر يدركون أنهم غير قادرين على المواجهة أو الصدام المباشر مع مصر.
إذا كانت مصر تقف بالمرصاد وبشموخ تجاه حملات البلطجة والغطرسة ومحاولات رسم وصياغة وتقسيم دول المنطقة لصالح «المخطط الصهيو ــ أمريكي»، ولصالح التحالف، بين واشنطن وبعض دول الإقليم تكون فيه إسرائيل رأس الحربة بدعم مطلق من واشنطن وبعض دول المنطقة، يحقق أهدافاً اقتصادية وسيطرة على ثروات المنطقة والممرات البحرية الإستراتيجية وحسم حرب وصراع النظام العالمى القديم والقائم بمزيد من الهيمنة، على حساب سيادة بعض الدول وأمنها القومي، والتصدى لصعود النظام العالمى الجديد متعدد الأقطاب.
مصر ترفض بشكل قاطع وحاسم ولا رجعة فيه مخطط التهجير، وتصفية القضية الفلسطينية وما طلبه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من مصر والأردن باستقبال الفلسطينيين من غزة والضفة، لإخلاء القطاع والضفة لمصلحة الكيان الصهيونى وأيضاً وضع أساس مشروع التحالف الصهيو ــ أمريكى الإقليمى على حساب الأراضى المصرية وأمننا القومى وهو ما تصدت له مصر وبقوة، وبعثت بكثير من رسائل الحسم وأن محاولات تنفيذ ذلك يعنى حرباً شاملة فى المنطقة، وأن محاولات التهجير «خط أحمر» بالنسبة لمصر، وما يعطل ويجهض هذا المشروع هى مصر.. وتتمسك القاهرة بثوابت راسخة أبرزها وقف إطلاق النار والحرب، وتبادل الأسرى والمحتجزين وإدخال المساعدات الإنسانية بالكميات والحجم السكانى والمناسب للكارثة والمأساة الإنسانية فى قطاع غزة مع الإصرار على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو وعاصمتها القدس الشرقية، ونجحت فى حشد الأغلبية الكاسحة من المجتمع الدولى لمواقفها وتوحيد الرؤى والمواقف، حول رفض تهجير الفلسطينيين، وأيضاً حتمية إقامة الدولة الفلسطينية وهناك دول اعترفت بالفعل بالدولة الفلسطينية مثل إسبانيا وإيرلندا والنرويج وهناك إشارات حول أن فرنسا ستعترف بها فى يونيو القادم، وأيضاً ما أعلنه وزير الخارجية البريطانى خلال الساعات الماضية.
مصر أيضاً ترفض بشموخ وتتصدى لمحاولات البلطجة والعربدة فى المنطقة، ولا تقبل سياسات الإملاءات، أو محاولات التدخل فى القرار الوطني، فمصر حرة فيما تقيمه من علاقات مع كافة دول العالم، خاصة الكبرى منها لأنها تبحث عن مصالحها وتحقيق أهدافها وتطلعات شعبها ولا تعترف بسياسات الاحلاف أو المعسكرات ولا تنحاز لتحالف على حساب آخر، لكنها تتجه اينما تجد مصالحها دون أن ينازعها أحد فى قرارها ورفضت وتصدت بحسم لمثل هذه المحاولات، لذلك أصيب تحالف الشر بالجنون، ونشطت الألاعيب، والمضايقات والمؤامرات على مصر، فى ارتفاع وتيرة الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك، والحصار والخنق الاقتصادي، وافتعال وصناعة الأزمات لتكبيدها خسائر اقتصادية مثل توتير وعسكرة البحر الأحمر، وتؤكد أن حماية وحفظ الأمن فى البحر الأحمر هو شأن الدول المطلعة عليه وحدها، وأن وقف الحرب على قطاع غزة هو السبيل الوحيد للتهدئة واستعادة الاستقرار فى المنطقة، وليس التصعيد، والهجمات على مناطق أخري، ومصر لا تحتاج مساعدة أو وصاية من أحد لحماية مقدراتها وثرواتها وأمنها القومى فهى كفيلة بتحقيق أعلى درجات الأمن ثم إن مصر لا تتلقى أوامر من أحد مهما كان، ولا تقبل الابتزاز أو الإملاءات وهى وحدها من تقرر، وتتحكم فى مواردها وممراتها البحرية، وهى دولة كبيرة وعظيمة وقوة إقليمية عظمي، لا تفرط فى ثوابتها ولا تخضع ولا تركع إلا لربها، لذلك فأحاديث المرور المجانى عبر قناة السويس، لأية دولة أو قوة مهما كانت هى مجرد أوهام وأضغاث أحلام، وحلقة جديدة من توتير العالم، وإشعاله، فعلى مدار الـ 100 يوم وهى «أسود من قرن الخروب»، بات العالم فى حالة من الغليان والصراع وعلى شفا مواجهات محتملة فمن كندا إلى المكسيك إلى بنما إلى جزيرة جرين لاند بالدنمارك إلى الحرب الاقتصادية والتجارية بفرض رسوم جمركية على سلع وبضائع دول العالم خاصة الصين .
ما أريد أن أقوله إن مواقف مصر الشريفة والصلبة والأخلاقية والمشروعة دفاعاً عن أمنها القومى ومقدراتها وسيادتها وأراضيها وإفشالها للمخطط، وحمايتها للحقوق المشروعة للفلسطينيين والتمسك بسيادتها واستقلال قرارها الوطني، بطبيعة الحال ستكون هناك ردة فعل من محور الشر والمصالح، انتقاماً من الموقف المصرى ومحاولات بائسة لكسره، والدولة المصرية تدرك ذلك وفى أعلى درجات الجاهزية واليقظة والحذر والانتباه ولديها مؤسسات عظيمة أمنية، ومعلوماتية، واستخباراتية هى الأقوى فى العالم، وجاهزة لكل السيناريوهات رغم أن استهداف مصر موجود وحاضر سواء اقتصادياً أو بحملات الأكاذيب والشائعات لكن ما أقصده وأعنيه هو محاولات استهداف الجبهة الداخلية، وسعى قوى الشر إلى كسر وضرب الاصطفاف الوطنى خاصة محاولات بث الفتن والتحريض، وهنا الكرة فى ملعب الشعب المصرى العظيم، الذى يجب أن يحتفظ بأعلى درجات الفهم والوعى والإدراك لما يحاك وسيحاك لمصر من مثل هذه الحملات، فالدولة المصرية ومؤسساتها ترصد وتتابع وتراقب خفافيش الظلام بكفاءة ويقظة وانتباه وتحافظ على أعلى درجات الأمن والاستقرار، لكن قوى الشر ستحاول التركيز على العقل الجمعى المصرى وضرب ثوابت المجتمع وإحداث الوقيعة والفتن، لذلك فعلى المصريين الانتباه والحذر من وسائل التواصل الاجتماعى والخلايا الإلكترونية وكتائب المستعربين الصهاينة التى تحاول إشعال وتأجيج الفتن، وعلى مؤسسات بناء الوعى أن تعمل بروح الفريق الواحد وتتواصل مع المواطنين، وتقوم بقراءة عقل وتفكير قوى الشر، وتحذر وتدق الناقوس من مخططات وخطة ومؤامرة قوى الشر للتأثير على الجبهة الداخلية وضرب الوحدة بالفتن، لأن قوى الشر تحاول الانتقام بسبب مواقفنا الشريفة ولأن مصر قوية وقادرة بفضل رؤية قائد عظيم فى بناء منظومة الردع، وبناء دولة حديثة ومؤسسات عصرية يصعب الصدام معها لذلك تركيز قوى الشر على توجيه ضربات للعقل المصرى لكن هذا الشعب المصرى أذكى من هذه المحاولات لكن الوعى والحذر واليقظة مطلوب ثم مطلوب ثم مطلوب.