نفقه ماهية الدولة الوطنية، وأهمية توافر مقوماتها
دعونا نلقى نظرةً حول ما يدور ببعض دول الجوار من صراعاتٍ، وأزماتٍ، وإخفاقاتٍ؛ لنبحث عن سبب ٍرئيسٍ يجعل مسألة التوافق، والتكاتف، والتوجه نحو وحدة الدولة، وبنائها، قد أضحى أمرًا بعيد المنال؛ ومن ثم فإننا نفقه ماهية الدولة الوطنية، وأهمية توافر مقوماتها؛ لنعى جيدًا ماذا تعنى لنا مصر العظمية القدر؟، والمقدار، والمكون، والمكنون، والمكانة.
والبداية من ماهية الدولة الوطنية، تلك الدولة التى تعنى ببساطة الكيان الجامع للشعب على أرضٍ موحدةٍ تحكمه قيمٌ نبيلةٌ مستمدة من ثقافةٍ راسخةٍ ممتدةٍ من حضارة عريقة، هذا الكيانُ يتبنى سياسة معلنة، تقوم فلسفتُها على السيادة التامة التى تضمن تحقيق العدل، والمساواة، وتأصيل الهويّة، ودحر كل ما من شأنه يؤدى إلى التشرذمِ، والانقسامِ، وهدم البنيانِ.
وهنا نصل سويًا إلى أن فقدان ماهيّة الدولة الوطنية قد يرجع إلى غرس مفاهيمَ من شأنها أنها تُضعف تماسك المجتمع الواحد؛ لتعمل كل فئة فى ضوء تحقيق أهدافها الخاصة دون الاهتمام بالغايات الكبرى للوطن، وهذا ما يعززه مفهوم الطائفيّة، والقبليّة، والذى يخلق خلافاتٍ، وصراعات، ونزاعاتٍ، لا تنتهي، بل يصل الأمر؛ لعقد مساوماتٍ على الوطن ذاته إذا ما استلزم الأمر ذلك، واقتضت المصلحة التى تعود بثمارها لطائفةٍ، أو فئةٍ، أو حزبٍ، أو جهةٍ ما، بغض النظر عن المسميات، والصفات.
وهنا نذعن تمامًا بأنَّ بقاء الدولة الوطنية قد بات خيارًا استراتيجيًا من خلاله تقوى الجبهة الداخلية للمجتمعات، ويتماسك الشعب مع مؤسساته الوطنية، وتتعاظم القوة العسكرية؛ لتصبح قادرةً على الردع، والدفاع عن تراب أوطانها، ولا تسمح باستباحة مقدساته، والنَّيلِ من مقدراته، حينئذٍ يشعر المواطنُ بأنَّه آمنٌ فى سربه، مهما ضاقت به سُبُلُ العيشِ؛ فهو قادرٌ على أن يتجاوز التحديات، ويصل إلى مراده؛ ومن ثم يتناغم طموحه مع مسعاه؛ ليواصل البناء، والإعمار، وينهض بوطنه الذى يسكن فى قلبه.
نحن المصريين نفخر بأننا مع الدولة الوطنية، التى تمتلك جيشًا عظيمًا، يحافظ على مقدراتها البشرية، والمادية، ولا يقبل إلا النصرَ، أو الشهادةَ، ونحن مع كل ما يعضد لُحْمَة الشعب، ونسيجه، ويقويّ جبهته الداخلية؛ ليكون أسدًا جسورًا يزْأَرُ ضد كل من يحاول بث الفتن، وتفكيك تماسك شعبنا العظيمن خلال استخدام الشائعات المغرضة الممولة عبر منابرَ، لا تحمل الخير لنا،ولبلادنا عظيمةُ المَنَالِ عن كل مغرضٍ، وحاقدٍ، ومعتدٍ.. ودى ومحبتى لوطنى وللجميع.