ولا جدال ولا نقاش يعلو فوق صوت الوطن ومصلحة الوطن وأمن وأمان الوطن.
والدولة القوية.. الدولة التى حققت الأمن والاستقرار فى ظل تحديات بالغة الصعوبة.. الدولة التى أعادت إلينا الثقة فى أن لدينا المقدرة والقدرة على عبور كل الأزمات وتجاوز كل المعوقات والأخطار.. الدولة التى تمكنت من فرض كلمتها لوقف محاولات اختراق حدودها وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء.. الدولة التى أثبتت ان القرار الوطنى سيظل مصريا خالصا غير منساق أو مخدوعا بشعارات وخطابات حماسية عنترية.. هذه الدولة تقوم الآن بمراجعات ومراجعات من أجل اتاحة الفرصة كاملة للجميع فى المشاركة فى خدمة الوطن فى إطار القانون والثوابت المجتمعية.
وعندما بدأت الدولة خطوات تهدف إلى التشجيع وتهيئة الأجواء أمام الجميع وإزالة المخاوف وفقاً لضوابط حقوقية وقانونية أتاحت رفع صفة الإرهاب عن بعض الذين كانت لهم مواقف مقلقة وخارجة عن الاصطفاف الوطنى وكانت بمثابة الغطاء لأفكار ارهابية تحريضية فإن هناك من اعتقد وهما انها خطوات فى إطار التصالح مع تجار الشر من جماعة الاخوان التى أساءت إلى الوطن وتآمرت ضده لصالح أجندات بعيدة عن المصلحة الوطنية.
وهو فهم خاطئ لموقف الدولة القوية الحريصة على أن تعالج أزماتها فى إطار الأسرة الواحدة والحريصة على منح الفرصة تلو الفرصة لكل من يعمل فى اطار القانون والشرعية وليس فى ذلك تصالح مع الذين رفضهم الشعب ونبذهم.. وليس فى ذلك قبول بالضغوط والمحاولات المستمرة لعودة الإخوان كفصيل سياسى فى المعادلة السياسية.. وكل ما يحدث هو ان هناك دولة قوية واثقة من قدراتها تحاول طى صفحة أخطأ فيها البعض ونالوا ما يستحقون من عقاب.
>>>
ومن الدولة القوية فى مصر إلى تساؤلات حول تطورات جديدة فى سوريا الشقيقة تنذر بعودة الصراعات الداخلية والدخول فى مرحلة جديدة من التوتر وعدم الاستقرار، فهناك تقارير تتحدث عن هجوم مفاجئ لفصائل مسلحة معارضة تنتمى لهيئة تحرير الشام تقوم بهجمات فى منطقتى أدلب وحلب وفى مواجهات عسكرية من القوات الحكومية أسفرت عن سقوط عشرات القتلى من الجانبين.
وإذا كانت هذه التقارير صحيحة فإنها تشير إلى أن هناك امتدادا لمخطط الشر فى المنطقة قد يشمل سوريا التى تعيش فترة من الهدوء النسبى بعد أربعة عشر عاما من الحرب الأهلية.. وسوريا قد تكون البديل القادم بعد لبنان الذى توقف به الحرب بعد تدخلات فرنسية حاسمة.. وموافقة أمريكية على إنقاذ لبنان.. وسوريا ليست لبنان.. ولبنان ليس سوريا.
>>>
ونتحدث فى حواراتنا الداخلية.. وقضية تتعلق بالوسط الفنى والممثلة فى إلقاء القبض على المخرج عمر زهران والتحقيق معه بعد بلاغ بالسرقة قدمته زوجة المخرج خالد يوسف تحدثت فيه عن سرقة ذهب وألماس ومجوهرات بملايين الجنيهات من منزلها.
والوسط الفنى اشتعل فى ثورة دعم ومساندة للمخرج عمر زهران ولا يوجد أحد لم يؤكد على مكانته الرفيعة كفنان وإنسان.. ولا يوجد فنان تحدث عنه بسوء.. وكلهم طالبوا بإظهار الحقيقة.. وكلهم فى انتظار نتائج التحقيقات.. والحقيقة هى الدعم الحقيقى الذى ينتظره المخرج.. والحقيقة هى الإنقاذ.. والبراءة لا تأتى بالتعاطف.. البراءة تأتى بالأدلة والوقائع والإثباتات.. وللحقيقة جوانب كثيرة..!
>>>
ولا يخلو المقال من فقرة مع المرح.. ونعلق فيها على ما قالته الدكتورة روضة حمزة مدرس الاقتصاد المنزلى فى جامعة حلوان التى ظهرت فى لقاء تليفزيونى قالت فيه ان ثلاثة آلاف جنيه تكفى الاحتياجات الأساسية شهريا لأسرة مكونة من أربعة أشخاص وذلك بالتخطيط الجيد والابتعاد عن الاستهلاك المفرط..! ونقول إيه.. دمك خفيف يا دكتورة..!!
>>>
وتعالوا نقرأ الكلام العلمى الجد.. الكلام اللى «جه على الوجيعة» الكلام الصادر عن جامعتى اكسفورد واكستر البريطانيتين والذى يربط ما بين الفقر والمشاكل المالية وآلام الظهر المزمنة.. فالجامعتان وفى بحث ودراسة على 5 آلاف شخص من الذين تجاوزوا سن الـ 65 عاما وجدوا ان الذين يعانون من صعوبات مالية هم أكثر الذين يعانون من آلام الظهر وذلك لأنهم كانوا أقل اعتمادا على العلاج الطبى وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وهى وسائل تخفيف آلام الظهر..!! ومن غير دراسة.. ومن غير جامعات كانوا يسألون واحنا عندنا التفسير والواقع.. وكمان سوف نطبق الدراسة من فوق الـ 50 عاما وليس الـ 65 عاما.. قلة الفلوس تجيب كل الأمراض.. ورائحة البنكنوت فيها كل العلاج..!
ونعم.. نعم وراء كل رجل عظيم امرأة تحقق له السعادة والاستقرار.. ووراء فخر العرب نجمنا محمد صلاح الأيقونة الذى لم نوفه حقه حتى الآن ولم نتعامل معه كبطل قومي.. وراء محمد صلاح امرأة من مصر.. خرجت من ريف مصر مسلحة بالتقاليد والعادات والالتزام والأصالة.. شريكته فى رحلة الإرادة والتحدي، أم مكة.. السيدة ماجى التى ذهبت معه لبلاد الفرنجة.. فلم تبهرها الأضواء ولم تتغير.. ظلت سيدة من مصر تقف وراء زوجها تحاول وتحاول أن تكون له سندا وظهيرا وعائلة.. وحاولوا فى سنواتها الأولى معا فى العاصمة البريطانية النيل منها ومن مظهرها.. وواجهت ذلك بروح التحدى واستطاعت فى وقت طويل أن تحافظ على طبيعتها وعلى أصالتها مع تطوير ملحوظ فى الشكل والأداء كان محل الثناء والإعجاب.
وفى المباراة الأخيرة لفريق ليفربول مع ريال مدريد وبعد أن أضاع صلاح ضربة جزاء فإن أم مكة كانت «تريند» فى العالم كله بردة فعلها الطبيعية التلقائية فى المدرجات تأثرا بإهدار صلاح لهدف كان مضمونا.
والعالم كله تعاطف مع الانفعالات البريئة لزوجة صلاح واحتفل بها وبمساندتها لزوجها.
وصلاح وماجى حققا فى لندن ما لم تتمكن عشرات السفارات العربية من تحقيقه.. لقد اخترقا العقل الغربى وكانا سببا فى تغيير كثير من المفاهيم عن العرب وعن المسلمين.
>>>
وفى رحلة العمر الممتدة.. وبعد سنوات وسنوات من العمل والغربة.. والتجارب والخبرات فإن البحث مازال جاريا عن شخص ينتبه لصمتك أكثر من كلامك.. هل هو فعلاً موجود..!