حانت لحظة الحقيقة وتأكد الجميع أن فلسطين ليست للبيع، ويبدوأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيودع طموحات كثيرة لضم أراضِ جديدة إلى إسرائيل، وأحلاماً عظيمة لتحقيق أهداف الحرب العدوانية، إذ لن يتسنى له تحقيقها بعد أن أمهله الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أسبوعين أوثلاثة لإنهاء القتال فى غزة، تمهيداً لعقد صفقة مرتقبة مع حماس لاطلاق سراح الرهائن الـ59 المحتجزين لديها فى غزة، وتقدمت مصر بمقترح جديد يتضمن اطلاق سراح ثمانى رهائن مقابل وقف اطلاق النار لمدة تتراوح بين 40 و70 يوماً، وتبادلت القاهرة وتل أبيب مسودات بشأن الاقتراح المصرى بالإفراج عن الرهائن ووقف اطلاق النار، بعد أن شهد الموقف الإسرائيلى تغييراً جذرياً عقب زيارة نتنياهو لواشنطن ومطالبته بإنهاء الحرب من قبل ترامب وفق المقترح المصري، ووافقت إسرائيل على جزء كبير من المقترح المصرى وتتعامل معه بجدية وبات الاتفاق أقرب من أى وقت مضى للتوصل لصفقة جديدة، بعد أن استشعر رئيس الوزراء الإسرائيلى أن الرئيس الأمريكى بدأ يفقد صبره خلف الكواليس، ودعاه إلى الموافقة على صفقة شاملة من شأنها أن تؤدى قريباً إلى اطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب فى غزة، خصوصاً أن قضية الحرب فى غزة كانت على رأس جدول أعمال اجتماع الرئيسين فى البيت الأبيض بضغوط دولية وعربية وأهالى الرهائن المحتجزين، والسؤال الاَن هل يسكت صوت البندقية فى غزة؟
لن يكون إنهاء الحرب فى غزة مجرد صفقة محدودة بل قد تمتد لمناقشة قضية اشمل وهى التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية فضلاً عن أنه سيسهم فى تحريك المفاوضات الجارية حالياً بين أمريكا وإيران بشأن الملف النووى الذى يعتبر جزءاً من هذه الخطة الشاملة، وهو ما يروج له حالياً وفق ما قاله الرئيس الأمريكى فى المؤتمر الصحفى الذى عقده مع نتنياهو قبل أيام فى البيت الأبيض: «نحن نحاول التوصل إلى اطلاق سراح جميع الرهائن، أريد أن أرى نهاية للحرب وآمل أن يحدث ذلك قريباً»، وقد بدأت بوادر التوصل إلى صفقة جديدة بعد توقيع نحو ألف طيار متقاعد وفى الاحتياط بسلاح الجو فى الجيش الإسرائيلى عريضة تطالب بوقف الحرب على غزة واطلاق سراح الأسرى فى القطاع الفلسطيني، وجاء فى العريضة التى نشرتها وسائل إعلام محلية أن «استمرار الحرب لا يخدم أياً من الأهداف المعلنة لها، وسيؤدى إلى مقتل الأسرى وجنود الجيش والمدنيين الأبرياء»، رغم محاولة قائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء تومر بار، منع نشر الرسالة، فيما أصدر نتنياهو قراراً بتنحية رئيسى الموساد والشاباك من الوفد المفاوض وتعيين رون ديرمر، مستشاره بهدف سيطرة رئيس الوزراء على مسار التفاوض.
أقول لكم، إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بدأ فى مراجعة القرارات السياسية والاقتصادية التى اتخذها بمجرد وصوله إلى سدة الحكم بعد أن اكتشف أن غالبيتها أحدث ضغطاً على المواطنين الأمريكيين داخلياً وأضراراً على علاقات بلاده الخارجية.