أكد د. سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر أن الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية ثابت منذ بداية الأزمة ومستمر حتي يعود الحق إلي أصحابه.. موضحًا في حواره للجمهورية أن هذا الدور لا يقبل المزايدة أو التشكيك.. مشيرا إلي أن الأزهر الشريف وإمامه الأكبر يقف بقوة في صفوف أصحاب الحقوق ولا يخافون لومة لائم .. كما تطرق الحوار إلي العديد من قضايا التعليم بالجامعة وتحقيقها قفزات تكنولوجية.
> كيف تصفون الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية؟
>>حاول البعض المزايدة علي دور مصر علي الصعيد الانساني والمنشور في هذا الصدد مجموعة أكاذيب تدحضها تصريحات لجان الإغاثة الدولية الذين أكد أعضاؤها أهمية الدور المصري في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني بأزمته الراهنة بدخول مئات المصابين الفلسطينيين للعلاج في المستشفيات المصرية، فضلاً عن السماح بدخول شحنات المساعدات من الأدوية والمواد الغذائية والمهمات الطبية، ومنذ تولي الرئيس السيسي ظلت القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة لمصر، وبذلت مصر العديد من الجهود لوقف إطلاق النار لتجنب المزيد من العنف وحقن دماء المدنيين الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، فضلاً عن الجهود الإنسانية التي قدمتها مصر من خلال فتح معبر رفح لاستقبال الجرحي والمصابين الفلسطينيين والمساعدات الغذائية والدوائية للشعب الفلسطيني، كما تواصل مصر ضغوطها لأجل إقامة دولة فلسطينية علي حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، فمصر كانت وتظل المساند الأكبر لقضية العرب الاولي بصفتها أكبر دولة عربية، ومصر لم ولن تتخلي عن دورها كقوة إقليمية تقود وتتفاعل وتناصر القضية الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، كما تحملت مصر منذ 1948 اعباء عسكرية كبيرة بسبب حرص مصر حكومة وشعبا علي حماية الشعب الفلسطيني من الهجوم الاسرائيلي خلال العقود الست الماضية، والثابت أن مصر لم تتقاعس عن ممارسة دورها تجاه القضية الفلسطينية، فقد قدمت مصر أكثر من 100 ألف شهيد و200 ألف جريح خلال حروبها مع إسرائيل من أجل فلسطين.
> ما تقييم فضيلتكم لدور الأزهر في الأزمة الفلسطينية الراهنة؟
>> بيانات الأزهر الشريف التي تصدر حاملة موقف إمامه الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر عبارة عن ترجمة صادقة لعقيدة الأزهر تجاه قضايا الأمة الإسلامية، وليس الأمر قاصرا علي فسطين، لأن الأزهر الشريف رمز العالم الإسلامي لذا فإنه لا يخشي في الحق لومة لائم، ولم يقف الأزهر الشريف علي مجرد الإدانة اللفظية بل كان بيت الزكاة والصدقات الذي يقوم الإمام الأكبر بالإشراف عليه أكبر الداعمين للمساعدات الإغاثية التي وصلت إلي قطاع غزة، وكذلك جامعة الأزهر الشريف التي ضرب طلابها أروع الأمثلة في تطبيق ومبادئ دينهم في التكافل والتناصر، حيث تم تجميع مبالغ مالية من أعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة والطلاب وتجهيز عدد من القوافل المشاركة في دعم المؤسسات المصرية للشعب الفلسطيني، وهذا ليس بجديد أو غريب علي الأزهر الداعم الأول لأبناء العالم الإسلامي.
> بعد مرور قرابة خمسة أشهر من العدوان الصهيوني الغاشم ما تعليق فضيلتكم علي تصريحات وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية ماي جولان بأنها تفخر بالدمار الذي أحدثه الجيش الإسرائيلي في غزة؟
>> هذه التصريحات تؤكد أن أصحابها لهم عقول شيطانية اتخذها إبليس جنودًا؛ بعدما انطفأت فيها أنوار الحق والعدل والرحمة، وأوقدت فيها نيران الحقد والكراهية، فاتخذوا التدمير والقتل والدماء طريقا، فإذا كان هذا تفكير وزيرة المساواة الاجتماعية فأقم علي المساواة مأتمًا وعويلًا، لقد مضي قرابة خمسة أشهر علي أهل غزة وهم في طواحين الإبادة الجماعية التي حكمت عليهم بها إسرائيل وصدقت علي هذا الحكم أمريكا، وأصوات دعاة السلام في العالم بُحت دون فائدة، وإنا نجأر إلي الله الذي «أهلك عادًا الأولي وثمود فما أبقي وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغي» أن يهلك عادًا الثانية وأعوانها وأبناءها وحفدتها وأن يصب عليهم سوط عذاب؛ لأنهم طغوا في البلاد، كما أن عجز منظمة الأمم المتحدة عن اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار جعل أحرار العالم ينادون بتغيير هذا النظام العالمي الذي لا يستطيع نصر الضعيف وكبح عدوان الظالم؛ فهو نظام ينبغي تغييره إلي نظام آخر يستطيع أن يرد الظالم ويوقف عدوانه علي الأبرياء، فما ذنب آلاف الأطفال والنساء أن يُقَتَّلوا في عدوان همجي لم يشهد له العالم مثيلًا؟ وسط دعاوي الحرية التي صدعنا العالم الحر بها علي مدار العقود الماضية، والعدل الذي أقيمت له محكمة قاصرة عاجزة عن تطبيقه، فما يحدث في غزة يلغي كل حديث ويجعل طعمه مرًّا كريهًا؛ لأننا نتكلم والرصاص الحي يخترق القلوب، والمتفجرات تفجر الأشلاء والضحايا وتمزقهم تمزيقًا.
> هل تسعي الجامعة لتوطين التكنولوجيا داخل إدارتها التعليمية والعملية؟
>> ميكنة العمل هو مسايرة تطورات العصر، وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة وتحقيق رؤية مصر 2030م لذا فإننا نسعي لمواكبة التطور التكنولوجي، والعمل علي توطين التكنولوجيا وأدواتها في العملية التعليمية بكافة جوانبها، فقد أسهم التقدم التكنولوجي في ظهور أساليب وطرق جديدة للتعليم غير المباشر يجب استثمارها، وتوظيف مستحدثات تكنولوجية لتحقيق التعلم والتدريب، وأدخلنا نشاط «ريادة الأعمال» لتدريب أعضاء هيئة التدريس، وتفعيل الإرشاد الأكاديمي لدي الطالب لمساعدته في رسم الخطط الدراسية والحياتية التي تتلاءم مع قدراته وأهدافه، كما أن الجامعة قطعت شوطا كبيرا في الربط الإلكتروني لجميع مؤسساتها وكلياتها المختلفة بالقاهرة والأقاليم، ومراكزها البحثية من خلال شبكة ربط موحدة تسهل التعامل الإلكتروني، ودعم الكليات بالوسائل التكنولوجية الحديثة، وإفساح المجال للكليات العملية البحثية في مجالات الاختراع والتنافس بما يفيد المجتمع والكليات نفسها،، وإعداد تطبيق «ويب» مميكن لإدارة جميع الإجراءات المتعلقة بالدراسات العليا بالجامعة مما يسهل علي الباحثين وأعضاء هيئة التدريس المشرفين علي الرسائل العلمية من إجراء جميع الطلبات المتعلقة بالدراسات العليا فيما يخص «التشكيل – المَّد – الإلغاء» من خلال أجهزة الكمبيوتر أو اللاب توب أو التابلت أو الموبايل، وإعداد قاعدة بيانات خاصة بقطاع الدراسات العليا تشمل جميع الباحثين والمشرفين والمحكمين وبيانات الرسائل العلمية، بما يسهم في سرعة التواصل بين جميع إدارات الدراسات العليا بالكليات علي مستوي الجمهورية وربطها مباشرة بإدارة الدراسات العليا بالجامعة.
> هل استعدت الجامعة لمجال الذكاء الاصطناعي؟
>> بدأ مركز الحاسب الآلي بالجامعة في عمل دورات تدريبية حول برنامج التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني لأعضاء هيئة التدريس والموظفين بالكليات لاطلاعهم علي الإفادة من مجال الذكاء الاصطناعي وتحقيق الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية؛ وللعلم فإن مركز الحاسب الآلي بجامعة الأزهر مركز معتمد دوليًّا؛ فهو حاصل علي الشهادة الدولية لنظام إدارة المؤسسات التعليمية الأيزو «ISO21001 : 2018» مما جعله متوافقًا مع معايير الجودة العالمية، وهو حاصل أيضًا علي شهادة الاعتماد في أساسيات التحول الرقمي من المجلس الأعلي للجامعات، وهو مركز معتمد من المجلس الأعلي للجامعات، وهو حاصل علي شهادة اعتماد دولي من icdl arabia من منظمة اليونسكو، كما أن جامعة الأزهر هي الجامعة المصرية الوحيدة التي بها ٤ حاضنات أعمال تكنولوجية تسهم في مساعدة رواد الأعمال وأصحاب الأفكار لإيجاد حلول للتحديات التكنولوجية، وتقدم لهم الدعم المالي والفني والقانوني والتدريبات والاستشارات اللازمة لإنشاء شركات ناشئة خاصة بهم تسهم في إيجاد فرص عمل لهم ولشباب الخريجين مما يسهم في دعم الاقتصاد المعرفي والتكنولوجي للدولة المصرية.