للبحث العلمى أهمية كبيرة للحياة المجتمعية من خلال الارتقاء بمستوى الإنسان
فى ضوء الظروف الراهنة والتحديات العصرية والمتغيرات المجتمعية فإنه يجب على كل مؤسسات الدولة مواكبة تلك التحديات والاستجابة لها بما يتوافق مع مصلحة المجتمع، وذلك بتحملها المسئولية تجاه مجتمعها، واعتماد رؤية جديدة لسد حاجاته الفعلية ورسم خطة إستراتيجية بناءة للاستجابة لمتطلبات الواقع بما يحقق التوازن والتكامل والتطوير بين المؤسسة والمجتمع.
والجامعة هى إحدى أهم مؤسسات الدولة وأهم مراكز تحديث المجتمع؛ لما لها من دور فى التكوين الفكرى والثقافى للفرد والمجتمع بأكمله، وبما لها دور مجتمعى رئيسى تجاه مجتمعها من خلال وظائفها الرئيسية المتمثلة في: التعليم، البحث العلمي، خدمة المجتمع.
ولكى تصل الجامعة إلى دور فعال له آثار إيجابية واضحة يتحتم عليها إبراز دورها المجتمعى القائم على أسس ومعايير واضحة، وفى إطار من المسئولية المجتمعية التى تعمل على تحقيق الشفافية وجودة الأداء، ذلك لأن الجامعة جزء لا يتجزأ من المجتمع.
وتربط الجامعة بالمجتمع علاقة وطيدة تتمثل فى إسهام الجامعات فى التنمية الشاملة؛ بما تقدمه لمجتمعاتها من إمكانات وخبرات للتعليم والتدريب المستمر، فعلى الجامعة أن تكون وثيقة الصلة بحياة الناس ومشكلاتهم وآمالهم؛ لكونها جزء داخل المجتمع لتصبح غاياتها ومبرر وجودها تطوير وتنمية المجتمع وما تغرسه من قيم إنسانية واجتماعية؛ للنهوض به لأفضل مستوياته وللجامعة دور مجتمعى من خلال وظائفها الاساسية؛ التعليم والتعلم هدفان أساسيان تسعى الجامعة لتحقيقهما؛ نظرا لأنها المكان الأمثل للتدريس والتعليم الجيد، فعن طريقهما يكتسب المتعلم آليات مواجهة تحديات العصر والإسهام إيجابياً فى تحسين وتطوير نوعية الحياة وتحقيق أهدافه التنموية.
وللبحث العلمى أهمية كبيرة للحياة المجتمعية من خلال الارتقاء بمستوى الإنسان فكرياً وثقافياً ومدنياً، وتقديم رؤية استشرافية للمستقبل.
وتعد المسئولية المجتمعية للجامعات من أهم الواجبات المُلقاة على عاتقها لتحسين المستوى التعليمى والثقافى والاقتصادى لأفراد المجتمع، ومشاركة المؤسسات فى الأعمال الخيرية والحملات التطوعية، إضافة إلى الالتزام بالنواحى الصحية والبيئية ومراعاة حقوق الإنسان وتطوير المجتمع المحلى والالتزام بالمنافسة العادلة والبعد عن الفساد المالى والأخلاقي.
وهنا يتضح جلياً أهمية قيام الجامعات المصرية بدورها المجتمعى حيث تفرض تلك المسئولية اتباع التنوع والتعدد والتطور؛ لمواكبة التحديات والمتغيرات باستمرار، ومسايرة التنوع فى مجالات المجتمع السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والاجتماعية.
حفظ الله مصر
حما شعبها العظيم وقائدها الحكيم