ظاهرة «الدليفرى» منتشرة فى كل العالم خاصة فى الغرب وهى ظاهرة فى باطنها أشياء إيجابية مهمة خاصة لكبار السن أو المرضى لقضاء حاجاتهم واحتياجاتهم.. وفى مصر نقلنا الظاهرة بكل ما فيها لكن انتشر فى الآونة الأخيرة خاصة فى المناطق الراقية هؤلاء يدخلون ويخرجون من العمارات كل لحظة.. ومع تقدم وسائل التقنية وظهور الموبايل الحديث باتت أمامنا خطورة وهى ان هؤلاء يعرفون ما يدور فى المنازل وماذا يأكل السكان وما يشربون.. وبدأنا نسمع عن ظاهرة السرقة خاصة من أمام الشقق فى العمارات ولم يفلح معهم «ريموت الأسانسيرات»، فالدليفرى لو سألته على أى ساكن وهاتفه يبلغك مباشرة الأمر الذى يحتاج من السكان الاحتراز من كثير منهم.. وحدث قبل 48 ساعة ان دخل أحدهم عمارة فى مساكن شيراتون ووجد أصحاب المنزل تاركين امام شقتهم دراجات اطفال وكراتين بعضها معد لتوزيعها بما فيها من ملابس قديمة لجمعيات خيرية وبين الكراتين كتب رتبوها مع بعض المنقولات أمام باب الشقة واستغل أحدهم وجود شنط وكراتين وظن ان بها مغانم فحملها وخرج من العمارة على انه دليفرى يدعى أيمن بهلول والسؤال كيف صعد من الأسانسير بعد نصف الليل خاصة ان أنوار الأعمدة فى الشوارع لا تعمل مما أتاح لهؤلاء سهولة الحركة..
المهم اللصوص جاءوا للعمارة بدراجة بخارية وهم بالطبع أكثر من واحد وحملوا الكراتين وخرجوا بها دون أن يحس أحد.. وعندما ضاق بهم الحال كيف يحملوها وضعوها عند أحد المحال المتواجدة أمام العمارة باعتبار انهم سيوزعونها خاصة الأقمشة وادعوا أن والدتهم قادمة من الخارج وتريد توزيعها وطلبوا من صاحب المحل أن يحفظها وسيعودون بعد ساعة.. هنا اكتشف أصحاب الشقة بالصدفة سرقة منقولاتهم وذهبوا أسفل العمارة يستوضحون الأمر.. وكان صاحب المحل قد أخذ هاتف احدهم وطلبه أن يأتى يأخذ الأشياء التى تركها لأنه لا يعرف فيها شيء.
وهنا كان صاحب الأشياء الحقيقى قد شاهد اللص «الدليفرى السابق» ومعه أحد صبيانه وأمسكوا به ووعد اللص بأن يذهب ويحضر الحاجة التى سرقها فى 10 دقائق وانه أخفاها عند تاجر خردة أو جامع زبالة فى شيراتون هكذا قالوا.. وفجأة اصطحب احد المتواجدين لكى يحضر الأشياء التى سرقها.. وفى الطريق هدد الرجل الذى تطوع لاحضارها وله به سابق معرفة أيام كان هذا «اللص» يعمل دليفرى قبل أن يغيرها إلى مهنة سرقة باعتباره يعرف كل أسرار عمارات الشيراتون وهدده.. فى الوقت الذى كان أحد صبيانه قد أمسكوا به فغافلهم وأخرج سلاحا أبيض وكاد يقتل «الحارس» وهرب.. وبقى بين صاحب المسروقات واللصوص فقط وسيلة اتصال هى الهاتف.
وعندما اتصل عليه ابلغه انها بيعت بـ 300 جنيه رغم ان المرجع الواحد فى هذه الأشياء يعادل مبلغا كبيرا وبها شنطة مراجع غالية الثمن وأبلغهم ادفعوا مبلغ والأشياء موجودة عند محل بشارع الحرية فى الجراج بمحل« التقوى» بالمنطقة المجاورة للنزهة «1».. وفى النهاية أغلق هاتفه وعندما جاءت الشرطة وسجل البلاغ فى نقطة الشرطة بواسطة الأمين «علاء» يعرض فى الصباح حيث ان السرقة تمت بعد الثانية صباحا.. ذهب صاحب المسروقات ليستوضح الأمر فتم توجيهه إلى قسم النزهة وهناك تلقى رئيس المباحث باقى المعلومات وبينها هاتف اللص وهاتف صاحب الخردة الذين قالوا ان المسروقات تركت عنده.. المهم فى فجر هذه الليلة سمعنا قصصا كثيرة مشابهة وان هؤلاء معظمهم «مسجل» وعليه احكام.. القصة اضعها أمام الداخلية والمعلومات «متوفرة» حولهم وهؤلاء ينتشرون فى شوارع ويدخلوا البيوت دون استئذان فى ظل ثقافة «الدليفري» أتمنى أن نجد تقنينا لهذه المهنة عندما تمر على محل تجد ان دراجات الدليفرى أكثر من الزبائن أحيانا وتزحم المكان كشارع أنقرة فى مساكن الشيراتون وعلمت وهذا بلاغ لوزير الداخلية وقسم النزهة ان هؤلاء يعملون بعد منتصف الليل ويعرفهم جامعوا الزبالة فى المناطق المختلفة.. أخشى أن يرتكب هؤلاء جرائم تتعدى السرقة بعد أن أصبحت البيوت بلا جدران ولديهم معرفة بكم يأكل هؤلاء وماذا يشربون هذا جرس إنذار خطير فى مهنة لم تقنن وأظن ان أحد المحلات لم يسأل أى عامل عن ماضيه سوى بطاقة الرقم القومى فقط وربما لا يعرف أين يسكن؟ ظاهرة خطيرة ومزعجة.. الرسالة إلى سيادة وزير الداخلية حول حادث الفجر فى مساكن شيراتون بين الدليفرى والسكان اللهم انى بلغت والتفاصيل فى قسم النزهة.