شهدت مصر عدة أحداث إيجابية خلال الأسبوعين الماضيين ذات علاقة وطيدة لتحقيق التنمية الشاملة المصرية المستدامة لصالح الشعب المصرى حاليا ومستقبليا.
أول وأهم الأحداث افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى موسم الحصاد لأراضى مشروع مستقبل مصر فى طريق الضبعة وافتتاح أول منطقة صناعية ومجمع صوامع الغلال فى الدلتا الجديدة، ذلك المشروع الذى تم البدء فى تنفيذه عام 2016 بفكر وتخطيط الرئيس عبدالفتاح السيسى حيث تم لأول مرة تحويل مساحات شاسعة من الصحراء الغربية إلى مناطق عمرانية من خلال إنشاء طريق سفنكس – الضبعة ثم التعاون بين الجهاز التنفيذى لمشروع مستقبل مصر والمستثمرين المصريين الكبار والصغار لاستصلاح ورى وزراعة هذه الأراضى بصورة تدريجية والنجاح حتى الأن فى استصلاح وزراعة 350 ألف فدان من إجمالى 1.2 مليون فدان مخطط استصلاحها وزراعتها حتى 2030 والوصول إلى 2.2 مليون فدان بحلول عام 2040.
شعرت بالسعادة الغامرة عند مشاهدة المعدات تقوم بحصاد البطاطس والبنجر والقمح فى أراضى صحراوية كانت مهجورة لآلاف السنوات.
والحدث الثانى الإيجابى عقد اجتماعات بين الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والسيد/ رومان جلوفشكنو رئيس مجلس وزراء بيلاروسيا بالقاهرة والتركيز على زيادة وتعميق التعاون بين البلدان فى المجالات الزراعية والصناعية والتعليمية.
والحدث الثالث الإيجابى عند الاستماع للوزير السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى فى إحدى الندوات موضحا الانجازات العملاقة التى تحققت ومازالت تتحقق فى مجال استصلاح الأراضى الصحراوية والرى وشق الترع ورفع كفاءة البحيرات المصرية لزيادة الانتاج.
والحدث الرابع هو الدور الايجابى لرجال الأعمال المصريين فى جميع محافظات الجمهورية بهدف المشاركة فى التنمية الشاملة المستدامة داخل مصر.
والسؤال الأن: ما هى العلاقة بين الأحداث الأربع الايجابية؟ والإجابة أن مشروعات التنمية الزراعية واستصلاح وزراعة 2.5 مليون فدان فى المحافظات الحدودية بحلول عام 2030 والوصول إلى 4 ملايين فدان بحلول عام 2040 يحتاج إلى مشاركة شعبية وطنية ومشاركة المصريين أصحاب رءوس الأموال فى الاستثمار الزراعى والصناعى فى ربوع مصر خاصة المحافظات الحدودية والصحراوية (مطروح والوادى الجديدة والجيزة والبحيرة والشرقية وشمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر وأسوان) الذين لديهم خبرات مع شبابهم مع مجالات استصلاح الأراضى والمقاولات والرصف والانشاءات وشق الترع والمصارف، لذا نرى أهمية تركيز رجال الأعمال المصريين على المشاركة الايجابية لإحداث تنمية شاملة مستدامة داخل مصر من خلال إنشاء شركات مصرية مساهمة وطنية للعمل فى مجال استصلاح الأراضى وترفيقها وتخطيط وإنشاء تجمعات عمرانية متكاملة فى تلك الأراضى بالتنسيق مع الدولة المصرية،.
والسؤال الثانى ما هى العلاقة بين بيلاروسيا والتنمية الشاملة المستدامة؟ والاجابة أن مشاهدات الانجاز الزراعى فى المناطق الصحراوية الجديدة توضح الاعتماد على معدات رى محورى ورش ومعدات بثر البذور والجرارات الزراعية واللوادر وحصادات المحاصيل القمح والأذرة والبنجر والبطاطس كلها مستوردة وبتكاليف مالية عالية وبنوعيات مختلفة، ولذلك نرى لتأمين مطالب عمليات الاستصلاح والرى والحصاد للأراضى الحالية والمستقبلية أن يتم تنفيذ مشروعات صناعية متكاملة لتصنيع تلك المعدات محليا بدلا من الاستمرار فى استيرادها وبعمق محلى عال ويتمويل من رجال الأعمال المصريين مما يؤدى إلى الاستغلال الأقصى لامكانيات المصانع المصرية الهندسية الحالية لتصنيع المكونات، ولذلك أرى أهمية التعاون مع بيلاروسيا فى إنشاء هذه المصانع والحصول على التكنولوجيا البيلاروسية كونها من أهم الدول إنتاجا للمعدات الزراعية واستمرار اعتماد روسيا على منتجات مصانعها حتى الآن والتى قمت بزيارتها عدة مرات وتأكدت من كفاءتها ولا ينس الفلاح المصرى الجرار البيلاروس الأحمر.