الجو شديد الحرارة حيث تتعرض مصر إلى موجات متتالية من ارتفاعات درجات الحرارة غير المسبوقة، هذه عبارة دقيقة وصحيحة ولا يختلف عليها أحد، أما التفسير الاعتباطى الذى يسوقه «أهل العبث» فهو ان الحكومة هى من تسببت فى هذه التغيرات المناخية بسوء صنيعها حيث – كما يقولون – توسعت فى مشروعات البنية التحتية وشق الطرق وإقامة الجسور على حساب المساحات الخضراء!!! ويبدأ هؤلاء العابثون فى تنظيم حملات ممهورة ومميزة بمداد قلوبهم وسوء نواياهم، فيقولون إن قطع الأشجار والجور على المساحات الخضراء يساهم فى تعميق ظاهرة الاحترار وهذا كلام دقيق ولا يختلف عليه أحد، لكن تفسيراتهم الاعتباطية ومن خلال بعض الصور والفيديوهات المجمعة لبعض حالات قطع أو تهذيب الأشجار يصدرون صورة غير صحيحة جملة وتفصيلاً عن الحقيقة التى يعرفها هؤلاء لكنهم يستخدمون هذه الصور لرسم صورة ذهنية عن الدولة بأنها ضد الخضرة والطبيعة، ما لم يذكره هؤلاء هو ما قامت به الدولة على هذا الصعيد وخلال سنوات عشر كما يلي: أولاً- إعادة تأهيل البحيرات الشمالية لمصر وخصوصاً بحيرات المنزلة والبردويل ومريوط والبرلس وغيرها وإعادتها إلى ما كانت عليه قبل 200 سنة، هذه البحيرات تمثل رئات للتنفس المناخى كانت قد تيبست وطالها الإهمال والتجريف والتعديات وصارت مأوى للصوص وتجار المخدرات والإرهابيين، ثانياً- قامت الدولة بتوسيع الرقعة الزراعية فى الدلتا الجديدة ومستقبل مصر وتوشكى والفرافرة والعوينات والكفرة والمغرة ووسط وشمال سيناء وتحولت تلك الصحراوات القاحلة إلى جنان مورقة منتجة مثمرة وهذه المشروعات تصل جملة مساحتها ملايين الأفدنة والهكتارات، ثالثاً- قامت الدولة بأضخم مشروع فى العالم لمعالجة مياه الصرف الزراعى فى المحسمة وبحر البقر والدلتا الجديدة باجمالى محصول مائى يصل إلى 5 مليارات متر مكعب من المياه النظيفة التى كانت تمثل عبئاً بيئياً حيث كان يتم إلقاؤها فى البحر فتلوثه وترفع من درجة ملوحة التربة وتفسد الزراعات القائمة، رابعاً- قامت الدولة بمبادرة لزراعة ملايين الأشجار متزامنة مع استضافة مصر لقمة المناخ السابعة والعشرين وتم توزيعها على المحافظات وبأنواع وأصناف تتوافق مع الاحتياجات البيئية وحالة الشح المائى الذى نعيشه، خامساً- قامت الدولة بمشروع لنشر زراعة شجرة المنجروف على طول سواحل البحر الأحمر لتوليد أكبر قدر من الأكسجين وامتصاص أكبر قدر من ثانى أكسيد الكربون، الدولة التى تحررت من قيود الإهمال وقوة الفساد وانطلقت لتبنى دولة من جديد يهاجمها هؤلاء العابثون فقط لأنها تنجز وتغير الواقع وتتحمل صرخات وآلام الناس التى تمثل فى المحصلة خصماً من شعبية القائمين على عملية الإصلاح، لكن الشعبية – رغم أهميتها – لا تغنى عن الحق شيئاً، أعود إلى القائمين على مشروع «مداميك العبث» وأقول لهم خبتم وخاب مسعاكم.