اليوم وقفة عرفات الدعاء والتضرع الى الله سبحانه بأن يحفظ مصر سياسيًا واقتصاديًا وجغرافيًا وثقافيًا وأن يحبط ما يحاك ضدها وضد المنطقة من تفكيك واعادة تركيب فالدعاء بهذا المعنى والدعاء لاهل غزة والضفة وثباتهم وصمودهم لافشال مخطط التهجير منذ فجر اليوم وحتى غروب شمسه فرض عين على كل مصرى.
ما نشهده من تصعيد فى قطاع غزة انطلاقا من خطة إسرائيليه وضعها إيال زامير رئيس أركان الاحتلال من جعل أجزاء كبيرة من قطاع غزه تحت الاحتلال لتهيئه الوضع لفتح باب التهجير من خلال التصعيد العسكرى وتقسيم القطاع لمناطق معزولة وإنشاء محاور وممرات مثل موراج وناتساريم لفصل الجنوب عن الشمال وفرض واقع جديد يصعب أى حلول سياسية بجانب إحتلال المناطق والثبات والسيطرة والتحكم فى مقومات الحياة الإنسانية من خلال التوغل البرى والقصف الجوى للإجبار على التهجير وتحقيق أهداف اليمين الإسرائيلى بمباركة أمريكية وهذا ما يهدف إليه رئيس وزراء الإحتلال لخدمته سياسيًا حتى تأتى انتخابات عام 2026 لتكون حول القضية الفلسطينية وليس فساده ومسئوليته عن الأوضاع الداخلية للكيان.
المواطن الفلسطينى يدفع الثمن من تجويع واستهداف وهدم كل مقومات الحياة والتشريد والنزوح من مكان لآخر مما يؤدى إلى تعميق الأزمه وعدم الاستقرار وخلق مقاومة جديدة وهذا ما شاهدناه فى مخيم جباليا يوم الإثنين الماضى من خلال عمليه للمقاومه ضد جيش الاحتلال كبدته خسائر تدخل فى نطاق الاستنزاف.
الحرب الآن مختلفة عن بدايتها التى انصبت على الإنتقام مما حدث فى 7 أكتوبر إلا أنها الآن تهدف لتحقيق أهداف استراتيجية وأهمها تصفية القضية الفلسطينية والتهجير ليس من غزة فقط ولكن من الأراضى الفلسطينية التى يقطنها عرب 48.
والهدف البعيد لما يقوم به جيش الإحتلال فى قطاع غزة وجعله غير صالح للحياة وكذا الضفة الغربية والاستيلاء على الأراضى باعتبارها البوابة للتحكم بالمنطقة وتحجيم القوى الاقليمية وذلك بالتهجير الذى كان وما زال الهدف منذ القرن الماضى وحتى اليوم من خلال ثلاث حروب عجز فيها الكيان عن فرض التهجير عن طريق التدمير الشامل ليجبر الفلسطينيين على التخلى عن الأرض ولكن الصمود ودفع ثمن التمسك بالأرض قتلاً وتجويعًا وتشريدًا أفشل هذا المخطط.
ما يحدث فى الأراضى الفلسطينية الآن ليس بعيدا عن ما يحدث فى السودان وليبيا ولبنان والصومال واليمن فكلها أحداث تحركها قوى خارجية تتعارض مع مصالح الشعوب والأوطان والهدف التمزيق والتفكيك وإعادة التركيب لنهب الثروات ورسم حدود بالدم.
على المواطن العربى إدراك أنه لولا تدمير العراق وسوريا ولبنان والسودان والصومال واليمن لما كان تدمير غزة وحرب الإباده التى عجزت عنها عصابات الهاجانا وارجون اشتيرن فى القرن الماضى فلم يتمكن الكيان من التهجير الكلى وتحقيق النصر المطلق ولكن السؤال هل ما يقوم به اليمين الصهيونى منذ الانتفاضة الأولى 1987 والثانية عام 2000 وأخرها حرب الإبادة بعد 7 أكتوبر 2023 ورغم ثبوت الفشل فى اقتلاع شعب فلسطين من الضفة والقطاع ورغم القصف والتدمير هل يتمكن الآن من خلال حرب الإباده الجديدة أم سيحالفه الفشل للتمسك بالأرض والصمود لأطفال الشعب الفلسطينى رغم التجويع والتدمير وفقدان الأهل والأصحاب هذا يعتمد على صحوة عربية فى القلب منها تعظيم الدور المصرى الذى يقف بالمرصاد للتهجير رغم كل ما يواجه من ضغوط وتحديات.