الدراما الهابطة لها انعكاسات سلبية خطيرة على المجتمع وتؤدى إلى تشويه القيم والمبادئ والاخلاق وتهدم الاوطان لانها تبرز وتظهر السلوكيات السيئة والشاذة التى تدمر الاجيال وتخلق منهم نماذج غير صالحة بينما الدراما القوية الهادفة تساهم فى تحقيق المعجزات وتأثيرها بالغ فى بناء المجتمع وتصنع من ابنائه كوادر مميزة من العلماء والاطباء الذين يقومون على نهضة الوطن كما انها تساهم فى زيادة الوعى لديهم بأهمية الانتماء والتطوير وكيفية مواجهة التحديات والتغلب عليها لتحقيق النجاح والتطور.
لا شك ان بعض الدراما فى رمضان هذا العام لم تكن بالمستوى المطلوب الذى يناقش القضايا المهمة ويعالج بعض الظواهر السلبية فى حياتنا.. فبعض المسلسلات التى تم عرضها على الشاشة يدور اغلبها حول العنف والبلطجة وانها الاسلوب الامثل لحل الخلافات والمشاكل والبعض عن السحر والشعوذة والبعض الآخر عن تشويه التاريخ وغالبية المشاهد فيها تركز على العنف باسخدام والسلاح بشكل استفزازى لافت بغرض جذب انتباه المشاهدين.
أى دراما هذه التى انتهكت حرمة البيوت بما فيها من ألفاظ وكلمات خارجة وشتائم تم تقديمها لأبنائنا وأولادنا الصغار ليتعلموها ويرددوها كل يوم وهو ما يمثل كارثة تؤدى إلى فساد اخلاقى وسلوك سيئ تتبعه الاجيال الصغيرة.. فالدراما القوية هى رسالة الفن الراقى للمجتمع التى تحث على القيم والمبادئ والانتماء والشهامة والنخوة والرجولة فلا يمكن ان تصبح الدراما فى شهر رمضان بمثابة تشويه وافساد للذوق العام والاخلاق والقيم والمبادئ لتنقل صورة سيئة وسلبية عن المجتمع المصرى وسلوكه الردىء الى شعوب ومجتمعات الدول الاخرى عبر القنوات الفضائية والاقمار الصناعية وهو ما سيؤدى الى تشويه صورة المجتمع المصرى فإنه نموذج سيئ للعنف والبلطجة وهو ما ظهر بوضوح فى الذى تضمن مشاهد وألفاظاً مسيئة وفاحشة بخلاف تكرار مشاهد العنف المستفزة وكلها لا تعبر عن اصالة وعراقة المجتمع المصرى الذى يمتلك تاريخا مشرفا طويلا من التراث القوى.
لقد كانت رسائل الرئيس عبدالفتاح السيسى واضحة خلال حفل افطار القوات المسلحة فى ضرورة ان تكون الدراما هى واجهة الفن الراقى القوى فى تقديم اعمال ايجابية وجدية واقعية تحث على الانتماء والولاء والقيم والمبادئ لافتا الى قلقه وخوفه على الذوق العام من الانحدار والتراجع مشددا على اهمية صياغة الوجدان والذوق العام للأجيال القادمة وان تقوم الدراما على الإبداع فى صناعة المحتوى الجاذب القوى الهادف المتجانس الذى يمثل فى الحقيقة جزءاً واقعياً من بناء الوعى لدى المجتمع ويجسد التأثير الفعال للقوى الناعمة المصرية فى الرأى العام.
فالدراما الهادفة هى التى تناقش القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وهى التى تعالج ايضا الظواهر السلبية فى مجتمعنا وكيفية الارتقاء بالمجتمع ليصبح ابناؤه على وعى كامل بكل ما يواجه المجتمع من تحديات وسلبيات تهدد مستقبل وطنهم.. فالضرورة الحتمية حاليا تتطلب سرعة إعادة تفعيل دور مجلس أمناء اتحاد الاذاعة والتليفزيون الذى يضم نخبة من العلماء والخبراء والمتخصصين لدراسة ومناقشة القضايا المهمة والظواهر السلبية التى يجب ان تقوم الدراما الفنية بتسليط الضوء عليها ومناقشتها فى مسلسلات وافلام لتوعية المجتمع وتصويب المفاهيم الخاطئة والارتقاء بالقيم والمبادئ والاخلاق.
فالدراما التليفزيونية خلال الفترات الماضية حققت اثراء وطفرة غير مسبوقة بعدد من الاعمال القيمة التى تحظى بحب المجتمع لها حتى الآن مثل رأفت الهجان ومحمد رسول الله ثم الاختيار وغيرهما من المسلسلات والافلام وكان لها تأثير كبير وتركت رصيدا قويا من المتعة والجمال لدى المجتمع.. فالإبداع الفنى هو القوة المؤثرة والفاعلة فى بناء الوعى لدى المجتمع وتنمية الفكر الصحيح لدى ابنائه ليحققوا النهضة والتطور لوطنهم وتأسيس أجيال قادرة على صنع المعجزات والنجاح ومواجهة التحديات بالعلم والمعرفة.