بين ما يمكننا أن نراه من أفلام العالم، وما يمكن أن يسهم فى إنتاج المزيد من الأفلام تدور الآن أحداث مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته رقم 45 والتى تنتهى مساء يوم 22 من نوفمبر، أى غداً، بإعلان نتائج مسابقات المهرجان، وعددها أكبر هذا العام، وتوزيع الجوائز على الفائزين، وهى مهمة شاقة فى إطار عدد الأفلام التى قدمها المهرجان هذا العام، وأهمية عدد كبير منها فى المسابقة الدولية للفيلم الطويل، والقصير، والمسابقة الدولية للنقاد، ومسابقة الأفلام الآسيوية، والأفريقية، ومسابقة أفلام فلسطين، وأفلام غزة، وبعيداً عن المسابقات تأتى البرامج الخاصة لتقدم لنا ولجمهور المهرجان كل ما يمكننا تخيله من أفلام حديثة مثل برنامج «القسم الرسمى خارج المسابقة» الذى يقدم لنا الأفلام المهمة التى حصلت على جوائز المهرجانات الدولية الكبرى هذا العام وبالتالى لا يسمح لها بالتسابق فى مهرجان كبير كالقاهرة، وبرنامج «آفاق السينما العربية»، و»عروض منتصف الليل» و«العروض الخاصة» و«عروض كيبيك الخاصة» و»أفلام صورت فى مصر»، اما برنامج «كلاسيكيات السينما» فهو من أكثر البرامج التى أوجدت لها جمهوراً خاصاً هذا العام، لأنه يقدم أفلام الماضى الشهيرة والتى أصبحت من تراث السينما الجميل، أفلام أمريكية مثل كليوباترا، والأب الروحي، اما الأفلام المصرية فهى الفتوة وبداية ونهاية والزوجة التانية لصلاح أبوسيف، وسواق الأتوبيس لعاطف الطيب، وشئ من الخوف والمستحيل لحسين كمال، والحرام لهنرى بركات والسمان والخريف لحسام الدين مصطفي، وقصر الشوق لحسن الإمام وأفلام أخرى تم ترميمها حتى لا ننسى تاريخنا السينمائى الكبير، وأظن ان المهرجان عرضها ليجتذب عشاقها من الجمهور القديم، والحديث، خاصة النوع الثانى، أى جمهور الشباب الذى كان الأكثر عدداً والأكثر اهتماماً بكل ما يقدمه المهرجان من الأفلام إلى مناقشات ما بعد العرض، وحوارات المكرمين والخبراء ومناقشات تخص كل عناصر العملية السينمائية بداية من الإنتاج، وكيف يمكن للمخرج أو الكاتب الجديد البحث عن منتج يقتنع بمشروعه، وضمن الأنشطة المهمة هذا العام أيضاً «ملتقى القاهرة السينمائي» الذى يعود بعد غياب ليقدم ويدعم مشروعات سينمائية جديدة ويتيح الفرصة للتعاون بين الشباب الجديد ومشروعاته، وبين المنتجين لتمويل هذه المشروعات مع جلسات حوار ونقاش حول كل الجوانب المهمة فى صناعة الأفلام، ويدير الملتقى الناقد محمد سيد عبدالرحيم اما رعاته فهم كثيرون يدعمون الأفلام الجديدة بطريقتين، الأولى هى المرحلة الأخيرة «ما بعد الإنتاج»، والثانية مرحلة اسبق كثيراً هى مرحلة التطوير وبالطبع لكل جهة داعمة مبلغ دعم يخصها بعد اختيار المشروعات وبالدولار.
موعد مع الماضى.. ودراما التليفزيون
الجديد أيضاً فى هذه الدورة ظهور ألدراما التليفزيونية على شاشة المهرجان لأول مرة، من خلال مشاركة منصة «نيتفليكس» فى المهرجان لأول مرة، لتعرض حلقتين من مسلسل مصرى جديد سيعرض على شاشاتها قريباً هو «موعد مع الماضى» الذى يدور حول رحلة رجل وراء حقيقة مقتل شقيقته، وعجزه عن اكتشاف القاتل مع تأكده ان كل المشكوك فيهم مشبوهين، وأن أحداث الماضى تؤكد على هذا مهماً بعدت، المسلسل إنتاج محمد مشيش وتأليف محمد المصرى وإخراج السدير مسعود، وبطولة آسر ياسين ومحمود حميدة وشيرين رضا وشريف سلامة وصبا مبارك، وقد تقرر اشتراكه للمرة الأولى فى تاريخ المهرجان بعدما تأكد مديره عصام زكريا أن مهرجانات العالم الكبرى بدأت هذا الاهتمام، وبالتالى فإن الدراما تتسلل هنا إلى عالم السينما الكبير من خلال منصات تطمع فى عدد أكبر من المشاهدين لمسلسلاتها، وهو تحول كبير سوف تكون له تفاعلاته فى الأيام والسنوات القادمة كأن نرى مثلاً انطلاقة مهرجانات للسينما والتليفزيون معاً!، فهل يحتمل مهرجان سينمائى كمهرجان القاهرة ما يقدمه هذا العام من أفلام «190 فيلماً من 72 دولة» وعروض مستمرة من الصباح للمساء، ويضيف إليها المسلسلات أيضاً فى السنوات القادمة؟