ترأس البروفيسور إبراهيم آدم أحمد الدخيري، مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية، اليوم 29 أكتوبر 2024، جلسة عمل تقرير الدراسات الاقتصادية والاجتماعية، في ختام اجتماع البرنامج الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة حول مكافحة سوسة النخيل الحمراء في إقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا.
في مداخلته استعرض البروفيسور إبراهيم آدم أحمد الدخيري، الدور الحيوي الذي تلعبه المنظمة العربية للتنمية الزراعية في تعزيز الجهود الإقليمية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء، مشيرًا إلى إلى أن هذه الآفة تمثل تهديداً خطيراً لإنتاج التمور في المنطقة، حيث تؤدي إلى تدهور المحاصيل وزيادة خسائر المزارعين، ما يتسبب للدول المنتجة للتمور في تكبد خسائر فادحة في المحصول والمكافحة بالطرق التقليدية، ما يعني أهمية مد جسور التعاون الإقليمي بين الدول المنتجة للتمور للقضاء على هذه الآفة الخطيرة.
تعزيز التوعية بين المزارعين
كما تناول أهمية استخدام الأساليب العلمية الحديثة والابتكارات في إدارة مكافحة السوسة، موضحاً أن الاستراتيجيات التقليدية لم تعد كافية لمواجهة هذا التحدي، داعيًا إلى تعزيز التوعية بين المزارعين حول الممارسات المستدامة والتقنيات الحديثة، مشدداً على ضرورة تكثيف الجهود البحثية وتبادل المعرفة بين الدول المنتجة للتمور.
وتحدث الدخيري عن أهمية تحسين السياسات الزراعية لتعزيز المرونة في مواجهة التحديات التي تطرحها سوسة النخيل الحمراء، مشيراً إلى ضرورة إدماج جوانب البيئة والاقتصاد في التخطيط لمكافحة هذه الآفة.
التعاون بين الدول العربية
وأكد أيضاً على ضرورة التعاون بين الدول العربية في مجال تبادل المعلومات والخبرات، وتطوير شبكات دعم للمزارعين لتسهيل وصولهم إلى الموارد والمعرفة اللازمة لمواجهة سوسة النخيل بفاعلية، وتعزيز الإنتاجية وتحسين ظروف المزارعين، مؤكداً أن مثل هذه الجهود تساهم في تعزيز الأمن الغذائي العربي.
الجدير بالذكر أن المنظمة العربية للتنمية الزراعية وبالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو” قد قامت بتطوير إطار استراتيجي لتطوير قطاع النخيل بالمنطقة العربية، وذلك من خلال بإجراء عدد من الدراسات التشخيصية للآثار الاقتصادية والاجتماعية لسوسة النخيل الحمراء والتي شملت عددًا من الدول العربية.
تضمن الإطار الاستراتيجي توجهات عدة منها تعزيز الحوكمة التي تدعم السياسات واللوائح المكافحة المستدامة لسوسة النخيل الحمراء، بما يشمل الممارسات الخاصة بصحة النبات وإدارة الحجر النباتي للسيطرة على هذه الآفة، والاستخدام الرشيد للمبيدات.
دعم البحوث والابتكارات
كما سلطت برامجه على أهمية وضع نظام للرصد والكشف المبكر وتقييم المخاطر المرتبطة بانتشار سوسة النخيل الحمراء، إضافة إلى دعم البحوث والابتكارات العلمية لإيجاد حلول طويلة الأجل.
وطالب البرنامج ببناء قدرات للمزارعين والفنيين العاملين في المزارع، وتعزيز الوصول إلى ممارسات المكافحة المستدامة لهذه الآفة. كما شدد على أهمية تنسيق جهود الاستجابة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء على مستوى البلدان والمنطقة، من خلال التعاون في البحوث والدراسات، وبناء القدرات، ونقل المعرفة والتكنولوجيا.
في ختام الجلسة تم تقديم درع تكريمي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، وتسلمها البروفيسور الدخيري من قبل المنظمات النظيرة وشركاء الإنجاز تقديراً للجهود المبذولة في مكافحة سوسة النخيل الحمراء وتعزيز الأمن الغذائي في المنطقة العربية. وأشاد المشاركون في الاجتماع بإسهامات المنظمة في تعزيز التعاون بين الدول العربية والمنظمات الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشتركة في مجالات التنمية الزراعية المستدامة.