بالرغم مما شهده العالم الحالي»2024» من ازمات عديدة إلا أن جهود مصر ستظل مستمرة لوقف التصعيد الذى تشهده منطقة الشرق الاوسط، وسوف تستمر القاهرة فى جهودها خلال العام المقبل «2025» من أجل إنهاء الازمات والتوترات فى الأراضى الفلسطينية المحتلة من عدوان إسرائيلى على غزة منذ 14 شهرًا وحتى الآن وتداعياتها وكذلك الاوضاع فى الساحة اللبنانية وما تشهده سوريا والازمة القائمة فى السودان وتطورات الاوضاع فى الصومال وفى منطقة البحر الاحمر والقرن الأفريقي.
قال السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الاسبق، ان أهم الملفات القائمة التحرك الدبلوماسى المصرى والذى يتحرك فى إطار الدوائر الاساسية وهى الأفريقية والعربية والمتوسطية ولكن نظرته فى التعامل هى جيوسياسية فالدوائر الجغرافية لا يتم التعامل معها فى إطار جغرافى وانما فى إطار جيوسياسى بمعنى انه ليس هناك أولوية لدائرة على أخرى وانما الدوائر بحكم النظرة الجيوسياسية كلها تنبع من أولوية واحدة فى التعامل معها، وبالتالى القضايا المطروحة وحتى الآن والدبلوماسية المصرية ستكون نشطة فى هذا الصدد هو ما يتعلق أولاً بالقضية الفلسطينية والتأكيد على ضرورة تسوية القضية وليس تصفيتها وضرورة ان يكون هناك وقف لما تستهدف اليه إسرائيل من تصفية القضية جغرافيا بمعنى ضم بعض الأراضى العربية أو الفلسطينية وأيضًا ديمجرافيا بمعنى اللجوء إلى التهجير القسرى والابادة الجماعية والعقاب الجماعي.
أضاف السفير حليمة فى تصريحات خاصة لـ «الجمهورية الاسبوعي» ان الدبلوماسية المصرية تتحرك بشكل إستراتيجى لمواجهة هذا التحدى واساسها هو ضرورة وقف اطلاق النار وادخال المساعدات الإنسانية وتبادل الاسرى والمحتجزين ولكن هذا مرتبط بوجود افق سياسى لتسوية القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة فى هذا الصدد بالموقف الدولى على مستوى المنظمات الاقليمية والدولية وعلى مستوى العلاقات الثنائية، مشيرًا إلى ان هناك شعوباً كثيرة تأخذ نفس الموقف المؤيد لهذا التوجه، وهذا ايضًا ينعكس ويتجسد فى قرارات منظومة الامم المتحدة والعدالة الدولية، ونلاحظ ان مصر نشطة جدا فى هذا الإطار وفى إطار تعاونى مع الدول العربية والإسلامية وأيضًا المنظمات الاقليمية والدولية الاخرى فى إطار مجلس الأمن والجمعية العامة للامم المتحدة وفى اطار منظمة العدالة الدولية، ولا شك ان هذا الملف له أولوية كبيرة.
اوضح ان الملف الثانى ذو الاولوية البالغة هو مرتبط بقضايا والازمات التى لها صلة بالأمن القومى المصرى والعربى والأفريقى وعلى سبيل المثال تطورات الاوضاع فى الصومال والسودان وسوريا مؤخرًا وفى منطقة البحر الاحمر والقرن الأفريقى بصفة خاصة ومنطقة الساحل وفى هذا الصدد وفى ظل هذه القضايا مصر تؤكد على مواقف ثابتة وهى الحفاظ على وحدة الدولة وسلامتها الاقليمية وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، وأيضًا المحافظة على المؤسسات الوطنية والتعاون فى مجال عملية التنمية الاقتصادية وهذا البناء والاعمار ومعالجة قضايا النازحين واللاجئين.
أشار إلى أن دور مصر الواضح والقوى لتحركاتها الحالية والمستقبلية فى إطار مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية.
لفت إلى انه فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية فهناك نشاط كبير لمصر وينتظر ان يزداد أيضًا وفى تحركها على مستوى اقامة شبكات استراتيجية اساسها التعاون الاستراتيجى فى المجال الاقتصادى والمرتبطة فى كافة المحاور بالنسبة للاستثمار والبنية التحتية وتنشيط العلاقات التجارية وايضًا الاستثمار فى قطاعات إنتاجية مختلفة سواء على المستوى الثنائى أو المتعدد، وان موضوع التنمية المستدامة فى إطار علاقات مصر سواء فى الإطار العربى أو الأفريقى أو المتوسطى أو الآسيوى خاصة دول وسط وشرق آسيا.
قال ان هناك اهتماماً مصرياً بالانضمام لبعض المنظمات مثل البريكس وتنشيط مجموعة الثمانى الإسلامية، مشيرًا إلى ان هناك اهتماماً بالامن المائى والغذائى والطاقة.
أكد على حرص مصر ان تكون علاقاتها بشكل متوازن بالقوى الدولية وقرارها مستقل، ومصر تؤكد على سياسة متوازنة فى إطار علاقاتها مع كافة القوى الدولية.
ومن جانبه، قال السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الاسبق، ان مصر يهمها وقف اطلاق النار فى غزة وانسحاب إسرائيل من محور صلاح الدين «فيلادلفيا» وفتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني، مشيرًا إلى ان جهود مصر مستمرة وان التركيز عقب ذلك سيكون على ضمانات للفلسطينيين ودخول المساعدات وعملية اعادة الاعمار.
أضاف السفير رخا فى تصريحات خاصة لـ «الجمهورية الاسبوعي» انه بالنسبة للبنان فان مصر واتصالاتها مع الاطراف اللبنانية وفى خلال زيارات وزير الخارجية د. بدر عبد العاطى وايضًا الاتصالات المباشرة، كما ان رئيس وزراء حكومة تصريف الاعمال اللبنانية قد شارك فى القاهرة منذ أيام فى مؤتمر دول الثمانى وعقدت جلسة خاصة عن فلسطين ولبنان ومن هنا فإن مصر تتعاون مع الاطراف الدولية فى ضمان إسرائيل بالانسحاب، وضروة الاستعداد لإجراء انتخابات من أجل حكومة لبنانية منتخبة وهما امران مهمان للغاية بالتوازى مع التطور الذى حدث فى سوريا وعودة معظم اللاجئين من لبنان إلى سوريا وهو ما سيخفف اعباء كثيرة عن لبنان، ومن ناحية أخرى عملية اعادة الاعمار التى قد تبدأ فى سوريا ستنعش الاوضاع الاقتصادية فى لبنان.
أوضح انه بالنسبة لسوريا فيمكن لمصر ان تلعب دورا فى عملية اعادة الاعمار فى سوريا.
قال ان مصر علاقاتها متوازنة مع كل القوى الكبرى سواء الصين والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وكذلك مع الاتحاد الأوروبى حيث شهد العام الحالى توقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجى بين مصر والاتحاد الأوروبى وهناك تعاون اقتصادى واجتماعى وثقافى حيث ان اجمالى دول الاتحاد الأوروبى أكبر نسبة تجارية مع مصر.
أشار إلى انه بالنسبة لمجموعة البريكس التى انضمت لها مصر مطلع العام الحالى فعلى مصر دور مهم وهى فرصة امامنا مفتوحة للقطاع الخاص وقطاع الاعمال للتصدير لهذه المجموعة.
قال انه يجب ان يكون هدف القمة العربية القادمة فى 2025 هو جمع الشمل العربى وتكون بداية قوية لذلك فالهدف والتحرك واحد ونتعاون فيما يفيدنا جميعا، وأيضًا التعاون مع دول الجوار لاحتواء التحديات التى تواجه المنطقة والتى تجعل الازمات فيها مستمرة.