قلت فى الجزء الأول من مقال «الدبلوماسية الرئاسية ودولة الفرص» إن جهود الرئيس عبدالفتاح السيسى على الصعيد الخارجى والعلاقات مع دول العالم وما يحظى به من احترام وتقدير دولى وإقليمى ومكانة مرموقة فى ظل سياساته الشريفة التى ترتكز على الحكمة والتوازن والاحترام المتبادل أدت إلى شراكات إستراتيجية وتعاون وثيق ومصالح مشتركة.. لذلك فإن الدبلوماسية الرئاسية خلال السنوات الماضية ومازالت تحقق نجاحات وإنجازات كبيرة.. وتحدث قيمة مضافة للدولة المصرية وامتلاكها لكثير من الأوراق والعلاقات القوية.. تتسق فى معظمها مع مواقفها وتوجهاتها وسياساتها.. وهذه النجاحات أضافت لقوة وقدرة مصر الكثير وعلى كافة الأصعدة السياسية والدفاعية والأمنية والتجارية والاقتصادية وجذب الاستثمارات الكبرى.. لذلك أتوقف عند سؤال مهم للغاية ماذا استفادت مصر من نجاحات وجهود الدبلوماسية الرئاسية وما نتائج هذه الجهود على كافة المستويات والأصعدة والمجالات؟
أولاً: استعادت مصر من علاقاتها الثقة مع الدول الكبرى وبفضل سياسات وزيارات ولقاءات واتصالات الرئيس السيسى وما يحظى به من تقدير واحترام فى زيادة قدراتها فى الكثير من المجالات وحل الأزمات.. خاصة فى مجال الطاقة وتوطين الصناعة ورفع القدرات الدفاعية والاستعانة بالخبرات والقدرات والتكنولوجيا فى هذه الدول من أجل «عصرنة» تجربة مصر فى البناء والتنمية وهى جرت بأعلى المعايير والمواصفات.
ثانياً: علاقات الشراكة وتبادل المصالح مع الدول المتقدمة خلقت كوادر مصرية جديدة قادرة على مواكبة العصر فى الكثير من المجالات فى الأنفاق والبنية التحتية والنقل والمواصلات والطاقة وتكنولوجيا المعلومات وتوطين الصناعة والإعمار والزراعة بالأساليب والنظم الحديثة وبات لدى مصر خبرات وقدرات قادرة على تنفيذ المشروعات العملاقة فى أى دولة خاصة فى الشرق الأوسط وأفريقيا والمنطقة العربية.
ثالثاً: جذب أكبر الشركات والكيانات العالمية العملاقة للعمل والاستثمار فى مصر وأيضاً المساهمة بالدور الأكبر فى تدفق الاستثمارات الضخمة والمباشرة وزيادة فرص التمويل والدعم وزيادة المشروعات والشركات الأجنبية من مختلف دول العالم الأوروبية والصينية والهندية وأيضاً الاستثمارات والشركات العربية وإقبال كبار رجال الأعمال والمستثمرين للعمل فى مصر فى ظل حرص الرئيس السيسى على لقاء مجتمع رجال المال والأعمال والشركات الكبرى والعالمية فى هذه الدول للعمل فى مصر.. وباتت مصر واحدة من أهم المقاصد الاستثمارية فى الشرق الأوسط لسببين مهمين.. الأول هو نجاح رؤية مصر فى البناء والتنمية فى كافة المجالات والقطاع خلال الـ11 عاماً الأخيرة وفى كافة ربوع البلاد والتى خلقت فرصاً غير مسبوقة للعمل والاستثمار الناجح الذى تتوفر كافة شروط ومقومات نجاحه.
الحقيقة ان وجود الرئيس السيسى خلال مراحل التفاوض مع الشركاء الأجانب فى تنفيذ المشروعات فى مختلف القطاعات ساهم فى تحقيق نجاح كبير وتوفير هائل فى التكلفة وتشجيع للعمل فى مصر وسط بيئة مثالية.. وما رأينا خلال جولة الرئيس السيسى ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون فى التفاوض على تنفيذ بعض المشروعات المهمة فى مصر.. وهو ليس أمراً جديداً على الرئيس السيسى الذى يتابع ويباشر كل صغيرة وكبيرة وهذا المبدأ حقق عوائد ووفر تكاليف هائلة لمصر.. كما ان عمليات تنفيذ المشروعات من خلال الاستعانة بالقدرات المصرية والأجنبية جرت بأعلى المعايير والمواصفات وبجودة عالية تراها فى الصورة الكاملة لمصر الجديدة والحديثة التى تبهر العالم.. والسوال المهم كم من مليارات الدولارات وفرتها الدبلوماسية الرئاسية التى تحرص الدبلوماسية الرئاسية على التفاوض؟.. والسؤال الثانى كم من المليارات ساهمت الدبلوماسية الرئاسية فى تدفقها لمصر؟.. والسؤال الثالث كيف ساهمت الدبلوماسية الرئاسية فى مشاركة أكبر الشركات العالمية تنفيذ المشروعات العملاقة فى مصر فى الكثير من القطاعات وفق شراكات قوية؟.. وبالتالى تنفيذ بأعلى المعايير والمواصفات وكسب مصر لكوادر وخبرات عالمية فى كافة القطاعات.
ما لدى مصر من قدرات وخبرات وامكانيات جاءت من فيض تجربة بناء وتنمية ملهمة صنعت الفارق وباتت نموذجاً ومحل اهتمام للكثير من دول العالم.. كما نجحت مصر فى بناء علاقات دولية قوية تعتمد على المصالح وتبادل المنافع وشراكات اقتصادية وهناك عشرات الشركات ذات الطابع القطرى بالدوحة نموذج لجهود الدبلوماسية الرئاسية التى امتلكت الرؤية والإرادة على استمرار هذا النهج وتستطيع أن تقرأ تصريحات وكلمة الرئيس خلال اللقاء وتخرج بنتيجة مهمة هو الإلمام الرئاسى بكل التفاصيل والفرص الواعدة وعرضه لكل مزايا الاستثمار فى مصر.. ودعا رجال الأعمال القطريين للاستثمار فى مصر فى ظل الأمن والاستقرار النابع من مجتمع واع.. وأسفرت زيارة الرئيس السيسى عن ضخ استثمارات قطرية فى مصر بقيمة 7.5 مليار دولار.. وكذلك حظيت زيارة الرئيس السيسى للكويت بنجاحات اقتصادية كبيرة فى تنفيذ استثمارات كويتية فى الاقتصاد المصرى والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتعددة فى مصر فى مجالات الطاقة والزراعة والصناعة وتكنولوجيا المعلومات والتطوير العقارى والقطاع المصرفى والصناعات الدوائية.
نجاحات الدبلوماسية الرئاسية متفردة وذات خصوصية شديدة وتحلق فى آفاق أكثر رحابة لخدمة الأهداف والمصالح المصرية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاستثمارية ويا ليت جميع المسئولين فى مصر يتعلمون من الرئيس السيسى عبقرية القيادة وامتلاك الرؤية لتحقيق الأهداف.