الأسواق الأفريقية أحد البدائل الرئيسية للصادرات المصرية
الأربعاء الماضي، وفى مستهل جولة خارجية تشمل اليونان، ثم روسيا، للمشاركة فى احتفالات «عيد النصر» تلبية لدعوة الرئيس الروسى بوتين.
وقع الرئيس السيسي، ورئيس وزراء اليونان، كيرياكوس على إعلان مشترك لترفيع العلاقات بين القاهرة وأثينا إلى مستوى «الشراكة الإستراتيجية».
هنا يظهر سؤال ماذا يعنى ترفيع العلاقات المصرية – اليونانية ؟ الإجابة ببساطة تعنى المزيد من فرص التعاون والتواجد المصرى داخل القارة الاوربية، والحفاظ على المصالح المشتركة بين البلدين بعدما وقعا فى أغسطس عام 2020 على «اتفاق ترسيم الحدود البحرية فى المناطق الاقتصادية الخالصة بين البلدين فى شرق البحر المتوسط» بمعنى الحفاظ على حقول الغاز الطبيعى بشرق المتوسط، كما ان تصعيد العلاقات الى مستوى الشراكة الإستراتيجية والتى شهدت توقيع على «عدد من مذكرات التفاهم المشترك».
أيضا تعكس زيارة الرئيس السيسى لأثينا التطور فى العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، فاليونان تمثل أقرب شريك أوروبى لمصر، وتشكل ركيزة أساسية لدعم المصالح المصرية داخل الاتحاد الأوروبي، علاوة على قيام الحكومة اليونانية بدور مهم فى شريحة تمويل الاتحاد الأوروبى المقدمة للقاهرة أخيراً، كما يعتقدون أن «الأبعاد الاقتصادية والتجارية تحمل أولوية فى مجالات التعاون بين مصر واليونان» حيث تسعى القاهرة لمزيد من الدعم اليونانى لتعظيم تعاونها التجارى والاستثمارى مع الاتحاد الأوروبى وكذلك تنفيذ مشروعات إستراتيجية كبري، فى ظل انه تم الاتفاق على مشروع الربط الكهربائى بين الجانبين ويعتبر نقلة نوعية فى مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، ويفتح آفاقاً جديدة لنقل الطاقة الكهربائية النظيفة إلى أوروبا للمرة الأولي.
ولم تكتف مصر بتلك العلاقة الثنائية بل نجحت فى تكامل العلاقات المصرية اليونانية مع «آلية التعاون الثلاثي» التى تجمع القاهرة وأثينا مع قبرص، وقد شكلت هذه العلاقة الثلاثية، خلال العقد الأخير ركيزة أساسية للتعاون فى شرق المتوسط، كما شهدت «تنسيقاً مشتركاً فى عدد من القضايا الإقليمية».
ومن ناحية اخرى على مدار الأسبوعين الماضيين نجح الرئيس فى تحريك قطع الشطرنج الدولية لصالح مصر وشعبها، حيث نلاحظ انه قام بإجراء محادثات مباشرة عديدة الفترة الأخيرة مع نظرائه الأفارقة، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادى والسياسى وتنسيق المواقف المشتركة، ايضا شهدت الأيام الماضية زيارات متبادلة بين عدد من المسئولين المصريين والأفارقة، حيث أجرى السيسى زيارة إلى جيبوتي، فى 23 أبريل الماضي، واستقبل رئيس مجلس السيادة السودانى عبد الفتاح البرهان، بالقاهرة، الأسبوع الماضي، وتلا ذلك لقاء قمة مع نظيره الأنجولي، جواولورينسو، «الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقي»، علاوة على استقبال السيسى لرئيس جزر القمر قبل سفره لليونان، وهو ما يعنى ان ملف التعاون الاقتصادى فى أفريقيا من أولويات التحركات الدبلوماسية المصرية، حيث يرى الرئيس ان «الأسواق الأفريقية تشكل أحد البدائل الرئيسية للصادرات المصرية، ونافذة مهمة لدعم اقتصادها، وتسعى إلى تعزيز وجود الشركات المصرية بمشروعات التنمية المختلفة بدول القارة».
خارج النص:
يرى عدد من الخبراء ان الولايات المتحدة لعبت دوراً كبيراً فى عسكرة المياه فى البحر الأحمر تحت دعوى حماية مصالحها، ومصالح الحلفاء خصوصاً إسرائيل، ولكنها فى الحقيقة استفادت بتعطيل حركة مرور السفن الصينية التى كانت تنقل بضائع بمليارات الدولارات سنوياً، علاوة على تعطيل حركة نقل النفط، وبالتالى تبيع نفطها لأوروبا بأسعار مرتفعة، ومن ناحية أخرى الضغط على مصر التى تأثر دخلها القومى من قناة السويس.