من أقوى ملفات الخيانة والجاسوسية كانت قصة هبة سليم المعروفة والتى كرمتها جولد مائير لأنها عميلة فوق العادة وأعدمها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بذكاء شديد بعدما طلب منه كيسنجر تخفيف الحكم فقال له لقد أعدمت بالفعل فبكى عليها الموساد وجولد مائير لأهميتها والدور الذى قامت به كعميلة محترفة للغاية.
قصة هبة سليم تبعتها قصص أخرى كثيرة منها عزام عزام ورجب عبدالمعطى وسليمان الترابين وولده عودة وغيرهم والتى تدل على نشاط الموساد فى تجنيد العديد فى المنطقة العربية دون توقف لأن العملاء هى أحد أهم أدواته فى تحقيق أهدافه فى الوقت المناسب له وهذا ما يجعلنا نفهم ما حدث ويحدث باغتيال العديد من قيادات إيران وحزب الله وحماس فى زمن قصير جداً وكذلك الحرب على الضاحية الجنوبية للبنان والكشف عن خونة يضعون إشارات أعلى المنازل التى يتم قصفها ويصورون عملية القصف وعندما نذكر لبنان نتذكر سوريا وأشهر جاسوس بها هو كامل أمين ثابت واسمه الحقيقى «إلياهو بن شاؤول كوهين» يهودى مواليد الإسكندرية وأعدم فى ساحة المرجة بدمشق 1965 وفى عام 2018 نجد خبراً مثيراً «جهاز الموساد الإسرائيلى تمكن من استعادة ساعة اليد للجاسوس إيلى كوهين» لأنه ببساطة هذه الساعة كانت أداة قوية جداً فى نقل المعلومات صنعت بتنسيق إسرائيلى أمريكى وكان هناك مطالبات قوية حتى عام 2015 باستعادة رفاته ليدفن فى إسرائيل وهو ما قوبل بالرفض.
ان ملفات الخيانة مستمرة ولها أوجه متعددة وتنشط بقوة مع نشاط الحروب لأنها عنصر مهم فى المعلومات التى تبنى عليها إستراتيجيات متعددة ولكن لا يجب أبداً أن تكون من الداخل لأنها عار على الخونة وتجعلهم يصعدون للهاوية مهما كان ذكاؤهم فهم منكشفون لا محالة.
وهنا لن أكون متحيزاً ولكنى واقعيا عن رجال المخابرات المصرية الذين حموا الوطن فى أوقات صعبة للغاية منذ الخمسينيات وحتى يومنا هذا وما قدموه من صيد أخطر عناصر الجاسوسية التى أعلن عنها وأخرى قد لا يعلن عنها كذلك الدور البطولى للجيش والشعب المصرى مسلم ومسيحى وقبائل سيناء وما قدموه للوطن من تضحيات وشهداء ودماء سالت للحفاظ على الأرض والعرض.
إنها ملحمة صعدت بنا من الهاوية إلى القمة.. ملحمة شعب سعى من هزيمة 67 ليحقق نصراً عظيماً أكتوبر 1973.