كعادة الاخوان المجرمين وقوى الشر والفتنة ومن على شاكلتهم وأذنابهم، أهملوا عمداً ومع سبق الإصرار والترصد رسائل مصر القوية التى وقف أمامها كل العالم وألهمت وجدان كل المصريين الشرفاء، التى أعلنها الرئيس خلال لقاء القائد الأعلى للقوات المسلحة بعدد من القادة بمقر القيادة الإستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتوقفوا بأعلى درجات الخبث والخيانة والكذب والتشويه أمام لحظة بكاء الرئيس، وبكل سوء النية وغياب الضمير راحوا يجتزئون »البكاء« عن السياق، فعند رده على نصيحة المتحدث العسكرى تذكر الموت بأهواله ويوم القيامة »يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد« الآية 2 من سورة الحج، وفى الآية الأولى قال الله عز وجل: «إن زلزلة الساعة شيء عظيم».
نسوا أو تناسوا عامدين قاصدين أن الرئيس ليس إلا بشراً يرجو رحمة ربه ويخشى عذابه.. استحضر عظمة الله عز وجل وأهوال يوم القيامة ورهبة الحساب بين يدى الله.. استحضر الرئيس الإنسان ضعفه أمام خالقه عز وجل، غلبته دموعه وهو يقول «هما يومين فى الدنيا وبعد ذلك سنموت وربنا يقبلني»، ثم توجه إلى المتحدث العسكرى قائلاً وهو الذى اهتز قلبه: الحكاية التى نتواجد بسببها فى الأرض، لن تهون عليك أبداً.
هنا تتداخل أحاسيس الانسان- أى إنسان أو مسئول أو رئيس- فإن كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته، وقد شاء قدر الرئيس السيسى أن يتولى أمر مصر فى ظروف عالمية بالغة التعقيد وتحديات دولية وإقليمية وفى سائر الاتجاهات الإستراتيجية المصرية، ويحلم فى ذات الوقت بالارتقاء بجودة حياة كل المصريين.. إنه أمر بالغ التعقيد.
ما تعودناه منهم، من الإخوان المجرمين وأذنابهم، أنهم لا يملون التشكيك فى كل شيء، هدفهم إثارة البلبلة ونشر اليأس والإحباط فى نفوس المصريين وتأليب الرأى العام، حتى العلاقة بين الانسان وربه، بين الرئيس وخالقه دخلوا فيها يحرفون الكلم عن مواضعه، ويتحدثون عن النوايا وكأنهم اخترقوا الحجب، واطلعوا على الغيب وعلموا بالأسرار والخفايا.
لم يتوقفوا أمام فكرة اللقاء، الذى جاء هذه المرة مختلفاً عما اعتاده الناس، جمع الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة قادة الفرق واللواءات جنباً إلى جنب مع قادة الجيوش بحضور القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالمجيد صقر وزير الدفاع والانتاج الحربي، والفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية، وفتح حواراً ونقاشاً مع الحاضرين وكأنه يريد لرسائله أن تصل إلى كل جندى مصرى فى كل المواقع والثكنات.
تغاضوا عمداً ومع سبق الإصرار والترصد عن رسالة الرئيس القوية التى تبث الأمن والطمأنينة فى قلوب المصريين وأحبائهم، وتنشر الرعب والفزع فى أعماق أعداء مصر وخصومها، فإن جيش مصر القوى القادر جاهز ومتيقظ، وعلينا الاستمرار فى بناء قدرات القوى الشاملة صوناً وحماية لمصرنا العظيمة، فإن القوات المسلحة ركيزة استقرار مصر.
رسالة أخري، فإن التنمية الشاملة للدولة ضرورة ولابد أن تستمر لتحقيق تطلعات الشعب المصرى والمستقبل الأفضل لأبنائه.
والرسالة النافذة إلى ضمير كل مصري، فإن أمن مصر وسلامتها أمانة فى رقبتنا جميعاً، وبالطبع فى رقبة القوات المسلحة بوصفها خط المواجهة الأول.
وتحذير رئاسى من القائد الأعلى لكل المصريين، فإن مصر مهما امتلكت من عوامل القوة والقدرة، لا يجب أن يتملكنا الغرور أو الاستهتار والاستخفاف.
أحاول معكم الغوص فى عدد من الرسائل المتداخلة التى تحمل بين طياتها وفى أعماقها جهاداً رهيباً مع النفس، إنه الجهاد الأكبر.. فالرئيس فى رسائله أكد صعوبة الأحداث التى تمر بها المنطقة وسط عالم يموج بالحروب والصراعات، ووسط هذا الإعصار العالمى والإقليمى تمسك مصر بين يديها بجمرة شديدة البأس، انها تتمسك بالاعتدال والصبر والتوازن، وليس هذا أبداً بالأمر السهل الهين، فإن الاخوان الكاذبون لا يمكن لهم أن يشعروا بهذه الأحاسيس الوطنية، فإنهم لا يعترفون بالأوطان.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: »ليس الشديد بالصرعة وإنما الذى يملك نفسه عند الغضب«، وهنا يثور سؤال: من منا لم ينتبه الغضب لما يسمع ويرى عبر شاشات التلفاز من دمار وخراب وقتل وتدمير وأنهار من دماء الأطفال والنساء؟!.. فالرئيس السيسى منا ونحن منه، فإن مصلحة الوطن العليا أمانة، ورقاب المصريين أسمى أمانة.
أضف إلى ذلك، مسئولية الرئيس عند اتخاذ القرار- أى قرار- وكما أكد فأنه يجب ألا ننجرف ونتخذ قراراً يمكن أن يضيع ما وصلنا إليه من الاستقرار والجهد والعمل طوال 10 سنوات.. وأتوقف أمام احساس الرئيس السيسى بعظم الأمانة الملقاة على عاتقه، وهو يذكر أن أمن مصر وسلامتها أمانة فى رقبتنا.
السؤال المهم: هل ونحن أمام رئيس وطنى مسئول ومشاعر إنسانية أن نتخيل حجم وعظم وجسامة وثقل ما يحمله من هموم وأثقال يصارع فيها واقعاً شديد التعقيد وأوضاعاً عالمية وإقليمية شديدة الاضطراب مع رغبة حقيقية صادقة فى الارتقاء بجودة حياة شعبه ومستوى معيشة مواطنيه؟!.. وهذا كله يكلله الإيمان بالله ويوم الحساب، فأى دموع تلك التى يمكن كبح جماحها؟!
أتوقف هنا، كى أعيد إلى قلوب الاخوان المجرمين التى علاها الصدأ وأفئدتهم التى امتلأت حقداً وكراهية لمصر والمصريين، أكتب لهم بعضاً مما أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم فى محكم التنزيل حتى يدركوا هول يوم القيامة إذا أدركوه بوعى حقيقى غير زائف وقلوب تطهرت من آثامها وأحقادها، كى نقرأ بالعقل والوعى والإدراك أن الدموع هى أقل ما يمكن للمرء السوى أن يذرفه خوفاً من الله وطمعاً فى جنته ورضوانه.
»كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور« آل عمران الآية 185.
»وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً« الكهف الآية 47.
»إن الذين كفروا لو أن لهم ما فى الأرض جميعاً ومثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب أليم« المائدة الآية 36.
»اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً« الإسراء الآيتان 13 و14.
»وعنت الوجوه للحى القيوم وقد خاب من حمل ظلماً« الآية 111 من سورة طه.
والآيات كثيرة عن أهوال يوم القيامة، ولمن يريد المزيد، الآيتان 93 و95 من سورة مريم، والآيتان 30 و31 من سورة الزمر، وسور الواقعة والقيامة والمرسلات والنبأ والنازعات وعبس والتكوير والانفطار والمطففين والانشقاق والغاشية والفجر والزلزلة والقارعة.
>> وبعد
فإنه ورغم الألم والحسرة لما آل إليه إعلام الاخوان المجرمين وأذنابهم وأبواقهم المريضة والمغيبة، فقد أثلج صدرى أبناء مصر المخلصون الذين استنكروا بكل قلوبهم ما صدر من الاخوان المجرمين وأذنابهم وأبواقهم وبعضهم توجه إلى الله عز وجل بالدعاء أن يعين الله عز وجل رئيس مصر ويؤيده بنصره.
وبعضهم يرد على خفافيش الاخوان الإلكترونية الارهابية ودعوا الله أن يكفيه كيد الحاقدين، وآخرون كتبوا أن بكاء الرئيس دليل على ثقل الحمل الذى يحمله، وهذا أقل القليل.. وتحيا مصر والمصريون.