فى بداية الأحداث فى غزة، عندما تحدث المتطرفون الصقور الصهاينة عن أن الحرب ربما تستغرق عدة أسابيع وقد تصل إلى شهر أو شهرين، كان العالم يرى أن هناك مبالغة من إسرائيل فى فترة الحرب، ولم يكن هناك أى توقعات بأن تكون حرب إبادة وانتقام وتجريف ومحو مدينة وأهلها من على وجه الأرض.
ويوما بعد يوم وشهرا بعد شهر، تتواصل العمليات العسكرية المشتعلة، ويزداد سعار جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو يمضى من فشل إلى فشل فى محاولات تحرير الأسرى اليهود من قبضة حماس، وتتكشف الأمور وتتضح النوايا الخبيثة، ويعيد نتنياهو ما حدث قبل العام 1948، عندما استخدمت العصابات اليهودية كل وسائل القوة والقتل والدمار والخراب بدعم من الغرب الذى كان يريد ان يتخلص من اليهود المرابين والذين يشعلون الحروب ويثيرون الفتن.
وما أشبه الليلة بالبارحة، ما أن بدأت الآلة العسكرية تجتاح القطاع، حتى وجدت إسرائيل كل أنواع الدعم من أوروبا وأمريكا بالسلاح والعتاد والمعلومات والجند والخبراء العسكريين، الذين ساهموا وبكل ما أوتوا من قوة ضد شعب أعزل، يقتلونه بالسلاح وبالتجويع ومنع الماء والغذاء والعلاج، بمباركة الغرب الذى يدعى حماية حقوق الحيوان وينتهك حقوق الإنسان فى فلسطين.
ولم يعد لدى شك فى أن الحرب على غزة أمريكية قبل أن تكون إسرائيلية، ولم يكن ذلك سرا فكل التصريحات المعلنة والعمليات السرية تفصح عن النوايا السيئة، ومن الاعترافات من الداخل الأمريكي، ما قالته جيل شتاين المرشحة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، إن مليارات الدولارات التى تقدم معونات عسكرية لإسرائيل يجب أن تستخدم لتلبية الاحتياجات الأساسية، وأن الولايات المتحدة تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن العنف فى غزة، الذى تغذيه التحيزات المؤيدة لإسرائيل فى وسائل الإعلام والسياسة، وأن العديد من السياسيين تلقوا ملايين الدولارات من لجان العمل السياسى لدعم الحرب، وتقدم الولايات المتحدة 80٪ من الأسلحة المستخدمة فى قتل النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء، كما تقدم المال والدعم العسكرى والغطاء الدبلوماسى والاستخبارات، لذا، فإن الولايات المتحدة تتحمل المسئولية الكاملة، كما أضافت شتاين: هذه حربنا، من الخطأ أن نطلق على هذه الحرب حرب إسرائيل، إنها حرب الولايات المتحدة، نحن مسئولون عنها ويمكننا إيقافها فى رمشة عين، ودعت الناخبين إلى عدم الانخراط فى «تأييد الإبادة الجماعية»، حيث يتم تطبيع تعذيب وقتل الأطفال، مما يهدد بتدمير القانون الدولى وحقوق الإنسان وتداعيات سلبية على الولايات المتحدة.
وبصفتها يهودية أمريكية، صرحت شتاين بدعمها لحل الدولتين، وانتقدت حكومة نتنياهو ووصفتها بأنها «حكومة فاشية» تنخرط فى الإبادة الجماعية.
وبدلا من الحديث عن إيقاف الحرب، يتوعد السيناتور الأمريكى والسياسى بالحزب الجمهورى ليندسى جراهام، علنا خلال لقاء تلفزيوني، بقتل رئيس المكتب السياسى لحركة حماس يحيى السنوار، فى حال فوز حزبه فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وكشفت تقارير أمريكية، عن أن إسرائيل وأمريكا تستثمران قدرا هائلا من الموارد، للبحث عن السنوار، وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن واشنطن قدمت لإسرائيل رادارا تخترق موجاته الأرض للمساعدة فى ملاحقة رئيس المكتب السياسى لحماس يحيى السنوار.
وتم إنشاء وحدة خاصة داخل مقر جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى (الشاباك) لاعتراض اتصالات السنوار، وتزويد إسرائيل بـ»رادار اختراق الأرض»، للمساعدة فى رسم خريطة لمئات الأميال من الأنفاق الموجودة تحت غزة.
كما كشفت التقارير عن تمكن إسرائيل من رصد مكالمات السنوار من داخل الأنفاق، بمساعدة أجهزة التنصت الأمريكية، إلا أنها لم تفلح فى تحديد موقعه، وقد تخلى منذ فترة طويلة عن إرسال الرسائل إلكترونيا، واعتمد على الرُسل البشريين، مما أدى إلى تعقيد البحث عنه والوصول إليه، و«أصبح أشبه بالشبح».