بالنظر إلى الأحداث التى تحدث بالمنطقة العربية حالياً وفى الماضى القريب وتطلعات الشعب العربى للمستقبل القريب يلاحظ المرء حدوث العديد من التناقضات التى تؤثر على الأجيال الحالية والمستقبلية.
يواجه الشعب العربى ظلماً فادحاً من الدول الغربية والولايات المتحدة حيث يتم توصيف أى أعمال وطنية لمواجهة التمدد والظلم الإسرائيلى العدو الرئيسى للشعوب العربية بأنها أعمال إرهابية.. حيث فوجئت عند مشاهدتى مؤتمراً للأحزاب المعارضة فى فرنسا التى تحاول التجمع لمواجهة ماكرون فى الانتخابات التشريعية القادمة بأنهم معارضون للعملية الإرهابية لحماس ضد إسرائيل، سبحان الله حيث يصف الغرب الأعمال الفدائية لشعب تم اغتصاب أرضه واستباحة قتل شعبه لأكثر من مائة عام فى مئات المذابح دون النظر للجنس والسن وعندما يقوم الشعب من خلال أفراد المقاومة بالهجوم على العدو يتم وصفه بالإرهاب، إنها قمة التناقضات التى تواجهنا نحن العرب فى حياتنا.. حيث لم تتعرض أحزاب المعارضة الفرنسية لعمليات القتل والإبادة الجماعية المستمرة للجيش الإسرائيلى منذ أكثر من مائة عام وبالأخص بعد عملية طوفان الأقصى ضد الأطفال والنساء الفلسطينيات.
وعلى التوازى نلاحظ انعقاد مؤتمر قمة الدول السبع الكبرى فى إيطاليا وإلقاء اللوم على حماس.
حيث يوضح قرارهم قمة التناقضات نظراً لأن هدفهم الرئيسى هو نزع سلاح المقاومة الفلسطينية وإلغاء أى مظاهر لمقاومة تمدد وطغيان إسرائيل شعباً وجيشاً وحكومات وكوسيلة لتحويل الشعب الفلسطينى إلى شعب مستسلم لتحقيق أغراضهم الشيطانية التى تتمثل فى تحقيق السيطرة الكاملة على مقدرات وتطلعات كل الشعوب العربية وإلغاء أهداف التقدم والرقى للشعوب العربية.. ويتمثل قمة التناقضات المقارنة بين الصور التلفزيونية لأطفال وشباب وسيدات قطاع غزة والتوتر على وجوههم وصور الطفل الفلسطينى وهو يحمل إناء الأكل ويطالب مقدمى الغذاء غير الآدمى بالمزيد لكى يتم تحقيق الاكتفاء لباقى أسرته من طعام يملأ البطون فقط دون النظر لقيمته الغذائية وعلى النقيض نرى موائد العشاء الفاخرة لزعماء الدول السبع الكبرى فى إيطاليا.
وبالنظر للموقف الداخلى للوطن المصرى لاحظت العديد من التطورات الإيجابية وفى نفس الوقت التناقضات العديدة.
عند تحركى إلى مدينة رأس سدر فى سيناء لاحظت عمراناً مستمر يمين ويسار طريق السويس وظهور التجمعات السكانية ما بين الرحاب ومدينتى وحتى الوصول لمداخل العاصمة الإدارية ونلاحظ ظهور المبانى على يسار الطريق بعد مدينة بدر بعشرات الكيلو مترات وهى بدايات ظهور مدينة نور التى يتم إنشاؤها بأسلوب عصرى ومتطور وتذكرت طريق السويس خلال ستينيات القرن الماضى عندما كنا لا نرى أى شكل من التعمير بعد مغادرة الكيلو 4.5 فى أول الطريق وكان مصنع صقر للصناعات المتطورة هو آخر المبانى وحتى الوصول لمدينة السويس.
وعند الوصول لمداخل نفق الشهيد أحمد حمدى الذى تم تشييده فى عهد السادات نلاحظ تشييد نفق آخر شمال النفق الحالى فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى ونلاحظ جمال المداخل لكلا النفقين وسهولة الحركة وانسيابية المرور وعند التحرك يميناً بعد نهاية النفق فى اتجاه رأس سدر لاحظت نشاطاً كبيراً فى التعمير الزراعى وانتشار الخضرة.
وهنا نلاحظ العديد من التناقضات التى نواجهها وأهمها عدم استغلال أجزاء من الأراضى الصحراوية المنتشرة من أول طريق السويس حتى مدينة الشروق والعاصمة الإدارية فى إنشاء تجمعات متوسطة المساحة لإنشاء مصانع صديقة للبيئة كوسيلة لايجاد فرص عمل إنتاجية للمواطنين الذين سيقيمون فى هذه المناطق السكانية والذين قد يصل عددهم لأكثر من 4 ملايين مواطن بحلول عام 2030.. سبحان الله فى تناقضات الحياة ويدور فى ذهنى من هو السبب فى وصولنا نحن العرب لهذا الوضع.. إن الحل بالطبع فى أيادينا ويجب علينا جميعاً العمل بروح الفريق الواحد لإصلاح المستوى العلمى والثقافى والصناعى والاجتماعى والرياضى لشعوبنا جميعاً نحن العرب حتى لا نستمر فى حالة التناقضات وعدم تحقيق التطلعات المرجوة لنا جميعاً.
يجب علينا مسئولين وأفراداً التمسك بمبادئ الأديان والبعد عن الموبقات والتمسك بالعلم والصحة والرياضة لتربية أجيال متعافية قوية علمياً وتكنولوجياً وجسمانياً وروحانياً وتحول شعوبنا إلى شعوب إنتاجية وليست شعوباً مستهلكة فقط.