على مر الأزمنة وتوالى العصور.. هناك أشياء لا تتغير ولا تتبدل خاصة العادات والتقاليد لأنها تتوارث عبر الاجيال.. لذا منذ قديم الزمان والحياة الاسرية فى عالمنا العربى تتسم بالروابط والتماسك وعلاقات الدفء والمودة والتراحم وإذا نزعا من المنزل أصبح دمارا على الأسر والمجتمعات.. كما يجب على الزوجين أن يعرف كل منهما طباع الآخر.. وما يحب وما يكره.. وما يسعده ويحزنه.. وما ينبغى تجنبه معه فهذا اجرى بدوام العشرة وأبقى للود والمحبة.
ولكن فى الآونة الاخيرة حدث بعض التفكك والتصدع بداخلها مما أدى إلى تغير تلك المفاهيم التى كانت راسخة فى مجتمعنا رسوخ الاسطورة فى الاذهان ومن أهم الاسباب التى أدت إلى هذا التفكك والتصدع الذى ينعيشه اليوم.
أولاً: تدنى المستوى الاقتصادى وانخفاض الدخول لدى الفئات العريضة من مجتمعنا مما يشكل ضغوطا نفسية واجتماعية وسلوكية للحياة اليومية بين أفراد الاسرة الواحد مما جعل التكالب على المال يسبب القطيعة بين الاخ وأخيه والابن مع أمه وأبيه.. وهناك أمثلة صارخة وصلت بعض الحالات فيها إلى حد قتل الام والاب وهى أعلى صلات الرحم مما يدل على أن المادة قد طغت على القيم الروحية بشكل واضح وصارخ تماما.
ثانياً: نرى الاعداد الهائلة التى تسافر جريا وراء لقمة العيش دون أدنى اعتبار أو حساب للأسرة التى تركها وقد يكون من بينها أطفال صغار.. وفى غيبة ولى الامر يحدث التفكك والتسيب وانعدام صلة العاطفة والابوة وكثير من الامهات تشكين من عدم قدرتهن على ضبط سلوك الاولاد فى غياب الاب ويكون الثمن فادحا وأكثر بكثير مما جمعه من أموال أثناء غيابه وكثيرا ممن عادوا تمنوا لو أنهم ظلوا مع أسرهم وذويهم بدلا من الذى حدث فى غيابهم.
ثالثا: الفن الهابط والمتمثل فى الافلام والمسلسلات التجارية والاغانى الهابطة ذات الايقاع السريع وغياب الرومانسية والقيم الروحية منها لدرجة انها تركت أثرا كبيرا فى تشكيل وجدان الشباب من الجنسين خاصة فى سن المراهقة ولقنتهم قيما جديدة مغايرة مثل «الدنيا فلوس» وان المهم «الفهلوة والحداقة» بالاضافة إلى الكلمات السوقية التى صاغها الفن الهابط بعيدة عن قيم التضحية والفداء والفضيلة وتحول حب الوطن والقيم والاخلاق إلى حب الانانية والامتلاك والرغبة فأصبحت «الآنا» هى المعيار الذى يؤمن به الكثير من الشباب الذين يسمعون ويشاهدون فنا هابطا ورخيصا هذا بالاضافة إلى الموسيقى ذات الرتم السريع التى جعلت الاعصاب تتوتر وتثور وغاب التأمل إلى الحد الذى جعل الشباب يستجيب لأى مؤثر خارجي.
رابعا: الخلافات بين الزوجين وعدم انسجام كل طرف منهما مع الآخر لوجود تفاوت بينهما فى السلوك والثقافة والطباع والواجب فى الانسان الراغب فى الزواج ان يراعى عند اختياره لرفيقة حياته ان تكون فى مثل مستواه الاجتماعى والعلمى والمادى وان يكون هناك تقاربا فى وجهات النظر بينهما عندها لن يحدث الخلاف بل ويكونا معا أسرة سعيدة مبنية على المحبة والمودة الصادقة التى تجنى ثمارها الاجيال القادمة.
خامسا: مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا كان لهذه المواقع عظيم الاثر فى تغيير عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا التى تربينا عليها.