غارات الاحتلال ومجازره تتواصل.. ومسيرات الحوثيين تصل «تل أبيب»
بابا الفاتيكان يطالب بهدنة من الصراعات
تقود إسرائيل منطقة الشرق الاوسط بأسرها إلى ساحة حرب عواقبها وخيمة عقب الهجوم الذى شنته على ميناء الحديدة اليمنى والذى تواصل أمس بالغارات على منطقة رأس عيسى ومنطقة بحيص غرب اليمن علاوة على عمليات القصف والاغتيال شبه اليومية التى تنفذها بحق أهداف وقادة حزب الله اللبنانى واستمرار عدوانها الغاشم على غزة والضفة الغربية لأكثر من 9 أشهر.
تأتى هذه التطورات بينما توجه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى واشنطن ليلقى كلمة أمام الكونجرس الأمريكى والاجتماع بالرئيس جو بايدن المهدد أصلاً بالانسحاب الإجبارى من سباق الانتخابات.
زيارة نتنياهو لواشنطن تأتى رغم اشتعال جبهته الداخلية على وقع مظاهرات يومية تطالب برحيله وإجراء انتخابات مبكرة وتردى اقتصادى غير مسبوق.
وعززت إسرائيل أمس حالة التأهب فى قطاعات إستراتيجية بعد الضربة التى وجهتها إلى ميناء الحديدة والتوعد الواضح من الحوثيين بالرد.. والتهديد المباشر من حزب الله وأفاد الإعلام الإسرائيلى بأنه تم توجيه مؤسسات عدة، من بينها تلك المسئولة عن القطارات والموانئ والمطارات للاستعداد لكل السيناريوهات.
كما رفع سلاح البحرية درجة التأهب فى إيلات، ونقلت وسائل الإعلام عن مسئولين إسرائيليين إن المواجهة مع جماعة الحوثى ستكون طويلة وأنهم يتوقعون ردا من جماعة الحوثي، وأن إسرائيل تستعد فى الوقت نفسه لمهاجمتها بضربات «أكبر بكثير».
وفى اليمن، وجه زعيم جماعة الحوثى فى اليمن رسالة شديدة اللهجة إلى إسرائيل فى كلمة متلفزة عصر أمس.. وقال عبدالملك الحوثى ان العدو الإسرائيلى استهدف مناطق وأهدافاً اقتصادية للإضرار بالشعب اليمنى ليصور لجمهوره الغاضب والخائف من مشاهد النيران انه حقق إنجازا كبيرا ووجهت ضربة موجعة لليمن.
وقال ان عملياتهم فى البحر الأحمر تؤثر بقوة على العدو الإسرائيلي.. وكشف الحوثى أن جماعته أضافت أسلحة جديدة فى الصراع، مشيرا إلى أن الاستهداف الأخير لتل أبيب بمسيرة قتلت إسرائيليا وأصابت آخرين بداية للمرحلة الخامسة من التصعيد ونعتبرها معادلة جديدة ستستمر.
على جانب آخر تسببت حرب غزة المندلعة منذ 7 أكتوبر فى توترات مثيرة بين إسرائيل وحليفتها التاريخية وبحسب صحيفة يديعوت احرنوت فان نتنياهو يتطلع إلى إعادة تأكيد وتعزيز التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة، فى الوقت الذى تخوض فيه إسرائيل حرباً على عدة جبهات.
ويصطحب رئيس الوزراء معه وفدا من عائلات المختطفين، ومن المفترض أن يلتقى مع بايدن، فى نهاية خمسة أيام من العزل للرئيس الأمريكى الذى أصيب بكورونا وحتى الآن ما زالت تل أبيب تنتظر الموافقة الأمريكية على اللقاء وهو ما يعتمد على الفحوصات الطبية التى سيخضع لها الرئيس.
على صعيد الوضع الداخلى فى إسرائيل، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن تراجعا حادا سُجل فى بورصة تل أبيب فى ظل مخاوف من رد جماعة الحوثى على الغارات الإسرائيلية التى استهدفت ميناء الحديدة.
كما نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن رئيس بلدية كريات شمونة فى منطقة الجليل قبالة الحدود مع لبنان أن 14 ٪ من السكان الإسرائيليين أعلنوا أنهم لن يعودوا للعيش فيها.
ويتهمون الحكومة بأنها تتجاهل ما يحصل، فى إشارة إلى الهجمات الصاروخية التى يشنها حزب الله اللبنانى على هذه المستوطنة ومستوطنات أخرى بالجليل والجولان السورى المحتل.
كما توقف العمل فى ميناء إيلات كليا لعجز السفن عن المرور فى أى اتجاه للوصول إلى الميناء الواقع جنوب دولة الاحتلال وتم تسريح عدد كبير من العمال بسبب الأزمة المستمرة في البحر الأحمر.
وعلى الجبهة اللبنانية، أكد الجيش الإسرائيلى أنه استهدف مستودع ذخائر لحزب الله اللبناني، بعدما نقل الإعلام الرسمى اللبنانى تعرض مستودع ذخائر فى جنوب لبنان لغارة إسرائيلية.
ويتبادل حزب الله القصف بشكل شبه يومى مع جيش الاحتلال منذ اندلاع الحرب فى غزة فى 7 أكتوبر.
فى السياق، ارتكب الاحتلال ٤ مجازر جديدة فى آخر 24 ساعة فى غزة سقط بسببها 64 شهيداً و105 مصابين، وقالت مصادر فلسطينية إن الاحتلال قصف مخيمات النصيرات 63 مرة فى 7 أيام فقط، تسببت فى 91 شهيداً ومئات المصابين، وكشفت الأمم المتحدة أن سوء التغذية وصل فى غزة إلى مرحلة صعبة.
يأتى هذا، فيما وجه البابا فرانسيس بابا الفاتيكان رسالة بمناسبة اقتراب بدء أولمبياد باريس، ناشد فيها بضرورة أن تتيح هذه الدورة الفرصة لهدنة من الصراعات فى العالم، وأن يكون اللاعبون سفراء للسلام.