أهم ما يميز الشعب المصرى هو قدرته على التكاتف
فى العصر الرقمي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى وسيلة رئيسية لتشكيل الوعى وتوجيه الرأى العام، وخاصة فى تلك الأوقات التى تتعرض فيها الدول لهجمات الكترونية، شرسة هدفها النيل من وحدة الوطن وزعزعة الاستقرار تحت مسمى ثورات الربيع العربى أو العبرى والتحرر، لتفكيك الجيوش العربية والسيطرة على الدول وسهولة تقسيمها الى دويلات على أساس عرقى أو دينى لضمان التفوق النوعى للكيان المحتل على جميع الدول العربية، وذلك باستخدام لجان الكترونية عربية وغربية مدفوعة الأجر لتنفيذ تلك المخططات وضرب الداخل وتكدير السلم المجتمعى كما يحدث مع مصر، التى تتعرض خلال الفترات الماضية، لموجات من الحملات الإلكترونية الممنهجة التى تستهدف زعزعة استقرارها والنيل من وحدتها الوطنية، على أيدى أجهزة استخبارات ، تسعى لضرب النسيج الاجتماعى المصرى بنشر الأكاذيب وتزييف الحقائق لإثارة الفتن.
تعتمد هذه الحملات على استخدام وسائل حديثة من التضليل الإعلامي، واستغلال الأحداث المحلية أو الدولية لتوجيه ضربات مباشرة أو غير مباشرة إلى صورة الدولة، من خلال نشر الأخبار الكاذبة والمفبركة وتداول أخبار غير دقيقة بهدف إثارة القلق والخوف بين المواطنين، وإثارة الفتن بين الفئات المجتمعية، إضافة الى التلاعب بالصورة والمحتوى البصرى واستخدام صور وفيديوهات مزيفة لتحريف الوقائع.
تتمثل الأهداف الرئيسية لتلك الحملات فى خلق حالة من التشكيك الدائم، واستنزاف الطاقة النفسية للمجتمع، وضرب الروح الوطنية، لإضعاف الدولة داخليا، وعرقلة جهودها التنموية، ومشروعاتها القومية، لذا بات علينا جميعا وخاصة شريحة الشباب التحلى بالوعى للتصدى لتلك الهجمات بكل قوة والوقوف خلف الوطن، واظهار مدى تلاحم قوى الشعب المصرى خلف جيشه ومؤسساته الوطنية.
علينا جميعا أن نكون حائط الصد الأول أمام تلك الحملات والتحلي بسلاح الوعي والرد الإيجابى على الأكاذيب وعدم الانجرار وراء الشائعات، واستخدام المنصات نفسها لنشر الحقائق والتوعية، مما يسهم فى دحض الأكاذيب، علاوة على تعزيز الروح الوطنية ودعم مؤسسات الدولة من خلال نشر الوعى بأهمية دورها.
الدفاع عن الوطن لم يعد قاصرا على الميدان العسكرى فقط، بل أصبح الفضاء الإلكترونى ميدانا جديدا يتطلب من المواطنين مهارات جديدة للتعامل مع التحديات وبناء الوعى الرقمى لدى الأفراد، خاصة الشباب، الذى يمثل الدرع الأساسى ضد حملات الهدم، ومن هنا، تأتى أهمية دور المؤسسات التعليمية والإعلامية فى إعداد برامج توعية تسلط الضوء على مخاطر هذه الحملات، وكيفية التعامل معها، وتعزيز الحوار المجتمعى بين مختلف الأطراف بما يسهم فى خلق بيئة متماسكة يصعب اختراقها.
أرى أن أهم ما يميز الشعب المصرى هو قدرته على التكاتف فى أوقات المحن، رغم شراسة الحملات الإلكترونية، فإن وعى المواطنين وتلاحمهم مع قيادتهم يمثل السلاح الأقوى لإفشال مخططات دعاة الخراب والهدم، خاصة وأن الدفاع عن الوطن لم يعد خيارا، بل واجبا على كل مصري، حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل شر.