الأعمال اليدوية مجال عريق تألقت فيه مهارة الصانع المصري عبر التاريخ.. شغف وحب يؤدي إلى الابتكار ثم الإبهار بمنتجات تحمل بصمة اليد و نبضة القلب وخلاصة العقل.
تتميز الحرف بتنوعها وإتقانها .. تقاوم الإندثار وتحافظ على التميز والسمعة الطيبة ولكنها تشكو في الغالب من غياب قنوات الاتصال مع المستهلكين وضعف التسويق لذا يحتاج أصحابها إلى التجمعات والكيانات تجمع كل الحرف وتنسق بينها جهود التسويق سواء في أماكن بيع على الأرض أو أونلاين ومعها معارض دورية تنشط حركة المبيعات ..
شباب الأعمال اليدوية لا يستسلمون للروتين ويرفضون «قعدة المكتب» بل يفضلون أوقاتهم الخاصة مع تصميماتهم وخاماتهم ليصنعوا منها المنتجات الرائعة التي تضفي قيمة وجمال لمن يقتنيها ويقدرها أصحاب الذوق الرفيع .
«إطلع للنور» مبادرة شبابية تجمع هواة «الهاند ميد» بدأت بالتعريف بأصحاب الأنامل الذهبية على صفحات وجروبات الفيس بوك ونجحت في جمعهم في موقع أونلاين يوفر منتجاتهم ثم خطوة المعرض بسوق الفسطاط ليستقبلوا عشاق »اللمسة اليدوية« صناعا وجمهورا في حلم متجدد للترويج لمنتجات لا تتشابه ولا تتكرر.
الصديقتان آية محمد عدوي و هاجر حسام الدين قامتا بزيارة معرض »اطلع للنور« لتشجيع هؤلاء الشباب ونقل تجاربهم وطرح مشاكلهم والترحيب بأحلامهم .
الكلمة الإيجابية
محطة البداية مع مؤسسة مبادرة »اطلع للنور« د.ماريان كريم التي بدأت أثناء كورونا والحجر الصحي ،كصحوة ضد اليأس للخروج عن مشاعر البعض السلبية بتوقف الحياة بعد خسارة مصادر رزقهم وترك وظائفهم وتحول مواقع التواصل الاجتماعي لأماكن لنشر الطاقة السلبية والأخبار الحزينة و جاء البديل في قصص إيجابية عن هوايات ومشاريع صغيرة عمادها «الهاند ميد» .
هذه التجارب بمنتجاتها المبهجة جددت الأمل وتشجع أصحاب الهوايات على إحيائها وظهرت قصص جديدة و جاءت مبادرة ماريان بالدعم والتشجيع والكلمة الإيجابية واختارت عنوانها »إطلع للنور« كدعوة للتعلم والظهور وتطوير الأفكار وتبادل التجارب لأصحاب المشاريع الصغيرة
يشارك صاحب المشروع تحت الهاشتاج #اطلع_للنور : يسرد قصته والمصاعب التي مر بها فتتحول المبادرة إلى تجمع للدعم ومشاركة الخبرات مع التعريف بالمنتج وصانعه في نفس الوقت
تفاعل مع المبادرة علي مواقع التواصل أكثر من مليون وربع وانضم لها أكثر من ٠٤ عارض وعارضة وزار المعرض في نسخته الأولى في سوق الفسطاط آلاف الزوار ومازال الهاشتاج فعالا يجتذب يوميا المزيد من القصص الملهمة بالإضافة إلى موقع أونلاين للمبادرة للنهوض والدعم للمنتجات المصرية تحت عنوان cotzl
حماس وتجديد
في المعرض تواجد الشباب بكثرة بحماسهم ورغبتهم في الإضافة والتجديد يستفيدون من خبرات الكبار واستمتاعهم بالأعمال اليدوية المتنوعة من الملابس إلى الديكور ومن الحقائب إلى الهدايا المختلفة .
هدايا « مريم» .. فن وذوق
مريم روماني 27 سنة فنون تطبيقية قسم ديكور… شغوفة بالهاند ميد منذ المرحلة الإعدادية صنعت هدايا أصدقائها بنفسها .. تخصصت إبداعاتها في
الحقائب، والمحافظ، والوسائد من خامات متنوعة مثل أقمشة الدك، الحرير، الصوف، الكونكريت والماربل البودرة الذي تراه أفضل من الجبس وأغلى سعرا وتضيف أن الخامات متوفرة والتسعير يعتمد على الخامة والوقت والمجهود وتتراوح الأسعار من 001 إلى 003 جنيه.
والتحدي أمامها العمل بمفردها و انجاز كمية كبيرة وتسليمها في موعدها وتشكو من تقليل بعض الزبائن من قيمة المنتج أو الجهد المبذول.
مريم انضمت للمبادرة عن طريق الفيسبوك وتحمست للمعرض لتوصيل فنها للجمهور.
اكسسوارات «عنان» إبداع وأناقة
عنان عادل 31 سنة مهندسة معمارية -بدأت مشوار الإبداع إعجابا بحلق شاهدته وفكرت صناعته بنفسها وأصبح الحلق أول تصميماتها
تحب العمل اليدوي لأنه يفتح أبواب الحرية بعيدا عن المكاتب حيث تستطيع تصميم أي فكرة تخطر على بالها وفي أي وقت.
وتستخدم الصلصال الحراري و الريزن والنحاس والاستانلس ستيل واللؤلؤ والاحجار والوان الميكا والاكليريك وورق الذهب.
تعمل بمفردها مع تطور تصميماتها ..
أرشدتها للمبادرة صديقتها وشجعتها د.ماريان في فترات احباط واجهتها واقنعتها بالمشاركة في المعرض.
توضح أن للأسعار اعتبارات تحكمها مثل الخامة والوقت والمجهود فهي تلاقي صعوبة في إيجاد خامات ذات جودة من أماكن موثوقة وتوفير الوقت لمشروعها دون الإهمال في بيتها ورعاية ابنها . .وتطمح إلى تكوين فريق عمل والمشاركة في معارض أكثر وتقديم ورش لتعليم المبتدئين وتحلم بانتشار مشروعها والإضافة إليه باستمرار
كروشيه «إسراء» دفء وجمال
اسراء محمد 31 سنة -عشقت الكروشيه منذ التاسعة عشرة من عمرها رغم تجربتها لفنون يدوية أخرى مثل السجاد والخرز والتطريز.
تصنع منتجات متنوعة مثل الملابس والحقائب والميداليات والمفروشات والديكور وتعتمد على خامات مستوردة مثل الصوف التركي للملابس الشتوية والكليم للحقائب والديكورات
وتؤكد أن تسعير المنتجات اليدوية ليس عشوائيا بل هناك كورسات وإن كانت لا تطبقها «بحذافيرها» لأن زبون «الهاند ميد» يصر على الفصال وتضطر لإرضائه وتشير إلى صعوبة الحصول على الخامات لمشاكل الاستيراد وارتفاع أسعار القطاعي لأنها لا تستطيع الشراء بالجملة لعملها بمفردها..وتلفت أن أصحاب المشروعات الصغيرة يواجهون صعوبة في الدعاية والتسويق لأن البيع في منفذ أو تأجير مكان في معرض بأسعار غالية لذلك الوصول إلى سعر يساوي المجهود شبه مستحيل ..اشتركت في المبادرة عن طريق صديقة وانضمت للموقع للبيع أونلاين وحلمها منفذ مستقل في مول كبير وأن تجد منتجاتها طريقها للتصدير.
الفخار…فخر القدماء
محمد أشرف عابدين 21 سنة، والده شيخ الفخارين و اللقب متوارث أبا عن جد منذ عام 1920.
عمل والده مع جده ونشأ في أحضان الحرفة، مؤكدا أن الجيل الجديد يوظف التكنولوجيا والتسويق عبر الإنترنت مستفيدا من خبرة الكبار ومشوارهم مع الفخار ويؤكد أن الخامات مستوردة أو محلية ذات جودة عالية خالية من الرصاص مطابقة للمواصفات العالمية، وتستخدم كأواني طعام وأدوات منزلية وديكورات ويقوم بالتصدير للخارج والتسعير يعتمد على سعر الخامات ومراعاة الجهد المبذول في التصنيع والتكلفة والطاقة المستخدمة في حرق للفخار إلي جانب الأسلوب المميز..ويرى أن الفخار منتج عالي القيمة بحاجة إلى المزيد من الدعم والاهتمام .
رحلة مدرسية
ومن بين جمهور المعرض لفت نظرنا شروق سامح وملك عبد المطلب -51 سنة فتاتان في عمر الزهور جاءتا ضمن رحلة مدرسية لزيارة منطقة مجمع الأديان التاريخية وتشجيع المشغولات اليدوية.
الفتاتان قامتا بشراء اكسسوارات يدوية، إذ ترى شروق أن الهاند ميد يعكس لمسة شخصية فريدة أما ملك فتراه امتدادا لتاريخ الحرفي المصري الذي يستحق الدعم والتشجيع.
والمعرض ليس مجرد فرصة للشراء بل دافع لتعلم صناعة الاكسسوارات والحلي في القريب العاجل ومواصلة طريق الاقتناء أو الانضمام لفناني الصنع.